علوم

القطة زيت تتعافى وصغارها بخير

 القطة زيت تتعافى وصغارها بخير

منذ دخولها في حياة أحد الشبان الذي قام بإنقاذها، تمكنت القطة "زيت" البلدية في لبنان أي قطة الشوارع العادية، التي ليست من هجين معين، من تغيير الكثير في حياة هذا الشاب وعائلته، حيث أصبحت مصدرا للسلام وحل النزاعات داخل الأسرة، وليس ذلك فحسب، بل أصبحت محط أنظار الجميع، بتفاعلها معهم وبصورة تلقائية.


ويؤكد الشاب الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه أنقذ "زيت" من الشارع، حيث دخلت المكان الذي يعمل فيه، وهو متجر للهواتف الخليوية خلال الشتاء الماضي، وجلست على مقعده بالذات، ما أثار فيه حالة من العطف عليها، ليحضرها إلى منزله، ويقوم بالعناية فيها، ولكنها تمكنت من إشاعة جو من الطمأنينة والفرح والسلام بين أفراد العائلة، حيث لم يعد هناك نزاعات بين أفرادها، وصار جل اهتمامهم العناية بـ "زيت"، على الرغم من أن عدد منهم رفض وجودها في بادئ الأمر.


وبعد فترة، وكغريزتها بعد بلوغها، تزواجت "زيت" لتنجب صغارا، وعددهم خمسة، ولكن في أحد الأيام، لاحظ الشاب والأسرة أن "زيت" مريضة، وقد نامت على ظهرها، رافضة إرضاع صغارها الخمسة على الرغم من موائهم المستمر، كما لاحظوا حرارة تصدر من جسدها.


وبعد أن تم أخذها إلى الطبيب البيطرى، فضل إرسالها إلى مستشفى لأن حرارتها تجاوزت 40.5 درجة مئوية، بينما حرارة القطط بالعادة 39، للقيام بالفحوصات اللازمة وأخذ الصور الشعاعية، وتبين بعد الفحص، إصابتها بالتهاب في أحد أثدائها، وتم إعطائها العلاج اللازم بالحقن من مضادات للإلتهاب وكورتيزون، ووصف علاج منزلي يتابع خلال أسبوعين للتخلص من هذه العدوى، علما أن "زيت" وعلى الرغم من الألم، عادت لواجباتها الأمومية بإرضاع صغارها، وكانت تموء ألما وسط هذه العملية، وتقوم بتنظيفهم ولعقهم وضمهم كل الوقت.


وقام الشاب وعائلته بابتياع حليب خاص بصغار القطط، وكما يظهر الفيديو المرفق ليطعموها، وبمعدل مرة كل 4 ساعات، ولكن مع اليوم الخامس من العلاج، ظهر فتحتان عند الثدي الملتهب، وأخذ ينز القيج والصديد منهما، ولكنها بدأت تتعافى تماما، وعلى الرغم من تأكيد الطبيب المعالج أن حليبها لن يعود صالحا لاستهلاك الصغار، إلا أنها واظبت على إرضاعهم ولم تتمكن العائلة من إطعام الصغار الحليب بصورة مستمرة، ليستمروا في الرضاعة من والدتهم.


وأشار الشاب إلى أنه حال فطام الصغار، سيقوم بإجراء عملية تعقيم (إزالة الرحم والمبايض) لـ "زيت"، كونه يؤمن أن هذا سيؤدي إلى الكثير من المنافع لها وللبيئة، فالقط من أكثر الحيوانات افتراسا في محيط المنازل، وهذا ما أثبتته "زيت" منذ دخولها حياتهم، حيث كانت تقوم بافتراس الحشرات والزواحف، وتقدمها لهم كعربون وفاء، فضلا عن أن عدد القطط في لبنان يزداد بوتيرة كبيرة، وهذا الأمر يؤدي إلى اختلال في التوازن الطبيعي للنظم الحيوية، كما وأن عملية التعقيم تحمي الأنثى والخصي للذكر من الإصابة بأمراض مختلفة والوقاية من السرطان.


وفي الختام، فهذا العمل الإنقاذي هو جزء من الحياة اليومية لكثير من الناشطين في مجال الرفق بالحيوان، وليس أمرا استثنائيا، كما وأن العديد من الأطباء البيطريين يقومون بالمساعدة في العمل الطبي، بحيث يمارسون الإجراءات الطبية بتكلفة أقل، خصوصا وأن العديد من الناشطين يقومون بحملات تمويل عبر وسائل التواصل الإجتماعي لعلاج وتعقيم الحيوانات الأليفة من قطط وكلاب، كما ويدعون إلى التبني بدلا من اقتناء القطط المهجنة، وهو أمر يحد من وجودها في الشوارع ويعرضها للأذى فضلا عن التشجيع على عمليات التعقيم حتى لا تنتج ذرية تساهم بزيادة أعدادها بصورة كبيرة، وتعرض المحيط الحيوي للكثير من التعديات واختفاء الأنواع بسبب افتراسها، وهذه الإستراتيجية متبعة في كثير من البلدان، وقد ساهمت بالتقليل من ظاهرة الحيوانات الشاردة، لذا وعبر هذا المقال، ندعو الجميع إلى العمل على نجاح هذه الحملات وعمليات الإنقاذ ومساعدة الناشطين على القيام بعملهم بأفضل صورة، فضلا عن التبني بدلا من شراء أنواع هجينة وتشجيع هذه التجارة بينما الكثير من الحيوانات الشاردة تقتل على الطرق دهسا وتسميما وبإطلاق النار عليها، وليس مهما "نوع" هذه الحيوانات، فهي تساهم بزيادة الألفة داخل الأسرة وخارجها، حيث وثق العديد صداقات وعلاقات اجتماعية بسبب هذه الحيوانات مع آخرين، وكانت هذه الحيوانات سبيلا للتعارف وإنشاء وتصحيح العلاقات في الأسر والمجتمع.


يمكن مشاهدة الفيديوهات المختلفة لـ "زيت" وصغارها على الروابط التالية:


https://www.tiktok.com/@suzannedaou/video/7364519135482498322


https://www.tiktok.com/@suzannedaou/video/7364355611204521234


إطعام الصغار الحليب المخصص لها


https://www.tiktok.com/@suzannedaou/video/7364530202514361618


 


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: