فاجأت حفريات لأشجار نادرة محفوظة منذ حوالي 350 عاما العلماء والباحثين، حيث تتمتع بأوراق ذات هندسة معمارية لا تشبه أي نبات معروف اليوم، وتمثل أقدم دليل على نمو الأشجار الصغيرة تحت مظلة الغابة المعروفة باسم Canopy.
وقد أظهرت دراسة جديدة أنه تم اكتشاف حفريات نباتية محفوظة بشكل استثنائي تنتمي إلى أشجار كثيفة غريبة في جنوب شرق كندا، لا تشبه هذه الأشجار القديمة أي شيء شاهده العلماء على الإطلاق، وقد تكون أمثلة على التجارب التطورية.
ولقد أطاح زلزال وقع قبل 350 مليون سنة بالأشجار ودفنها في حمام طيني، تاركًا بصمات شبه كاملة لجذوعها وأوراقها في الرواسب في قاع ما كان يُعرف آنذاك ببحيرة، وتمكن الجيولوجيون من اكتشاف أول شجرة متحجرة أثناء قيامهم بحفر مقلع في نيو برونزويك في عام 2017، واكتشفوا بعد ذلك أربع عينات أخرى شبه متطابقة.
وقال روبرت غاستالدو Robert Gastaldo، المؤلف الرئيسي للدراسة، وهو أستاذ فخري للجيولوجيا في كلية كولبي في ولاية ماين، لموقع Live Science في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لقد صُدمنا، إنه أمر شاذ أن تجد نباتًا أحفوريًا بحجم الشجرة يحتوي على أوراق محفوظة ومتصلة بالجذع على شكل تاج."
وعادة، ما يتم حفظ جذوع الأشجار القديمة فقط في السجل الأحفوري. لكن الاكتشاف الجديد يكشف عن مظلة كثيفة مكونة من أكثر من 250 ورقة متجمعة حول أعلى شجرة 30 بوصة (75 سم) من جذع شجرة طويل غير متفرع يبلغ ارتفاعه حوالي 8.7 قدم (2.7 متر). ونمت الأوراق ليصل طولها إلى 9.8 قدم (3 أمتار) وامتدت من الجذع في "حلزونات مضغوطة بإحكام"، وفقًا للدراسة التي نُشرت يوم الجمعة (2 شباط/فبراير) في مجلة Current Biology.
وكتب الباحثون في الدراسة أن الأشجار، التي تسمى سانفوردياكوليس Sanfordiacaulis، ربما طورت هذا التصميم الحلزوني لتعظيم كمية ضوء الشمس التي تلتقطها الأوراق لعملية التمثيل الضوئي، ويشير قصر الأشجار أيضًا إلى أن هذه النباتات هي أقدم مثال على الأشجار الصغيرة والتي نادرًا ما يتم حفظ أوراق الأشجار كحفريات التي تنمو تحت مظلة الأشجار الأطول.
وقال غاستالدو إن إعادة بناء هذه النباتات "تغير ما كنا نعرفة حول كيفية تنظيم الأشجار ونموها". وقال: "إن بنية نموها تشبه، ولكنها تختلف بشكل واضح عن، نموذجين من الأشجار الموجودة في المناطق الاستوائية اليوم، بما في ذلك عدد صغير من سرخس الأشجار، وعاريات البذور (النباتات ذات البذور المكشوفة) والنباتات المزهرة"، وأضاف أن "هذه النباتات الحديثة تحمل أوراقًا أقل في تيجانها، وفي حالة سرخس الأشجار وأشجار النخيل ما بين 15 و20 ورقة.
وقال غاستالدو إن "سانفوردياكوليس ربما برزت بين النباتات في العصر الكربوني (منذ 359 مليون إلى 299 مليون سنة) بنفس الطريقة التي تبدو بها أشجار الجعبة (Aloidendron dichotomum، سابقا Aloe dichotoma) والباوباب (Adansonia) اليوم".
وقال: "نحن نعتبرها غريبة بالنسبة لبقية النباتات المزهرة كاسيات البذور، ومثل هذه الكائنات الغريبة كانت موجودة في العصور القديمة في مجموعات نباتية أخرى عاشت قبل فترة طويلة من ظهور النباتات المزهرة على الكوكب، ولكن ليس لدينا أدلة على غرابتها، إلا في هذه الحالة فهو حدث نادر جدًا بالحفاظ على النبات بالكامل."
ووفقًا للدراسة، تنوعت النباتات بشكل كبير خلال العصر الديفوني Devonian period (منذ 419 مليون إلى 359 مليون سنة) والعصر الكربوني، وقال غاستالدو إن "الحفريات الغريبة قد تكون مثالاً لتجربة تطورية من هذا الوقت والتي فشلت في النهاية". وقال: "لقد خضع تطور المملكة النباتية للعديد من الأشكال التجريبية المختلفة التي نجحت لملايين السنين أو أكثر من الزمن، لكنها لم تنجو من اختبار الزمن".
بتصرف عن موقع Live Science