قد يوصى قريبًا باستخدام دواء فياغرا المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج ضعف الانتصاب كعلاج لتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
ومرض الزهايمر Alzheimer ويكتب اختصارا (AD) هو اضطراب تنكس عصبي متقدم، يتميز سريريًا بضعف الذاكرة والخلل المعرفي وضعف البصر المكاني، وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق، ويحتل المرتبة السابعة بين الأسباب الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة، ويصعب التشخيص السريري للمرض بسبب تباينه بين الأفراد وتداخل أنماطه الظاهرية مع أنواع أخرى من الخرف، وتتضمن تغيرات الدماغ في مرض الزهايمر تراكم الخلايا العصبية لويحات الأميلويد، والتي تسبب في النهاية تنكسًا عصبيًا، وتشمل عوامل الخطر للظهور المتأخر لمرض الزهايمر العمر والوراثة والتاريخ العائلي والعوامل غير الوراثية مثل صحة القلب وتأثيرات نمط الحياة، تركز خيارات علاج مرض الزهايمر تاريخياً على تخفيف الأعراض عن طريق مثبطات إنزيم الكولينستراز ومضادات N-ميثيل-د-أسبارتات، وفي الآونة الأخيرة، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقارين، aducanumab وlecanemab، ويهدفان إلى إزالة لويحات الأميلويد، وقد أظهر المركبان تباطؤا كبيرا في الأعراض السريرية للمرض.
ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص المصابين بالخرف في جميع أنحاء العالم كل عشرين عاما تقريبا، من أقل قليلا من 80 مليونا في نهاية هذا العقد إلى ما يقرب من 140 مليونا بحلول منتصف القرن.
وقد قامت بالدراسة Cleveland Clinic وشملت تحليل بيانات لملايين الأشخاص يخضعون للتأمين الصحي فضلا عن التحقيق المخبري حول التأثيرات الجينية والعصبية للسيلدينافيل sildenafil- وهو دواء يُباع عادة تحت الاسم التجاري الفياغرا Viagra- وقد أثبت الباحثون صحة إمكانات الدواء في الحفاظ على البروتينات المهمة في الخلايا العصبية من التشابك في فوضى مميتة تؤدي إلى أعراض تنكسية مثل ألزهايمر.
وقد أثبتت الدراسات مرارًا وتكرارًا أن حاصرات الإنزيم التي تسمى مثبطات إنزيم الفوسفوديستراز phosphodiesterase (PDE) inhibitors ليس لديها القدرة على تعزيز تدفق الدم في القضيب فحسب، بل يمكن أن تمنع التنكس العصبي المسؤول عن الخرف.
قد لا تكون هذه الإمكانية مفاجئة تمامًا، نظرًا لأنه من المعروف أن PDEs تشارك في مسارات الإشارات العصبية التي تؤثر على المرونة العصبية، أظهرت الدراسات السابقة على النماذج الحيوانية أن مثبط PDE sildenafil يقلل من الفسفرة المفرطة لبروتينات "tau" في الخلايا العصبية التي تسبب تكوين تشابكات سامة، مما يساعد على تحسين الصحة الإدراكية والذاكرة.
ومع ذلك، لم تكن جميع الأبحاث مشجعة إلى هذا الحد، حيث فشلت بعض الدراسات في ملاحظة أي تأثير على مستوى السكان على الإطلاق، وعلى الرغم من أن الأدوية قد يكون لها تأثير على المستوى العصبي، إلا أن الآليات الكامنة وراء هذه العملية لا تزال غير مفهومة بالكامل.
وقد استخدم الباحثون في الولايات المتحدة مزارع الخلايا العصبية التي تم إنشاؤها من الخلايا الجذعية stem cellsالتي تبرع بها مرضى الزهايمر لرسم خريطة للنشاط الأيضي والجيني وراء التأثيرات العلاجية لعقار السيلدينافيل، وبعد خمسة أيام من العلاج، أنتجت الخلايا العصبية المزروعة في المختبر مستويات أقل بكثير من بروتينات تاو مع إضافة تركيزات زائدة من الفوسفور، مما يؤكد قدرة السيلدينافيل على حماية خلايا الدماغ.
وفي حين ستكون هناك حاجة لدراسات إضافية لتحديد كيفية مشاركة هذه التأثيرات الخفية في علم الأمراض وراء مرض الزهايمر، فإن فهم عائلات الجينات الرئيسية المتأثرة بالسيلدينافيل يوفر أساسًا متينًا لفهم سبب عمله وربما سبب إصابة بعض الأدمغة بمرض الزهايمر في المقام الأول.
الميزة الثانية للدراسة استخدمت الذكاء الاصطناعي للبحث عن علامات عمل السيلدينافيل على مستوى السكان، واستخدمت دراسات سابقة بيانات التأمين الطبي لتجد أن السيلدينافيل يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنحو 60 بالمئة.
ومع ذلك، اعتمدت هذه الدراسات على قاعدة بيانات تأمين واحدة فقط، مما قد يؤدي إلى إغفال المتغيرات التي قد تكشف عن نتيجة مختلفة، والأكثر من ذلك، تشير هذه الدراسات إلى أن المرضى الذين يعالجون من ارتفاع ضغط الدم في الرئتين (الضغط الرئوي)، (PH) pulmonary hypertension، لم يشهدوا نفس الانخفاض في خطر الإصابة بالخرف.
قام الباحثون بتضمين أربعة علاجات موصوفة عادة لارتفاع ضغط الدم في تحليل بياناتهم، ولم يؤكدوا فقط أن السيلدينافيل يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنحو 60 بالمئة، ولكنهم وجدوا أنه يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي أيضا.
يقول فيكسيونج تشينج، اختصاصي المعلومات الطبية الحيوية في كليفلاند كلينيك والمؤلف الأول المشارك: "بعد دمج هذه الكمية الكبيرة من البيانات حسابيًا، من المفيد رؤية تأثيرات السيلدينافيل في الخلايا العصبية البشرية ونتائج المرضى في العالم الحقيقي أي لدى المرضى".
وأضاف: "نعتقد أن النتائج التي توصلنا إليها توفر الأدلة اللازمة للتجارب السريرية لمواصلة فحص الفعالية المحتملة للسيلدينافيل في المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر."
مع حصول السيلدينافيل بالفعل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج ضعف الانتصاب، فإن إثبات سلامته وفعاليته في الحد من مخاطر مرض الزهايمر يمكن أن يوفر للسلطات الصحية وسيلة سريعة لمعالجة ما يبدو أنه موجة متصاعدة من الخرف.
وقد أظهر سيلدينافيل المستخدم لعلاج ضعف الإنتصاب فضلا عن استخدام جانبي وبجرعات صغيرة للوقاية من تضخم البروستات لدى الرجال، وهو مثبط فوسفودايستراز 5 (PDE5)، إمكانية استخدامه كعلاج لمرض الزهايمر، إذ تبين أن له تأثير وقائي على مرض الزهايمر عن طريق تعديل المسارات المختلفة المشاركة في تطور المرض، وارتبط استخدام السيلدينافيل بتحسينات في أداء الذاكرة، والتغيرات النسيجية المرضية، وعلامات الإجهاد التأكسدي. فهو يعزز من مستويات الإنزيمات المضادة للأكسدة، والتولد الحيوي للميتوكوندريا، وفي النهاية تحسن تروية الدماغ، وحساسية الأنسولين، على المدى الطويل. ويقوي تولد الخلايا العصبية ويعكس الضعف الإدراكي.
وقد نشرت الدراسة في Journal of Alzheimer's Disease.