info@zawayamedia.com
بيئة

سم اللانيت يتسبب بموت بطيء لحيوان بري... ويشكل تهديدا للسلامة العامة!

سم اللانيت يتسبب بموت بطيء لحيوان بري... ويشكل تهديدا للسلامة العامة!

نشرت صفحة جمعية اللقاء البيئي في قضاء راشيا، على حسابها الخاص على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" حادثة تسمم أحد الحيوانات البرية (ابن آوى) Jackal بسم اللانيت المحظور محليا في لبنان وعالميا، حيث يتم تهريبه عبر الحدود، ومع تواجد الحيوانات البرية والأليفة المشردة على مقربة من البيوت السكنية، خصوصا مع الطقس العاصف وندرة الغذاء، ما يجعل هذه الحيوانات سواء الشاردة أو البرية (ابن آوى، ثعالب وغيرها) تقترب من المناطق السكنية، وخصوصا مع المكبات العشوائية ووفرتها بالنفايات العضوية التي تتغذى عليها، وقد أدى التسمم إلى إصابة هذا الحيوان وهو أنثى بالعمى، كون السم تغلغل في الخلايا العصبية، كما وأصاب الجهاز الهضمي، ما أدى إلى خروج الأمعاء من المخرج والنزيف، وقد استمر عذاب أنثى ابن آوى على الأقل يومين، وبسبب مناعة الحيوانات البرية، تستمر بمعاناتها فترة طويلة مقارنة بالحيوانات الأليفة، مع العلم أن هذا السم بلا رائحة أو لون، أي أنه يمكن أن يتسبب بأذى للحيوانات الأليفة وحتى للإنسان وخصوصا الأطفال، ما يمكن اعتباره تهديدا للسلامة العامة.


ووفقا لنصيحة الخبراء، قامت الجمعية بإبعاد هذا الحيوان إلى البرية، لتأخذ الطبيعة مجراها، ولكن وبعد نقاش مستفيض في مجموعة "المرصد الأخضر" البيئية على موقع التواصل الإجتماعي "واتساب"، تم التوصل إلى استنتاج أن هذه النصيحة لا تخلو من أخطار متعددة، وخصوصا وأن سم اللانيت يمكنه التغلغل في المياه الجوفية، وليس ذلك فحسب، بل أن تفككه قد يأخذ ما لا يقل عن 14 يوما وفقا للمعلومات، كما وأن هناك خطرا على الحيوانات القمامة من ثدييات وطيور، ما يحتم التخلص من الجثة بطريقة أخرى، وكانت هناك إشارة إلى ضرورة القتل الرحيم، وبأي وسيلة كانت لوقف معاناة هذا الحيوان ولو بإطلاق النار عليه، فالضرورات تبيح المحذورات، مع العلم أن هذا موسم تزواج وحمل هذه الحيوانات، ما يعطي احتمالا بأن هذه الأنثى كانت حاملا، وقد أدى هذا إلى قتل مجموعة حيوانات وليس حيوانا واحدا، وجاء في المنشور الذي تمت إضافة فيديو إليه حول حال هذا الحيوان ما يلي:


"خلال فصل الشتاء وعند تدني درجات الحرارة و تراكم الثلوج، تلجأ بعض الحيوانات البرية الى الاقتراب من المنازل بحثا عن الدفء والطعام، وأكثر الحيوانات فضولا هي ابناء آوى، وقد تم رصد عدد من الحالات و توثيقها ونشرها عبر صفحة جمعية اللقاء البيئي في قضاء راشيا".


وتابع المنشور: "اليوم الجمعة ٢ شباط/فبراير ٢٠٢٤ ورد اتصال من الزميلة روعة ماضي مديرة مأوى الكلاب المتروكة في البقاع الغربي، تبلغ عن وجود حيوان في قبو أحد المنازل في بلدة عيحا قضاء راشيا وبناء على الصور ومقاطع الفيديو المرفقة تم تحديد مبدائي للحالة وعلى الاثر توجه فريق من الجمعية للتدخل وإجراء ما يلزم، وقد تبين في الكشف ان بنت آوى بالغة تعاني من فقدان النظر ووهن جسدي ولا تقدر على الحراك، حيث تم التواصل مع الدكتور نزار هاني مدير محمية أرز الشوف، ونبه لأخذ الحيطة و الحذر خلال العملية، كما حصل اتصال مباشر مع الدكتور منير ابو سعيد رئيس ومدير مركز الحياة البرية واستشارته بالواقعة، واقترح نقل الحيوان الى مكان في البرية للقاء مصيره المحتوم خاصة بعد ثبوت حالة تسمم بمادة اللانيت من خلال تكتل الامعاء عند المخرج وخروج دم ووجود آثار عند الفكين ووجود تشنج عضلي حاد، وقد تم نقل الحيوان الى مكان بعيد عن المنازل لتأخذ الحياة مجراها الطبيعي".


وختم المنشور: "تهيب الجمعية بالمواطنين وتشكر المواقف المسؤولة في عدم التعرض للحيوانات البرية رغم تهديد خصوصيتهم واملاكهم وهو التصرف الحكيم الذي اتخذه الاستاذ علي أبو لطيف مدير ثانوية حرمون، والدكتور شوقي أبو لطيف اللذان وثقا الحالة وأبلغا عن وجود الحيوان لديهم".


ومع تحيتنا وإكبارنا لجهود الجمعية في الحفاظ على الحياة البرية ومجهودها في المجالات البيئية المختلفة، نأمل من الجهات المعنية، متابعة هذه الحادثة وبتعمق كامل، واتخاذ إجراءات احترازية لمنع استخدام مادة اللانيت السامة، لا سيما مع ارتفاع حالات التسمم بهذه المادة لدى الحيوانات الأليفة والبرية، وبضرورة الإتجاه لعقوبات رادعة وموجعة بحق مستخدمي، ومروجي وبائعي هذه المادة المحظورة، لما تتسبب به من آلام فظيعة لدى الحيوانات، مع الموت البطئ والقاسي، واعتبار هذا المقال بمثابة إخبار لدى القوى الأمنية ووزارة الداخلية لمنع تهريب هذه المادة، ووزارة الزراعة المسؤولة عن ملف الأدوية والمبيدات السامة، ومن مسؤوليتها القيام بالإجراءات الشاملة لمنعه بتاتا، ووزارة البيئة كون هذا الحيوان من الطبيعة اللبنانية، وقتله بهذه الصورة لا يمس إنسانيتنا فحسب، بل ضمير كل شخص، وسلامة المياه والتربة والحيوانات البرية، وقد قرر الناشطون القيام بخطوات تالية وحملات مناصرة للتوعية حول هذا السم القاتل ومنعه من التداول، خصوصا مع تكرار هذه الحوادث المؤسفة وبشكل يومي.

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: