تمكن الباحث الدكتور ميشال صوان، وفريق "الجمعية اللبنانية للطيور المهاجرة" Lebanese Association for Migratory Birds (LAMB) التي يرأسها، من اكتشافات عدة منها سجل لطيور للمرة الأولى في لبنان، فضلا عن تكاثر أحد الأنواع، وتسجيل لطائر ثالث والتي تعتبر المشاهدة الثالثة له في لبنان، وقد تم توثيق هذه السجلات من قبل "لجنة الطيور النادرة في لبنان" (LBRC)، كما ونشرت النتائج في مجلة Sandgrouse العلمية المرموقة والتابعة لجمعية طيور الشرق الأوسط Ornithological society of the middle east OSME في نسختها الـ 46 لربيع العام 2024.
وفي التفاصيل، فقد اكتشف الدكتور ميشال صوان طائر "الغاق الأوروبي" European Shag واسمه العلمي Gulosus aristotelis في مدينة الميناء شمال لبنان في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وتمت مشاهدة للمرة الثانية لطائر من النوع نفسه في 2 كانون الثاني/يناير 2024، وعاد ليشاهده مرة ثالثة في جزيرة النخيل شمال لبنان، وكان برفقة الناشط البيئي شادي العنداري، حيث تشكل هذه السجلات الأولى لهذا النوع في البلاد.
وفي السياق نفسه في نيسان/أبريل 2023، شاهد الناشط وعضو الجمعية شربل نمنوم أنثى طائر الزيبرا فينش وإسمه العلمي Taeniopygia guttata في حديقة منزله في العقبة قضاء زغرتا شمال لبنان، وفي تموز/يوليو من العام نفسه، قام شربل نمنوم والدكتور ميشال صوان بملاحظة خمسة من طيور الزيبرا فينش وهي تمارس سلوك التكاثر، وهي المرة الأولى التي تسجل فيها حدث تكاثر في البرية لهذه الأنواع المدخلة إلى لبنان، وللأسف لم تتم مشاهدة هذه الطيور بعد ذلك، وعلل السبب بافتراسها من قبل القطط.
وفي 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، شاهد صوان مالك الحزين المخطط (الأخضر) واسمه العلمي Butorides striata في نهر أبو علي في طرابلس شمال لبنان، وقد شوهد لمرات عدة وهو يتغذى على ضفاف النهر، وهو الرقم القياسي الثالث لطيور البلشون المخطط (الأخضر) في لبنان.
هذا وليست هذه الإكتشافات الأولى التي سجلها صوان، فقد سبق وأن سجل عدة طيور تشاهد للمرة الأولى في لبنان، وأضيفت للائحة هذه الطيور والتي أصبح عددها 415 طائرا، وقد بلغ عدد هذه الطيور التي سجلها صوان وفريقه 10 وهي Black-eared Kite، Lichtenstein’s Sandgrouse، White-eyed Gull، Hooded Wheatear، Caspian Tern، Kurdish Wheatear، Brown-necked Raven، Three-banded Plover، European Shag وZebra Finch، وقد سجلت في الأعوام الأربعة الأخيرة.
وختاما، فإن هذه الإكتشافات الهامة، تضاف إلى رصيد الباحثين اللبنانيين في مجال التنوع البيولوجي في لبنان، الذي يعتبر نقطة ساخنة قياسا لمساحته الصغيرة، فضلا عن الدعوة لحماية الأنواع المختلفة وخصوصا من القطط الشاردة، بالحد من أعدادها بصورة رحيمة عبر التعقيم، وخصوصا مع ارتفاع أعداد هذه المفترسات بصورة كبيرة للغاية في السنوات الأخيرة، حيث تقدر أعداها بحوالي 100 ألف، والتي تهدد الكائنات الحية وخصوصا الطيور والمهاجرة منها.