info@zawayamedia.com
بيئة

نفوق 160 فيلا في زيمبابوي بسبب الجفاف الناتج عن تغير المناخ!

نفوق 160 فيلا في زيمبابوي بسبب الجفاف الناتج عن تغير المناخ!

تسبب الجفاف الناتج عن تغير المناخ وكعامل أساسي في متنزه هوانغ الوطني  Hwange national park في دولة زيمبابوي، بمعظم حالات النفوق التي طاولت 160 فيلا، ويخشى خبراء الحياة البرية أن أزمة المناخ هذه قد تجعل مثل هذه الأحداث تبدو طبيعية وحتمية.


وقد نفق ما لا يقل عن 160 فيلًا بسبب ظروف الجفاف التي ضربت زيمبابوي ومع احتمال استمرار الطقس الحار والجاف، يخشى دعاة حماية البيئة من احتمال وقوع المزيد من حالات النفوق التي تطاول الأنواع في زيمبابوي والعالم في المستقبل.


وقد نفقت الأفيال بين آب/أغسطس وكانون الأول/ديسمبر من العام الماضي في متنزه هوانغ الوطني الذي تبلغ مساحته 14651 كيلومترا مربعا، والذي يعد موطنا للأفيال والجاموس والأسود والفهود والزرافات وأنواع أخرى مهددة بالانقراض، وتم اكتشاف ستة أفيال أخرى على الأقل نافقة خارج الحديقة في حوادث صيد غير مشروع مشتبه بها، وأكدت هيئة إدارة المتنزهات والحياة البرية في زيمبابوي (Zimparks) نفوق الأفيال في الحديقة، وعزت ذلك إلى الجفاف.


وقال تيناشي فاراو، المتحدث باسم  Zimparks، الأسبوع الماضي: "لقد أجرينا الاختبارات، وأظهرت النتائج الأولية أنها كانت تنفق بسبب الجوع. وكانت معظم الحيوانات تنفق على مسافة تتراوح بين 50 و100 متر من مصادر المياه"، وقالت الحديقة إن الأفيال التي نفقت كانت في الغالب صغيرة في السن أو مسنة أو مريضة.


وتتزايد حدة الطقس الجاف المستمر وحالات الجفاف وفترات الجفاف الطويلة في جميع أنحاء الجنوب الأفريقي، وقال المؤسس المشارك ورئيس مجموعة الحفاظ على البيئة داخل هوانغ Bhejane Trust conservation group، تريفور لين، إنه "في عام 2023، لم تهطل الأمطار بين شهري شباط/فبراير وتشرين الثاني/نوفمبر في حديقة هوانغ، كما كان هناك انخفاض في التغذية، ودرجات حرارة مرتفعة للغاية، ونقص في المياه"، وأوضح لين: "لقد ساهم هذا في ضغوط هائلة، وقد يحدث ذلك مرة أخرى في عام 2024".


وتتوقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) حدوث ظاهرة مناخية قوية لظاهرة النينيو بين تشرين الأول/أكتوبر وآذار/مارس من هذا العام، مما يؤدي إلى طقس حار وجاف وقلة هطول الأمطار. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تحديثه الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني حول الوضع في زيمبابوي، إن هذا من المرجح أن يؤدي إلى "تأخر هطول الأمطار ونوبات جفاف طويلة الأمد"، وقد يؤدي إلى ظروف الجفاف في زيمبابوي.


وبحلول نهاية عام 2023، قال التقرير: "كان الجزء الأكبر من زيمبابوي قد تلقى أقل من 50 بالمئة من الأمطار الموسمية المتراكمة مقارنة بالمتوسط على المدى الطويل".


وتسارع مجموعات الحفاظ على البيئة في هوانغ الآن إلى حفر المزيد من الآبار في محاولة لنشر الأفيال في المناطق التي يتوفر فيها الغذاء بسهولة أكبر، ويقومون أيضًا بتركيب أنظمة تعمل بالطاقة الشمسية على الآبار الحالية لتمديد ساعات الضخ لمواجهة الضغط المتوقع في الموسم الحار اعتبارًا من آب/أغسطس.


وقال لين: "نحن ندرك أننا قد نواجه ظاهرة النينيو وجفافًا كبيرًا في عام 2024، سنرى ما يمكننا القيام به للتخفيف من ذلك، ولكن سيكون البقاء للأصلح فقط... وإذا كان هناك جفاف آخر، فسنضطر إلى المرور بنفس الشيء مرة أخرى."


وتسبب الجفاف في نفوق أعداد كبيرة من الأفيال في زيمبابوي من قبل، ففي عام 2019، نفق أكثر من 200 فيلة على مدى شهرين بسبب نقص المياه.


Elephants clustered around a water outlet at Tshompani Pan in Hwange national park.


 


الفيلة تتجمع حول مصدر للمياه في متنزه هوانغ في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، الصورة لـ  Bhejane Trust


وقال الأطباء البيطريون والمدافعون عن البيئة المشاركون في هوانغ إن الأفيال نفقت في البداية في مجموعة حول إحدى نقاط المياه الأكثر استخدامًا في الحديقة، وأضافوا أنه في وقت لاحق، انتشرت حالات النفوق على نطاق واسع ولم تكن تظهر في مجموعات.


وقال ناشط آخر في مجال الحفاظ على البيئة إنه خلال إحدى عمليات الإحصاء في أيلول/سبتمبر، كان أكثر من 1800 فيل يحاولون الشرب من مصدر مياه واحد.


وقال أحد الناشطين في مجال الحفاظ على البيئة، الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه لم يكن لديه إذن من Zimparks للتعليق على حالات النفوق: "كان من المروع رؤية صغار الفيلة اليتيمة تنتظر الموت بلا هدف، ومن المروع القيادة بالسيارة لرؤية جثث الفيلة النافقة".


وأضاف: "ما نحتاج إلى الذعر منه هو احتمال أن يؤدي تغير المناخ إلى جعل خسائر الحيوانات هذا العام بسبب الطقس الجاف تبدو طبيعية".


Hwange staff help pull a juvenile elephant out of the mud.


 


بسبب حالات الجفاف، تحاول الحيوانات الشرب من الوحل، وقد تعلق كما هو الحال مع هذا الفيل اليافع، ويحاول العاملون في المتنزه إنقاذها كما في هذه الصورة من Bhejane Trust


ومع تفاقم ظروف الجفاف، فإن عودة الصيد الجائر تهدد أيضًا الأفيال الزيمبابوية وغيرها من الحيوانات البرية، تم تسجيل ست حالات نفوق جديدة للأفيال في كانون الثاني/يناير في جواي، وهي منطقة تقع خارج متنزه هوانغ مباشرة، ونسبت إلى الصيد الجائر من قبل مجموعات حماية البيئة وحماية البيئة.


وأكدت شركة Zimparks حالات النفوق هذه، وقالت إن الأطباء البيطريين ما زالوا يحققون في سبب النفوق، وتقول جماعات حماية البيئة إن الأنياب قد أزيلت من الأفيال، مما يشير إلى الصيد الجائر للعاج.


وقالت جمعية القانون البيئي في زيمبابوي في بيان لها إن "حادث الصيد غير المشروع في غوايي يقع على خلفية تصاعد التجارة غير المشروعة في الحياة البرية وجرائم الحياة البريةوقال لين إن هناك "زيادة عامة في الصيد الجائر للحوم الطرائد أيضا، وذلك من خلال تجربتنا الخاصة".


وفي ديسمبر/كانون الأول، مع اقتراب موسم العجاف (الجدب) lean season (وهي الفترة بين المواسم وهي في أدنى نسبة من المحاصيل)، قالت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن "المخزونات الغذائية التي تنتجها معظم الأسر الفقيرة في زيمبابوي قد استنفدت، وأن معظم الأمن الغذائي في البلاد كان إما في مستويات مجهدة stressed أو في مستويات أزمة crisis".


كما أكد نيك لونغ، الذي يتولى دوريات وبرامج لمكافحة الصيد الجائر في هوانغ، حدوث "زيادة في الصيد الجائر للحوم الطرائد في جميع أنحاء البلاد"، خاصة في الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر إلى كانون الأول/ديسمبر، وتابع "لقد كان [الصيد الجائر للحوم الطرائد] ملحوظًا جدًا في منطقة شلالات فيكتوريا. لقد أمضت منظمتنا الشقيقة، وحدة مكافحة الصيد الجائر في شلالات فيكتوريا، شهرًا مزدحمًا في شهر كانون الأول/ديسمبر بمطاردة الصيادين غير المشروعين".


وقالت شركة Zimparks إنها "على مسيطرة على الوضع عندما يتعلق الأمر بالصيد الجائر للأفيال في زيمبابوي، فلم نفقد الكثير من الحيوانات. وفي هوانغ، لم نسجل أي فيل تم صيده بشكل غير مشروع خلال العامين الماضيين"، وقال فاراو: "نحن بحاجة إلى مواصلة القيام بإنفاذ القانون ونشر الدوريات".


بتصرف عن "الغارديان"، The Guardian


 


Main Photograph: Courtesy of Bhejane Trust

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: