info@zawayamedia.com
بيئة

جرو ثعلب أنقذه ناشطون في لبنان

جرو ثعلب أنقذه ناشطون في لبنان

هي قصة حقيقية، بدأت بفيديو نشره أحد الأشخاص على موقع التواصل "تيك توك" منذ حوالي أسبوع، وهو يهدد من "يزعجه بتفليت ذئب" عليه، ولكن تبين لاحقا، أن هذا الجرو جرو ثعلب، وقد تمكن الناشطون من إنقاذه، وقد استلمته أحد الجمعيات الخاصة بالرفق بالحيوانات لاحقا.


وفي التفاصيل، وصل الفيديو للناشطة غنى نحفاوي، والتي تابعت القضية لتعرف أن الشاب في الفيديو يقطن في بعلبك "ومدعوم جدا"، أي ألا تحاول التصرف بأي طريقة لمحاولة إنقاذ "جرو الذئب (الثعلب)"، ولكن هذا ليس في قاموس الناشطين، وخصوصا غنى النحفاوي ووفقا لما قالته لموقعنا "زوايا ميديا"، بأنها لم تتردد بالإتصال بمكتب المحافظ، وبوزير البيئة الدكتور ناصر ياسين، والذي بدوره تواصل مع المدعي العام البيئي بالبقاع القاضي إياد البردان، الذي قام بالإيعاز للقوى الأمنية، لتتحفظ على الجرو، وبالفعل، تم الحصول على الجرو، وقامت بالتواصل مع جمعية للرفق بالحيوانات، ولديها ملجأ للكلاب في البقاع، وكون هذه القضية ليست من اختصاصها، تواصلت بدورها مع جمعية مختصة بالحياة البرية وهي Lebanese Wildlife، والتي ستقوم بإعادة تأهيله تمهيدا لإطلاقه نحو البرية، وخصوصا وأن هذا الجرو اعتاد الحياة مع البشر، أي تم تدجينه، ولذلك يجب أن يخضع لمرحلة تأهيل ليتمكن من العيش والصيد في البرية، أما تفاصيل القضية وما جرى مع المتهم فلا زال بيد القضاء ليتم البت بأمره، وسننشر التفاصيل حال حصولنا عليها!.



فكيف نسمح لأنفسنا بانتزاع جرو من والدته وأخوته، وأن تسول لنا أنفسنا سرقة أعشاش الطيور من بوم وشحارير وحساسين وغيرها، لنضعها في أقفاص ونحرمها من حياتها الطبيعية، وبسرقة النسور والطيور الجارحة والمتاجرة فيها ليتم تصبيرها لتوضع في المنازل كتحف، أو من المتاجرة بالحياة البرية عبر الحدود، يشكل الاتجار غير المشروع بالحياة البرية، بما في ذلك مصائد الأسماك والأخشاب، رابع أكبر تجارة غير مشروعة على مستوى العالم بعد المخدرات والاتجار بالبشر والمنتجات المقلدة، وتقدر بأكثر من 20 بليون دولارا سنويا، وقد أدت لانقراض والتهديد بانقراض العديد من الأنواع من النباتات والحيوانات والطيور والزواحف، إرضاء لشهوات غير مثبتة علميا، منها وحيد القرن الأبيض الشمالي حيث أدت سنوات من الصيد الجائر والحرب الأهلية والفوضى على نطاق واسع في المناطق التي ينتشر فيها وحيد القرن الأبيض الشمالي شمال غرب أوغندا وجنوب تشاد وجنوب غرب السودان والجزء الشرقي من جمهورية أفريقيا الوسطى وشمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى القضاء على معظم أفراد هذا النوع وتهديده بالانقراض، وهناك أدلة كثيرة على هذه التجارة الرائجة بين لبنان والدول المجاورة عبر الحدود من سوريا والعراق، والتي لا تستثني أي نوع مطلوب منها الطيور والثدييات والزواحف والبيوض وكل ما يمكن المتاجرة به، إرضاء لنزعة لا يمكن وصفها بالكلمات لدى أشخاص يساهمون بها سواء بالتهريب أو بشراء هذه الأنواع عبر العرض والطلب، ولذا فهناك حلول مثل فضح هذه الممارسات والأشخاص، أو بأن يتوقف الناس عن شراء هذه "البضاعة".


الخلاصة، لا يضيع حق وراءه مطالب، ومن هنا، ووسط التعديات على الحياة البرية، فإن بصيص ضوء ولو واحد، ينعش الروح والآمال، بأن هناك متابعة وملاحقة وعقوبات، وعسى أن تكون تصاعدية، أي أن تصل إلى السجن وأن تعتبر جرائم حقيقية، يلاحق أصحابها ليرتدعوا، وكون مستقبل البيئة وإنقاذ الطبيعة والحياة البرية في لبنان، ليس فقط أمرا واجبا فحسب، بل يمكن أن يساهم فيه كل منا وبطريقته الخاصة سواء عبر فضح هؤلاء الأشخاص أو التوعية بهذه الممارسات أو أي طريقة للحد من هذه التعديات، ولعل وعسى أن نستطيع النجاح أمام هذا العدد من المجرمين الذين يستبيحون كل شيء.


وفي الختام، الشكر موصول للناشطين، الذين بلغوا عن هذا الفيديو، والذين تابعوا الملف بدءا من الناشطة غنى نحفاوي ووزير البيئة ناصر ياسين، والقاضي إياد البردان والقوى الأمنية والناشطين في جمعيات الرفق بالحيوان، وكل من ساهم بإنقاذ هذا الثعلب، وعسى أن تستمر هذه الجهود لننقذ عددا أكبر وأكبر!


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: