حدد باحثون من جامعة كيرتن Curtin University، الذين يدرسون الصخور الغنية بالماس من بركان أرجايل في غرب أستراليا، العنصر الرئيسي الثالث المفقود اللازم للحصول على الماس الوردي الثمين إلى سطح الأرض حيث يمكن استخراجه، وهو ما يمكن أن يساعد بشكل كبير في البحث العالمي عن رواسب جديدة.
في حين أنه من المعروف أنه لكي يتشكل الماس/ يجب أن يكون هناك كربون في أعماق الأرض، ولكي يتحول هذا الألماس إلى اللون الوردي يجب أن يتعرض لقوى من اصطدام الصفائح التكتونية، فقد وجدت الدراسة الجديدة العنصر الثالث اللازم لوجود الماس الوردي على مستوى السطح، وهي القارات التي "تمددت" خلال تفكك القارات منذ مئات الملايين من السنين.
وقال الباحث الرئيسي الدكتور هوغو أولييروك، من مركز جون دي ليتر في كيرتن، إن "تمدد" الكتل الأرضية خلق فجوات في قشرة الأرض يمكن من خلالها أن ترتفع الصهارة الحاملة للماس إلى السطح.
"باستخدام أشعة ليزر أصغر من عرض شعرة الإنسان على الصخور التي قدمتها ريو تينتو، وجدنا أن عمر ماس أرجايل يبلغ 1.3 مليار سنة، وهو أقدم بـ 100 مليون سنة مما كان يعتقد سابقًا، مما يعني أنه من المحتمل أن يكون قد تشكل نتيجة لـ "قارة عملاقة قديمة تتفكك"، وفقا للدكتور أولييروك.
وقال: "تقع أرجايل عند النقطة التي اصطدمت فيها منطقة كيمبرلي وبقية شمال أستراليا معًا قبل سنوات عديدة، وهذا النوع من الاصطدام يخلق منطقة مدمرة أو "ندبة" في الأرض لن تلتئم تمامًا أبدًا، وعلى الرغم من أن القارة التي أصبحت فيما بعد أستراليا لم تتفكك، إلا أن المنطقة التي تقع فيها أرجايل امتدت، بما في ذلك على طول الندبة، مما خلق فجوات في قشرة الأرض لتنطلق الصهارة إلى السطح، جالبة معها الماس الوردي".
وتابع: "طالما أن هذه المكونات الثلاثة موجودة - الكربون العميق، والاصطدام القاري، ثم التمدد - فإننا نعتقد أنه سيكون من الممكن العثور على "أرجايل التالي"، الذي كان ذات يوم أكبر مصدر للماس الطبيعي في العالم".
أهمية الأرجايل Argyle في عالم الماس
وقال الدكتور أولييروك إنه "حتى مع معرفة هذه المكونات الثلاثة، فإن العثور على كنز آخر من الألماس الوردي لن يكون خاليًا من التحديات"، وتابع: "تم العثور على معظم رواسب الماس في وسط القارات القديمة لأن البراكين المضيفة لها تميل إلى أن تكون مكشوفة على السطح ليجدها المستكشفون، حيث تقع أرجايل عند ملتقى اثنتين من هذه القارات القديمة، وغالبًا ما تكون هذه الحواف مغطاة بالرمال والتربة، مما يترك احتمال أن البراكين المماثلة الحاملة للماس الوردي لا تزال غير مكتشفة، بما في ذلك في أستراليا".
وقال المؤلف المشارك والجيولوجي الرئيسي موراي راينر، من ريو تينتو، إن بركان أرجايل أنتج أكثر من 90 بالمئة من الماس الوردي في العالم، مما يجعله مصدرًا لا مثيل له لهذه الأحجار الكريمة النادرة والمرغوبة"، وتابع: "بمعرفة عمر بركان أرجايل، الذي يبلغ 1.3 مليار سنة، ويقع في المكان الذي انقسمت فيه بعض قارات الأرض الأولى، لدينا رؤى إضافية مهمة حول تكوين هذا الماس".
وتعتبر أستراليا المصدر الثالث للماس في العالم لجهة الكمية والنوعية بعد روسيا وبوتسوانا، ويعتبر الوردي منه الأغلى ومصدر معظمه أستراليا، وخصوصا تلك التي مصدرها منجم Argyle .