info@zawayamedia.com
بيئة

يوم السلاحف العالمي... لحماية أقدم الزواحف على سطح الأرض!

يوم السلاحف العالمي... لحماية أقدم الزواحف على سطح الأرض!

مع متوسط عمر يزيد عن 150 عامًا، تعد السلاحف العملاقة ليست أقدم الزواحف فحسب، ولكنها تعتبر أطولها عمراً على الإطلاق.


ويحتفل محبو السلاحف في العالم في مثل هذا اليوم، 23 أيار/مايو، من كل عام باليوم العالمي لها، وقد أنشأته منظَّمة إنقاذ السلاحف ATR الأَميركية، لتشجيع العمل الإِنساني العالمي على المحافظة على السلاحف وإِنمائها، ولَفت الاِنتِباه تجاه تعرض بعض أَنواع السلاحِف إِلى الانقراض.


ويتم الاِحتفال بهذه المناسبة  منذ العام 2000 من خلال عدَد مِن الفعالِيات، وأنواع السلاحف المختلفة تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على النظم البيئية، فالسلحفاة البحرية تتغذى على الأسماك الميتة التي تجرفها الأمواج إلى الشواطئ، كما وتعتبر الحيوان الوحيد الذي يحد من تكاثر قنديل البحر،  وعلى الجانب الآخر، فالسلاحف البرية مسؤولة عن الحفاظ على التوازن البيئي عن طريق حفر الثقوب التي تسكنها كائنات أخرى.


وتعتبر السلاحف من الزواحف، وقد قاومت هذه المجموعة من الحيوانات أكثر من 200 مليون عام من التغيرات البيئية، وهناك حوالي  6000 من أنواع الزواحف، وتشكل السلاحف 210 نوعا تشمل السلاحف البرية والنهرية والبحرية.


أما في لبنان، فقد تم اعلان يوم وطني للسلاحف البحرية في لبنان في 5 أيار/مايو من كل عام، ليكون يوم توعية وطني وتربوي وإعلامي يتزامن مع بدء موسم وصول السلاحف إلى الشواطئ اللبنانية لوضع بيوضها لتبدأ بالتفقيس أوائل شهر آب، ويمتد هذا الموسم حتى تشرين الأول/أكتوبر، وهذا يساهم في تعميم الوعي حول أهمية حماية السلاحف البحرية، وعملا بمتطلبات الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتنوع البيولوجي التي صادق عليها لبنان، ومنها اتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط من التلوث والوفاء بالتزاماتها، وهو ما يساهم بوضع لبنان على الخريطة الدولية التي تعمل على الحفاظ على السلاحف البحرية المهددة بالإنقراض، وقد حالت الأحداث في الجنوب من الإحتفال بهذا اليوم وفعالياته خلال شهر أيار، حيث كان يقصد الكثير من المهتمين الشواطئ اللبنانية ولا سيما الرملية منها، لمتابعة نشاطات توثق عمليات حماية الأعشاش والبيوض وأحيانا جمعها لتفقس، ليتمكن المهتمون من مشاهدة فراخ السلاحف وهي تنطلق في رحلتها الأولى نحو البحر، لتعود إلى شواطئ لبنان بعد حوالي 25 سنة لتتكاثر وتضع بيوضها ولتعيد دورة حياتها من جديد.


هذا وقد تم تسجيل صنفين من السلاحف البحرية في لبنان وهي: السلحفاة الضخمة الرأس Caretta caretta والسلحفاة البحرية الخضراء Chelonia mydas، وتعتبر هاتان السلحفتان من الأنواع المهددة بحسب القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض عالميا العائدة للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).


وتواجه السلاحف في العالم، بأنواعها وموائلها سواء البرية والنهرية والبحرية تعديات كثيرة ومنها: التوسع العمراني الذي إمتد الى أماكن تعشيش هذه السلاحف البحرية، شبكات الاضاءة التي تضلل صغار السلاحف وهي تشق طريقها في إتجاه البحر، الانقاض والنفايات التي تسمم الشواطىء وتغير طبيعتها، ممارسات صيد الاسماك العشوائية مثل الديناميت وجاروفة البحر، والتي تحصد أعدادا كبيرة من السلاحف فضلا عن مراوح المراكب والزلاجات البحرية التي تقضي على عدد منها، ابتلاع السلاحف البحرية للنفايات وخصوصا الأكياس البلاستيكية التي تصل إلى البحر مما يؤدي الى مرضها او موتها مختنقة، كونها تشبه قناديل البحر التي تتغذى منها عادة السلاحف، المخاطر التي تهدد صغار السلاحف ومنها الحفر التي يتركها السائحون على الشاطىء خلال النهار أو السيارات والآليات التي تسير على الشاطىء مما يشكل صعوبة لصغار السلاحف بعد تفقيس البيض من الوصول الى البحر وقد يتسبب بموتها عطشا تحت اشعة الشمس الحارة او يتم إفتراسها، وهناك الإستهلاك البشري للسلاحف ومنتوجاتها (البيض، اللحم، الظهر).


وتتميز السلحفاة بجلدها المقوى بحراشيف قرنية ويمكنها العيش رغم مختلف الظروف المناخية وعلى الرغم من عدم تأثرها كثيرا بالكوارث الطبيعية، فإن عدوها الأكبر يبقى الإنسان، كما كانت السلحفاة تقدم قديماً كوجبة طعام رئيسية للبحارة، ولغاية اليوم تعد بعض أنواع السلاحف البحرية وجبة مميزة وباهظة الثمن لندرتها.


ورغم الاعتقاد السائد بأن السلاحف بطيئة جداً، إلا أن السلحفاة يمكنها السباحة في الماء بسرعة كبيرة تصل إلى 35 كيلومتراً في الساعة، كما يمكن لصغار السلاحف العوم بسرعة كبيرة، أما السلحفاة البرية فيمكنها الزحف بسرعة يمكن وصفها بالبطيئة وتتراوح بين 0.21 و0.48 كيلومتراً في الساعة.


ومن الممارسات البيئية الهامة في الحفاظ على السلاحف، عدم شرائها لأن هذا الأمر يزيد الطلب عليها وخصوصا البرية منها، والإبلاغ عن عمليات البيع غير القانوني لها، ومتابعة حملات التوعية التي تهدف للحفاظ عليها.


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: