info@zawayamedia.com
إقتصاد

تغير المناخ قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار زيت الزيتون حول العالم!

تغير المناخ قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار زيت الزيتون حول العالم!

قد تؤدي أزمة موجة الحر في أوروبا إلى ارتفاع أسعار أحد المكونات الرئيسية لمكونات المطابخ في القارة والعالم، ألا وهو زيت الزيتون، بالإضافة لتأثير متزايد على المحاصيل المختلفة في كافة أنحاء العالم.


فقد ساهم الطقس الحار للغاية الذي ضرب معظم الجزء الجنوبي من القارة منذ نيسان/أبريل ليس باندلاع الحرائق غير المسبوقة فحسب، بل بالتأثير سلبًا على أشجار الزيتون، وقد أفادت شبكة CNN أن هناك مخاوف من انخفاض محصول الزيتون للعام الثاني على التوالي، حيث تسقِط الأشجار إنتاجها وخصوصا الأزهار مبكراً لحماية نفسها من الحرارة والجفاف وفقا لكايل هولاند Kyle Holland من مجموعة MIntec البحثية في مجال الزيتون، ونتيجة لذلك، يمكن أن ترتفع أسعار زيت الزيتون بشكل كبير، خصوصا بعد أكثر فصول الصيف حرارة في أوروبا هذا العام.


أبعاد المشكلة؟



تعد إسبانيا، الرائدة عالميًا في إنتاج زيت الزيتون، من بين المناطق الأكثر تضرراً من ارتفاع درجة حرارة الكوكب، فقد وصلت درجات الحرارة إلى 104 درجة فهرنهايت في نيسان/أبريل، كما طاولت درجات الحرارة العالية هذه  إيطاليا واليونان.


ووفقا لهولاند، فقد انخفض الإنتاج إلى 620 ألف طن متري من 1،3 مليون طن متري (أكثر من النصف) في إسبانيا.


ويخشى خبراء الصناعة الذين أجرت CNN مقابلات معهم من انخفاض المحاصيل بنسبة تزيد عن 30 بالمئة في أوروبا مقارنة بمتوسط الخمس سنوات عندما يتم قطف الزيتون هذا الخريف.


وقال والتر زانري Walter Zanre ، المدير التنفيذي لصناعة الزيتون من شركة فيليبو بيريو Filippo Berio، لشبكة CNN "لا يبدو أن هناك أي فترة راحة في الأفق، فالصناعة في أزمة".


كيف سيؤثر هذا علينا؟


يُظهر الرسم البياني لبنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس أسعار زيت الزيتون منذ أوائل التسعينيات.


في تموز/يوليو، وصل السعر إلى 8599 دولارًا للطن المتري (7800 دولارًا للطن)، وهي زيادة حادة عن الصيف الماضي عندما كانت الأسعار نصف هذا المبلغ، وكان أعلى سعر ثانٍ لاحظه البنك في أواخر عام 1996، بأكثر من 6240 دولارًا للطن المتري (5660 دولارًا للطن).


لكن المجلس الدولي للزيتون لم يعلن عن وجود أزمة في تقرير شبكة سي إن إن. ويعمل المجلس أيضًا على استراتيجيات لزراعة الزيتون بسهولة أكبر في درجات الحرارة المرتفعة وأثناء فترات الجفاف.


ومع ذلك، قال متحدث باسم المجلس لم يذكر اسمه، إن إنتاج زيت الزيتون في جميع أنحاء العالم قد ينخفض بنسبة 20 بالمئة في الفترة من تشرين الأول/أكتوبر 2022 إلى أيلول/سبتمبر 2023، ملقيًا اللوم على تغير المناخ.


ما هو البديل؟



لدى Verywellfit (وهو موقع متخصص في مجال الغذاء) قائمة ببدائل زيت الزيتون، بما في ذلك بذور العنب والكانولا وجوز الهند وحتى الموز المهروس، ومع ذلك، يمكن أيضًا أن تتأثر بعض هذه الأغذية بارتفاع درجة حرارة الكوكب.


تمتلك شركة Zero Acre Farms زيتًا فريدًا مصنوعًا من الكائنات الحية الدقيقة، إنه مشابه للمفهوم المستخدم لصنع الكحول أو الزبادي أو العجين المخمر ويلغي الحاجة إلى عصر الزيوت من المنتجات، ويمكن أن يكون جزءا من الحل لمشاكل المحاصيل في جميع أنحاء العالم، على الأقل بالنسبة لخبراء الزيوت.


وقال هولاند لـ CNN: "لقد وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها المخاوف كبيرة، ليس فقط بالنسبة لزيت الزيتون، ولكن بالنسبة لكثير من المحاصيل".


وفي إيطاليا، التي عانت من الحرارة والجفاف والفيضانات هذا الصيف، تضررت محاصيل الفاكهة بشكل خاص، حسبما قال لورينزو بازانا، المدير الاقتصادي لجمعية المزارعين الإيطاليين، "كولديريتي".


وقال بازانا لشبكة CNN، إن محصول الكرز انخفض بنحو 60 بالمئة، كما انخفض محصول الخوخ والنكتارين بنحو 30 بالمئة، والمشمش بنسبة 20 بالمئة، تواجه الطماطم أيضًا مشكلة، إذ تضررت بسبب البَرَد وأحرقتها الشمس.


وقال بازانا إن تغير المناخ يعطل الزراعة في إيطاليا، كما هو الحال في جميع أنحاء العالم، وأضاف أنه بينما يتم اتخاذ الإجراءات للحد من الأضرار، "عندما تكون هناك أعاصير أو حبات برد بحجم البرتقال، يصبح كل شيء صعبا".


وفي الهند، ارتفعت أسعار الطماطم بأكثر من 400 بالمئة الشهر الماضي بعد موجات الحر الحارقة والأمطار الغزيرة. قامت بعض مطاعم ماكدونالدز في جميع أنحاء البلاد بإزالة الطماطم مؤقتًا من القائمة في تموز/يوليو، وحذت برغر كنج حذوها في آب/أغسطس، بسبب مشكلات الجودة والعرض.


وفي الولايات المتحدة، يبدو أن المحاصيل في الجنوب والغرب ستتأثر بشكل خاص، حسبما قال نيكولاس بولسون، الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة إلينوي أوربانا شامبين.


وقال لشبكة CNN: "الحرارة المقترنة بالظروف الجافة للغاية ستؤثر على المحاصيل الأولية في تلك المناطق والتي تشمل القمح والقطن والذرة وفول الصويا".


ويحذر الخبراء من أن الأسوأ قادم بالنسبة لإنتاج الغذاء، حيث تزيد أزمة المناخ التي يسببها الإنسان من تواتر وشدة الأحوال الجوية المتطرفة. وقال بولسون في هذا المجال:"هذا يغير بشكل فعال ملف المخاطر الذي يواجه المزارعين".


وقال كوري ليسك، وهو باحث المناخ في كلية دارتموث، إن "الحرارة الشديدة هي التأثير المناخي الذي تكون المحاصيل أكثر عرضة له، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنها تسبب الإجهاد المائي، فالمحاصيل عالقة بين الأجواء العطشى والتربة الجافة، مما قد يؤدي إلى أضرار دائمة"، وأضاف: إن النظام الغذائي العالمي أثبت حتى الآن مرونة نسبية، على الرغم من فصول الصيف الحارة بشكل متزايد، فالطقس المتطرف يتسارع بشكل أسرع مما تشير إليه النماذج المناخية، مما يعني أن المخاطر المناخية ربما تكون أكبر وتحدث بشكل أسرع مما توقعه معظم الناس".


وأشار ليسك إلى: "أننا على شفا مخاطر تغير قواعد اللعبة، وليس من الواضح على الإطلاق أن هذه المخاطر لن تدفع النظام الغذائي العالمي إلى حافة الهاوية، بالتأكيد في غضون 50 عامًا، ولكن ربما على هذا المعدل حتى في غضون خمسة إلى عشرة أعوام".


بتصرف عن CNN، Yahoo

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: