تمكن باحثون من اكتشاف أقدم بعوضة محفوظة في العنبر اللبناني منذ حوالي 130 مليون سنة، وذلك في بلدة حمانا – المديرج، قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان، وقد تم نشر البحث ووضع صورة البعوضة المكتشفة على غلاف مجلة Current Biology العلمية المرموقة.
والعينة التي تضم إثنين من ذكور البعوض من العصر الطباشيري السفلي، وقام الباحثون من لبنان البروفسور داني عازار Dany Azar الجامعة اللبنانية ومعهد Nanjing للجيولوجيا والأحفوريات في الصين، وأندرة نيل Andre Nel من متحف التاريخ الطبيعي الوطني في العاصمة الفرنسية باريس، وديينغ هوانغ Diying Huang من ومعهد Nanjing للجيولوجيا والأحفوريات في الصين ومايكل أنغل Michael Engel من الولايات المتحدة الأميركية بفحص ودراسة العينات والمشاركة في المقال المنشور في المجلة المذكورة، هذا وقد سمي هذا النوع بـ Libanoculex intermedius gen. et sp. nov نسبة إلى لبنان.
وكتب الباحثون في مقدمة المقال، تعتبر إناث البعوض من أشهر الحشرات التي تتغذى على الدم، وتسبب في بعض الأحيان استجابات تتميز بحساسية شديدة أو نقل مجموعة متنوعة من مسببات الأمراض الميكروبية، ومن المحتمل أن يكون التغذي على الدم Hematophagy في الحشرات بمثابة تحول في التغذية من السوائل النباتية، حيث تطورت أجزاء الفم الثاقبة والماصة بمثابة تكيف مناسب للتمكن من اختراق جلد الحيوانات الفقارية، وأصول هذه العادات غارقة في سجل أحفوري غالبًا ما يكون غير واضح للعديد من الكائنات الدموية الأنساب، بالنسبة لإعطاء نظرة ثاقبة للسياق البيئي القديم الذي كانت تعيش فيه، لجهة تاريخ ظهور التغذية الدموية لأول مرة أو حتى للوصول إلى تقديرات إجمالية فيما يتعلق بوقت حدوث مثل هذه التحولات.
وهذا بالتأكيد هو الحال بالنسبة للبعوض ، وهو فرع حيوي من الذبابيات، يُقدر أنه يعود إلى العصر الجوراسي، وأقدم متحجرة له تعود إلى العصر الطباشيري العلوي (أي قبل حوالي 100 مليون عام)، وهنا في هذا المقال، نعلن عن الاكتشاف، في العنبر من العصر الطباشيري السفلي من لبنان وهو أقدم ممثل لهذه العائلة، لذكري بعوض محددين بشكل غير متوقع مع أجزاء فم ثاقبة، مسلحة بفك سفلي حاد مسنن وشفرات. من المحتمل أن تكون هذه الحفريات الذكورية دموية، وهذه العينة تمثل سلالة تباعدت في وقت أبكر من السلالات العديدة، مما أدى إلى توسيع نطاق التواجد النهائي للعائلة إلى العصر الطباشيري المبكر وتعمل على تضييق فجوة في نسب البعوض القديمة عموما.
ويعتبر العنبر (الكهرمان) اللبناني مخزنا لمعلومات قيمة حول الكائنات المنقرضة في العصور القديمة، حيث تشكل عنبر لبنان تحت غابة استوائية استوائية تقع في شمال شرق قارة غندوانا على شاطئ محيط تيثيس خلال العصر الطباشيري المبكر، وهي فترة من الدوران الحيوي الكبير المرتبط بتطور النباتات المزهرة، غالبًا ما تمثل المحفوظات في العنبر اللبناني "الحلقات المفقودة" بين الحيوانات الجوراسية القديمة والكائنات الحية المرتبطة بالنباتات المزهرة، ويبدو أن L. intermedius هو مثال آخر على ذلك،حاليًا، يساعد اكتشاف العديد من هذه المتحجرات المكتشفة حديثا للكهرمان اللبناني على مواجهة التحدي المتمثل في إثراء معرفتنا بالماضي السحيق بشكل كبير، وهذه المحفوظات في العنبر هي أفضل فرصة لدينا لتخفيف الرغبة في معرفة المزيد عن التنوع البيولوجي في شمال شرق قارة غندوانا خلال العصر الطباشيري المبكر، وأهمية هذه الكائنات المحفوظة في العنبر لفهم تطور سلالات اللافقاريات الرئيسية.
ملاحظة: يتم نشر هذا المقال في موقع "زوايا ميديا" بالتزامن مع مواقع عالمية عدة، منها New York Times، Eureka Alert، Nature، Study finds، وPhys.org وغيرها!
رابط الدراسة في مجلة Current Biology
