هذا أنا... أحوم فوق جثتي المرمية في عراء الكون، يحرسها أطفالٌ لم يبقَ من براءتهم سوى ضحكاتٍ مدفونة في أحضان أمهاتهم تحت الأنقاض... أطفالٌ غاضبون ممّن في الأرض، عاتبون على مَنْ في السماء، يسألون بأيّ ذنبٍ يُقتلون ويهجّرون ويتألمون ويبكون ويُسلبون أرواحهم وألعابهم ورفاقهم ونظرة أملٍ بمستقبلٍ كانوا يتوقون إليه، يجوعون ويستجدون لقمةً مغمسة ببعض عطفٍ عالميّ أو شفقة ممّا تبقّى من إنسانية.
هذا أنا... أحوم فوق جثتي... أرثي لحالي... وأرثي نفسي فرداً، وشعباً، ووطناً، وبقعة أرضٍ سقطت في فخّ الجغرافيا، ومزّقتها سيوف تاريخٍ حافلٍ بصراعات السماء على الأرض، ونهشتها ثقافة الضغينة والأحقاد والفِرقة والانتفاع والتسليم والتبعية.