ارتقت الفنانة التشكيلية هبة غازي إبراهيم زقوت وابنها إلى مرتبة الشهادة في غزة يوم الجمعة الماضي إثر العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدينة غزة ردا على حملة طوفان الأقصى.
وهبة من مواليد مدينة غزة في العام 1984 (عمرها 39 سنة)، درست تصميم الجرافيك في كلية تدريب غزة عام 2003، لتتخرج لاحقا من كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى بغزة، وكانت تعمل معلمة للفنون في وزارة التربية.
وقد شاركت في عدة معارض محلية ودولية كان آخرها معرضاً بعنوان "متجذرون كشجر الزيتون" بالتعاون مع مؤسسة "رواسي، في غزة، كما أقامت معرض تشكيلي فردي بعنوان "أطفالي في الحجر"، وقد ركزت في معظم لوحاتها على القضية الفلسطينية، والمرأة، ونشرت هبة عشرات الرسومات للقدس المحتلة، والمسجد الأقصى كما أحبت أن تراها، إذ صورت وجود أفراح وألعاب نارية في محيط الأقصى، مع حمامات السلام التي ترفرف في باحات المسجد، وكالعادة لم تنس أن ترسم نساء فلسطين بأزيائهن التقليدية، وفيها إحداهن وهي تحمل مفتاح منزلها في فلسطين المحتلة!
وفي منشور لها قبل نحو شهر، رسمت هبة امرأة حزينة تحمل حمامة سلام، وكتبت "نحن دائما نبحث عن الأمان في حياتنا. قد نجدها في الحب ولكننا سنظل نبحث عنها".
وكان آخر منشور لهبة قبل ثلاثة أيام، قالت فيه "اللهم نستودعك قلوبً مفجوعة بالفراق اللهم اجبر كسر قلوبنا وأجعلنا لقضائك وقدرك صابرين، يا رب كن معنا وقوّنا وزدنا صبرً وآجرنا على صبرنا، اللهم اربط على قلوبنا فإنها لا تقوى ولا تستند إلا بك".#اللهم_نصرك".
وحتى استشهادها تابعت هبة مسيرتها في الإبداع، بتخليد تراث الشعب الفلسطيني من ثقافة وعمران وأزياء وعادات وتقاليد، وهو ما يواظب الصهاينة وداعموهم في الغرب ليس طمسه فحسب بل تدميره ومحوه ، وعلى مدى عقود، في حملة ممنهجة لتصوير الشعب الفلسطيني بأكمله وخصوصا في غزة بأنهم مجرمين وقتلة وداعشيين.
وها هي هبة، تترك إرثها الجميل خلفها لتخط آخر لوحة في حياتها وهي الشهادة، يرافقها ابنها ومئات الأطفال والشهداء من رجال ونساء وكهول، ولتقدم رسالة إلى العالم، الفلسطيني هنا وسيبقى، على الرغم من كل شيء والعالم أجمع!