شارك الفنان عابد فهد مؤخرا بالمأساة التي حلت بأسرته، بعد أن تم تشخيص ابنته ليونا بمرض نادر يهدد حياتها، وفيما يلي توضيح حول هذا المرض، والذي يصيب بالمعدل بين 1.5 و7 أشخاص من مليون شخص، وبين 25 و60 عاما.

ما هو مرض " فقر الدم اللاتنسجي" أو Aplastic Anemia

وفي التفاصيل، فإن ليونا فهد عابد تعاني من " فقر الدم اللاتنسجي" أو Aplastic Anemia وهي حالة نادرة وخطيرة تتمثل بعجز نخاع العظم  في الجسم عن إنتاج عدد كافٍ من خلايا الدم الجديدة، وتصيب كريات الدم الحمراء وبالتالي تؤثر على وظيفتها بحمل الأوكسجين عبر الجسم، كريات الدم البيضاء ووظيفتها مكافحة العدوى، بالإضافة إلى الصفيحات أو اللويحات الدموية التي تساعد الدم على التجلط، ويؤدي فقر الدم اللاتنسجي إلى نقص في هذه الخلايا، مما يسبب الإعياء، وضيق التنفس، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى، وسهولة النزيف وقد يؤدي إلى الوفاة.

وهناك نوعان رئيسيان لفقر الدم اللاتنسجي:

أولا، فقر الدم اللاتنسجي المكتسب: وهو النوع الأكثر شيوعًا. ينتج عن تلف الخلايا الجذعية في نخاع العظم، والذي يحتوي الخلايا الجذعية Stem Cells، وهي خلايا غير ناضجة يمكن أن تتطور إلى جميع أنواع خلايا الدم، يمكن أن يحدث هذا التلف بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الالتهابات وأدوية معينة وأمراض المناعة الذاتية.

ثانيا، فقر الدم اللاتنسجي الوراثي: وهو نوع أقل شيوعًا بكثير، ينتج عن خلل جيني يؤثر على طريقة إنتاج نخاع العظم لخلايا الدم.

ويمكن أن تختلف أعراض فقر الدم اللاتنسجي اعتمادًا على شدة الحالة، وتشمل بعض الأعراض الشائعة، الإعياء، الضعف، ضيق في التنفس، شحوب البشرة، التهابات متكررة، كدمات أو نزيف سهل، نزيف متكرر من الأنف ونزيف اللثة

ومن المهم مراجعة الطبيب على الفور في حال الشك بالإصابة بهذا المرض، حي يمكن أن يؤدي التشخيص والعلاج المبكران إلى تحسين فرص الشفاء التام، يشمل علاج فقر الدم اللاتنسجي عادةً الأدوية ونقل الدم وزرع الخلايا الجذعية.

وفي الحالات الخفيفة، قد يقتصر العلاج على المراقبة، كما يمكن استخدام الأدوية لقمع جهاز المناعة، مما قد يساعد نخاع العظم على إنتاج المزيد من خلايا الدم، فضلا استخدام الأدوية لعلاج الالتهابات أو منع النزيف، ويتمثل العلاج الآخر بنقل الدم، حيث يمكن لنقل خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية للمساعدة في تحسين الأعراض، أما العلاج الوحيد الذي يمكن أن يعالج فقر الدم اللاتنسجي بشكل نهائي فيتضمن استبدال نخاع العظم المريض بنخاع عظم سليم من متبرع أي زرع نخاع العظم، حيث يخضع المريض لعلاج كيميائي وإشعاعي للتخلص من نخاع العظم في جسده واستبداله بنخاع عظم سليم من متبرع، ويتطلب أن يتناول المريض طيلة حياته أدوية تثبط جهاز المناعة كي لا ترفض عملية الزرع.

وتناول عابد فهد في برنامج على قناة "الجديد" رحلة علاج ابنته التي امتدت على مدى سنتين مؤكداً أن العلم والايمان والصبر لعبوا دوراً في علاج ابنته، حيث قام بزيارة مار شربل ليفي نذر ابنته التي كانت سافرت الى جامعة "يونانتد بريتش كولومبيا" في كندا لدراسة علم النفس، وخلال وجودها هناك ظهرت اصابتها بالمرض في العام 2022، وكان هو ووالدتها في لبنان، وسافرا الى كندا ليرافقاها في رحلة علاجها التي استمرت حوالي السنتين، لافتاً الى أن الجامعة التي كانت تدرس فيها مختصة بعلاج هذا المرض النادر.
وتحدث عن وضع ابنته وأنها علمت بمرضها وقرأت عنه كثيراً، وأوقفت دراستها وبدأت رحلة علاج طويلة، وكانت صبورة وحكيمة وقررت أن تغيّر مجال دراستها، واتجهت الى الإخراج السينمائي بعد ما مرّت به من تحولات وألم، لأنها خلال رحلة العلاج فهمت الكون والانسان والنفس البشرية.

ولفت عابد خلال اللقاء إلى أنه قدم أكثر من "دعسة" ناقصة في أعماله الدرامية، مبرراً ذلك بأن العمل يتم التحضير له قبل رمضان بأربعة اشهر، ويبدأ انجازه سريعاً ويكون الوقت ضيقاً أمام الكاتب والممثل للتعديل والتغيير، ولم ينفِ أن فكرة الاعتزال تراوده، وقال انه يحب أن يقدم دور ممثل أصابه الممل، ويتمنى أن يكتب هذا العمل، أو أن يقدم دور مخرج أصابه الملل ويضطر للعمل ويمر بحالة لامبالاة ولا يعنيه أن يحصل على الأوسكار، بل سيعتزل الأعمال الدرامية لأنه يرغب في أن يقدم أعمالاً سينمائية لعدة سنوات، وأشار الى أنه لا يلبي دعوات المهرجانات السينمائية لأن ليس لديه عمل يشارك فيه ويشعر بالقهر، موضحاً أنه عندما يشاهد الأفلام المشاركة في المهرجانات، يرى أنه يقدم أدواراً أصعب في أعماله الدرامية من الأدوار الموجودة في السينما، ولذلك قرر أن يخوض هذه التجربة ويحضّر حالياً لمشروع سينمائي.