كشف بحث حديث أجرته جامعة إيست أنغليا University of East Angliaفي المملكة المتحدة (بريطانيا) أن ارتداء أقنعة الوجه لم يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بـ Covid-19 بعد زيادة في موجة سلالة Omicron الأولية، وحللت الدراسة التغيرات في عوامل خطر الإصابة بالعدوى مع تطور الوباء، مشيرة إلى أن عوامل مثل استخدام الكمامة، وحجم الأسرة، والتعرض المهني تختلف في الأهمية بمرور الوقت.
وأكدت الدراسة التي تمت بتمويل من المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية، على الحاجة إلى استراتيجيات قابلة للتكيف لإدارة المخاطر وإجراء مزيد من البحوث لفهم هذه الديناميكيات.
وأشار تحليل للبيانات الرسمية إلى أن عوامل خطر الإصابة بالعدوى تغيرت بشكل ملحوظ عندما تحول متغير كوفيد السائد في المملكة المتحدة من دلتا إلى أوميكرون في كانون الأول/ديسمبر 2021.
وقد شملت التدخلات ارتداء كمامة، وتاريخ السفر إلى الخارج، وحجم الأسرة، سواء كان الأشخاص يعملون أو متقاعدين، والاتصال بالأطفال أو الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا.
وقال المؤلف الرئيسي البروفيسور بول هانتر، من كلية نورويتش الطبية بجامعة إيست أنغليا (UEA): "في وقت مبكر من الوباء، تم نشر العديد من الدراسات التي تبحث في عوامل الخطر للإصابة بكوفيد، ولكن دراسات أقل بكثير بعد السنة الأولى أو نحو ذلك، ويظهر بحثنا أن هناك تغييرات في بعض عوامل الخطر في الوقت الذي أصبح فيه متغير Omicron أوBA.2 هو السائد".
من جهته، قال المؤلف المشارك الدكتور جولي برينارد، من كلية الطب في نورويتش بجامعة إيست أنغليا: "هذا ليس مفاجئًا تمامًا لأن الأدلة المختبرية تشير إلى أن متغير أوميكرون كان أكثر قدرة على إصابة الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي العلوي مقارنة بالمتغيرات السابقة من الفيروس وبالتالي يكون أكثر قدرة على إصابة الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي العلوي، فضلا عن القدرة على الانتقال، ولذلك يجب أن تكون إدارة مخاطر العدوى مرنة، وأن تتكيف مع تطور الوباء وتحسين جودة المعلومات عند ظهوره، وبهدف الوقاية من العدوى، نحتاج إلى أن يكون لدينا رؤية جيدة للعوامل التي قد تكون أكثر أو أقل أهمية. إذا كان من الممكن أن تتغير هذه العوامل، فعلينا أن نكون متيقظين لحدوث ذلك".
المنهجية والنتائج الرئيسية من البيانات
وقام الباحثون بتحليل البيانات المتاحة من مسح كوفيد الذي أجراه مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) في المملكة المتحدة، والذي قارن معدلات الإصابة بمسح أسري مستمر للسكان لتقدير عدد الأشخاص المصابين بالعدوى/ ومن تشرين الثاني/نوفمبر 2021 إلى أيار/مايو 2022، طرح مكتب الإحصاءات الوطنية أيضًا على الأشخاص أسئلة حول ظروفهم وعاداتهم لمعرفة ما إذا كان من الممكن ربط هذه العوامل بخطر الإيجابية.
وأضاف البروفيسور هانتر: "لقد استخدمنا مجموعة البيانات هذه للبحث عن الثبات أو التغيير في أهمية واتجاه عوامل الخطر المحتملة للاختبار الإيجابي. لقد طبقنا طريقة إحصائية تسمى الانحدار التلوي meta-regression للقيام بذلك".
عوامل الخطر
ووجدت الدراسة أن التغييرات في عوامل الخطر شملت:
- في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، ارتبط ارتداء أقنعة الوجه إجباريا في العمل أو المدرسة أو في الأماكن المغلقة بانخفاض خطر الإصابة بالعدوى لدى كل من البالغين والأطفال، ولكن بعد موجة أوميكرون الأولى، لم يكن الأمر كذلك.
- كان العيش في منزل يضم خمسة أشخاص أو أكثر يمثل خطرًا في البداية، ولكن بحلول نهاية فترة الدراسة، كان الأشخاص في الأسر الأكبر حجمًا (أربعة أشخاص فما فوق) معرضين لخطر أكبر بشكل طفيف من الأشخاص الذين يعيشون في أسر فردية.
- لم يكن السفر المبكر إلى الخارج مرتبطًا بزيادة المخاطر، ولكنه كان كذلك لاحقًا.
- غالبًا ما وجد أن العمل في مجال الرعاية الصحية أو الاجتماعية أو على اتصال مع الآخرين أمر مهم في السنة الأولى للوباء، لكنه لم يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالعدوى أو تغيره بشكل عام في فترة الدراسة.
- ارتبط الإنتماء إلى أقلية عرقية بقوة بزيادة المخاطر في الأشهر القليلة الأولى من الوباء في المملكة المتحدة، لكنه ارتبط بانخفاض المخاطر وعدم حدوث تغيير كبير في الاتجاه خلال فترة المراقبة الكاملة للدراسة.
- ارتبط التقاعد بانخفاض المخاطر مقارنة بالموظفين بشكل عام، ولكن أي تأثير وقائي قد اختفى بحلول 27 شباط/فبراير 2022، والذي تزامن مع بداية موجة أوميكرون الثانية.
- بحلول نهاية شباط/فبراير 2022، أصبح من الواضح أن هناك انخفاضًا في المخاطر بالنسبة للبالغين الذين يعيشون مع أطفال تبلغ أعمارهم 16 عامًا أو أقل.
- كان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 70 عامًا والذين يعيشون مع شخص يبلغ من العمر 70 عامًا أو أكثر في البداية احتمالية أقل للإصابة بالفيروس، لكن هذا التأثير الوقائي تضاءل بحلول منتصف شباط/فبراير 2022 تقريبًا.
وقال الباحثون إن ميزان الأدلة هو أن ارتداء أغطية الوجه يقلل من انتقال التهابات الجهاز التنفسي في البيئات المجتمعية ويقلل من انتقال كوفيد-19، لكن يبقى السؤال هو العدد.
الاستنتاج والآثار المترتبة على البحوث المستقبلية
أشارت المراجعة الدقيقة لأدلة ما قبل الجائحة وتحليل بيانات المسح الأصلية أثناء جائحة كوفيد-19 إلى أن ارتداء الكمامات يمكن أن يقلل أو تمكن بالفعل من انتقال فيروس سارس-كوف-2 بنحو 19 بالمئة، لكن هذه الاستنتاجات مستمدة بشكل أساسي من البيانات التي سبقت ظهور متغيرات أوميكرون.
ووجد هذا البحث الأخير أنه قبل المتحور Omicron BA.2، لم يكن ارتداء الكمامات مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بحوالي 30 بالمئة لدى البالغين و10 بالمئة لدى الأطفال. ولكن بحلول موجة أوميكرون الثانية (من منتصف إلى أواخر شباط/فبراير 2022 فصاعدًا) لم يكن هناك أي تأثير وقائي من ارتداء الكمامات لدى البالغين وربما زيادة خطر الإصابة بالعدوى لدى الأطفال.
وعلق البروفيسور بول هانتر: "لا ينبغي أن يكون هذا الأمر مفاجئًا، أي أن تتغير عوامل الخطر أثناء الوباء بسبب مرض شديد العدوى مع فترة قصيرة من المناعة مثل كوفيد. تتنبأ نماذج الأوبئة التي تسمى SEIRS (الحساسة Susceptible، المعرضة Exposed، المصابة Infected، المتعافية Recovered، المعرضة للإصابة Susceptible) بأن مثل هذه العدوى تصبح متوطنة، وتصبح عوامل الخطر التي غذت الوباء في مراحله المبكرة أقل أهمية ويصبح معدل فقدان الأشخاص للمناعة أكثر أهمية في زيادة معدلات الإصابة".
وأضاف الدكتور برينارد: "لم تتغير الكثير من عوامل الخطر المحتملة للإصابة بكوفيد خلال هذه الفترة، ومن المهم أن نعرف ذلك أيضًا. نحن نقدم بعض التفسيرات المحتملة لسبب حدوث التغييرات، لكننا نحتاج إلى المزيد من الأبحاث المركزة لنفهم على وجه اليقين سبب حدوث تغييرات في بعض عوامل الخطر".