info@zawayamedia.com
صحة

هل تتسبب علاجات إنقاص الوزن بالعمى؟

هل تتسبب علاجات إنقاص الوزن بالعمى؟

 


قد يرتبط سيماغلوتيد، الموجود في أدوية إنقاص الوزن بما في ذلك Ozempic وWegovy من شركة  Novo Nordisk الدنماركية، والتي تستخدم كعلاج في حالات السكري من النوع الثاني، بزيادة خطر الإصابة بأحد أمراض العيون النادرة والتي تؤدي إلى العمى، وفقًا لدراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد.


ومع ذلك، قال المحللون إن نتائج الدراسة "بالكاد تغير قواعد اللعبة"، ولم يتأثر مستثمرو الشركة الدنماركية وأسهمها كثيرًا يوم الخميس الماضي إثر إعلان نتائج الدراسة.


وقد وجد تقرير جامعة هارفارد أن المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 أو السمنة، والذين يوصف لهم سيماغلوتيد، لديهم خطر متزايد للإصابة بالاعتلال العصبي البصري الإقفاري (لنقص التروية) الأمامي غير الشرياني nonarteritic anterior ischemic optic neuropathy أو (NAION) وهي حالة يمكن أن تؤدي إلى فقدان الرؤية في عين واحدة، وقد وجدت الدراسة أن المرضى كانوا أكثر عرضة لتشخيص حالة العين مقارنة بالمرضى الذين لم توصف لهم أدوية إنقاص الوزن.


ومع ذلك يقول الأطباء إن هذا لا ينبغي أن يمنع المرضى من استخدام الأدوية التي تعرف بالاسم العلمي "سيماغلوتيد"، لعلاج مرض السكري أو السمنة.


وكشفت الدراسة التي اعتمدت على السجلات الطبية لأكثر من 6 سنوات للأشخاص المصابين بالسكري، ونشرت في مجلة  "JAMA Ophthalmology"العلمية، أن هؤلاء الأشخاص كانوا أكثر عرضة للإصابة باعتلال العصب البصري الأمامي غير الشبكي بما يزيد عن 4 مرات إذا كانوا يتناولون دواء "سيماغلوتيد" بوصفة طبية، فيما كان الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بأكثر من 7 مرات إذا كانوا يتناولون العقار، وفق الدراسة.


ويعتبر NAION نوعا من السكتة الدماغية في العين التي تتسبب بفقدان مفاجئ للرؤية في إحدى العينين، وتعتبر هذه الحالة نادرة نسبيا، إذ قد يصاب بها 10 من كل 100 ألف شخص من السكان، لكن الأطباء في مركز "Mass Eye and Ear " بالولايات المتحدة، لاحظوا، الصيف الماضي، 3 حالات في أسبوع واحد، وكان كل من هؤلاء المرضى يتناول أدوية "السيماغلوتيد".


ويُعد مرض الاعتلال العصبي (NAION) ثاني أكثر الأسباب شيوعا لعمى العصب البصري بعد الغلوكوما (الماء الأزرق)، وفي حين تشير الورقة البحثية إلى "بعض الارتباط" مع حدث بصري نادر، فإن جودة الأدلة "منخفضة للغاية، ومجالات الخطأ واسعة جدًا"، وفقًا لمحلل دويتشه بنك إيمانويل باباداكيس Emmanuel Papadakis، وأكد باباداكيس إن "السيناريو الأسوأ من المرجح أن يكون تحديثًا إضافيًا لقسم التحذير الخاص بهذه الأدوية، والذي لا يكاد يغير قواعد اللعبة".


وأضاف أن دويتشه بنك يعتبر عمومًا أدوية سيماغلوتيد "واحدة من الفئات العلاجية الأقل تعريضًا للخطر في تاريخ الصناعة من منظور السلامة".


وقال متحدث باسم نوفو نورديسك إن مرض العصب البصري NAION ليس "تفاعلًا دوائيًا ضارًا للتركيبات المسوقة من سيماغلوتيد وفقًا للملصقات المعتمدة"، وأضافوا أن هناك "قيودًا منهجية رئيسية" للدراسة، العدد القليل من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني أو السمنة الذين تعرضوا لعقار سيماغلوتيد وتم تضمينهم في التجربة".


وقال المتحدث: "إن سلامة المرضى هي أولوية قصوى بالنسبة لشركة Novo Nordisk، ونحن نأخذ جميع التقارير المتعلقة بالأحداث السلبية الناجمة عن استخدام أدويتنا على محمل الجد".


وقد أظهرت شركة Novo Nordisk "نموًا استثنائيًا" لكنها تواجه سوقًا تنافسية لفقدان الوزن، وقد أدت شعبية الأدوية الرائجة إلى نمو شركة نوفو نورديسك لتصبح الشركة الأكثر قيمة في أوروبا، مع تقييم أكبر من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للدنمارك في العام الماضي.


وقد ثبت أيضًا أن Wegovy له فوائد صحية تتجاوز فقدان الوزن وتنظيم نسبة السكر في الدم. فقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في شهر آذار/مارس الماضي على استخدامه في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.


ومع ذلك، واجهت الأدوية تدقيقًا بعد أن أبلغ بعض المرضى عن تعرضهم لشلل في المعدة والتفكير في الانتحار أثناء تناولها، كما لاحظت دراسة أجراها باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية زيادة خطر الإصابة بانسداد الأمعاء، وهو اضطراب يمنع الطعام من المرور عبر الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، والتهاب البنكرياس.


وتتضمن ملصقات هذه الأدوية بالفعل تحذيرات بشأن التهاب البنكرياس وأنواع معينة من انسداد الأمعاء، يتم أيضًا إدراج التغيير في الرؤية كأثر جانبي محتمل لكل من Ozempic وWegovy.


وحللت الدراسة الأمريكية، التي نشرت يوم الأربعاء، بيانات من 16827 مريضا في الفترة من كانون الأول/ديسمبر 2017 حتى تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، وأشار الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتقييم ما إذا كان سيماغلوتيد يتسبب بحالة العين هذه.


بتصرف عن CNBC.


 


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: