أذهلت الصور التي التقطت لكرة نارية خضراء زاهية مستخدمي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في كل من إسبانيا والبرتغال، وقد امتلأت صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بلقطات نيزك انطلق بسرعة عبر سماء الليل فوق البلدين، وأضاء السماء على شكل كرة نارية كان لونها بين الأزرق والأخضر.
وقد تم تأكيد وجود النيزك من قبل وكالة الفضاء الأوروبية European Space Agency (ESA)، التي التقطت كرة النار بكاميراتها في كاسيريس Cáceres، إسبانيا، الساعة 6:46 مساءً، بتوقيت شرق الولايات المتحدة (22:46 بالتوقيت العالمي) يوم السبت (18 أيار/مايو)، وأكدت وكالة الفضاء الأوروبية أن كرة النار كانت عبارة عن قطعة من مذنب انطلق فوق إسبانيا والبرتغال، ويسافر بسرعة حوالي 100 ألف ميل في الساعة، أو حوالي 65 مرة أسرع من السرعة القصوى لطائرة مقاتلة من طراز Lockheed Martin F-16. ، وأضافت وكالة الفضاء الأوروبية أنه من المحتمل أن يكون النيزك قد احترق فوق المحيط الأطلسي على ارتفاع حوالي 38 ميلاً (60 كيلومترًا) فوق الأرض.
وقد توجه مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بالآلاف إلى مواقع X وFacebook وReddit لمناقشة ظاهرة كرة النار الساطعة هذه ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو المذهلة.
وكتبت وكالة الفضاء الأوروبية على موقع X Feed أن "كاميرا كرة النار التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في كاسيريس بإسبانيا، رصدت هذا النيزك المذهل الليلة الماضية! ويقوم مكتب الدفاع الكوكبي لدينا حاليًا بتحليل حجم ومسار الجسم لتقييم احتمال وصول أي مادة إلى السطح".
☄️😍 ESA’s fireball camera in Cáceres, Spain, spotted this stunning meteor last night!
Our Planetary Defence Office are currently analysing the size and trajectory of the object to assess the chance that any material made it to the surface.
Credit: ESA/PDO/AMS82 - AllSky7 pic.twitter.com/gSU4unncQW
— ESA Operations (@esaoperations) May 19, 2024
وشارك مستخدم X، كولين روغ، لقطات مذهلة للنيزك على صفحته الشخصية، وكتب: "هذا جنون. تزعم التقارير المبكرة أنه يمكن رؤية الوميض الأزرق وهو يندفع عبر سماء الليل لمئات الكيلومترات، في الوقت الحالي، لم يتم تأكيد إذا اصطدم بسطح الأرض، إلا أن بعض التقارير تقول إنها ربما سقطت بالقرب من بلدة كاسترو داير في البرتغال، وتقول تقارير أخرى إنها كانت أقرب إلى بينهيرو (البرتغال أيضا)".
JUST IN: Meteor spotted in the skies over Spain and Portugal.
This is insane.
Early reports claim that the blue flash could be seen darting through the night sky for hundreds of kilometers.
At the moment, it has not been confirmed if it hit the Earth’s surface however some… pic.twitter.com/PNMs2CDkW9
— Collin Rugg (@CollinRugg) May 19, 2024
كما شاركت مؤسسة الأخبار والإعلام Nova Portugal لقطات للكرة النارية مأخوذة من مواقع مختلفة، "أضاء نيزك سماء البرتغال باللون الأزرق اللامع مساء أمس، لمفاجأة السكان الذين كانوا بالخارج وقت مروره، وشارك آلاف البرتغاليين ردود أفعالهم على الحدث على شبكات التواصل الاجتماعي".
وفي هذا المجال، فإن "النجوم المتساقطة" Shooting stars مثل هذه هي قطع من المواد التي تنفصل عن الأجسام الأكبر حجمًا، مثل الكويكبات أو المذنبات أو القمر أو حتى الكواكب الأخرى وتدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعات عالية، ويؤدي الاحتكاك الذي تواجهه هذه الشظايا التي تسمى النيازك (الاسم الذي يطلق عليها عندما تكون في الفضاء) إلى توهجها بشكل ساطع، لتصبح نيازك لبضع ثوان وجيزة أثناء انطلاقها عبر الغلاف الجوي، مما يخلق مسارًا متوهجًا.
وهناك حوالي 90% إلى 95% من المادة بين النجوم التي تشق طريقها إلى الأرض بهذه الطريقة، والتي لا تدوم لفترة كافية للوصول إلى الأرض، إذا وصلت هذه القطع إلى الأرض، فإنها عادة ما تكون على شكل غبار أو جزيئات صغيرة جدًا وتسمى نيزكًا meteoroids.
رسم توضيحي يوضح الألوان المختلفة للكرات النارية والمواد الكيميائية التي تشير إليها
وكما يتم استخدام عناصر كيميائية مختلفة لإنتاج ألعاب نارية بألوان مختلفة، فإن لون هذه الكرة النارية يشير إلى تركيبها الكيميائي.
ويشير الوميض الأزرق/الأخضر اللامع للكرة النارية إلى احتراق المغنيسيوم، أحد أنواع النيازك المعروفة باحتوائها على المغنيسيوم هو "البلاسايت" pallasites، الذي يحتوي على بلورات كبيرة ذات لون أخضر زيتوني وهي شكل من أشكال سيليكات الحديد والمغنيسيوم تسمى أوليفين.
وعلى الرغم من أن أصول البالاسيت غامضة إلى حد ما، يعتقد العلماء أنها يمكن أن تتشكل عندما تذوب الكويكبات، مع غرق المواد الأكثر كثافة في قلوبها. يمكن أن تأتي البالاسيت من الحدود بين قلب الكويكب المعدني ووشاحه الغني بالسيليكات والأوليفين.
إذا كان هذا هو الحال، فإن البالاسيت يمكن أن يعلم العلماء الكثير عن كيفية تشكل الكواكب الصخرية مثل الأرض في النظام الشمسي قبل حوالي 4.5 مليار سنة.
بالطبع، لم يتم التأكد بعد من كون هذا النيزك بلاسيت، ولا يعرف العلماء ما إذا كان أي منه بالفعل وصلت إلى الأرض، على الرغم من أن وكالة الفضاء الأوروبية تقول إن احتمال حدوث ذلك ضئيل في أحسن الأحوال.
وفي الختام، فليس هناك شك في أن انفجار هذه الكرة النارية فوق البرتغال وإسبانيا سيبقي صائدي النيازك مشغولين على الأقل في الأيام المقبلة أثناء بحثهم عن الشظايا التي يمكن أن تصل إلى الأرض الصلبة.
بتصرف عن Space