هو... الحالم المزمن بلبنان الجمال والبيئة الأنظف، فمنذ تعرفي على رجل الأعمال محمد العريبي منذ العام 2015، وهو يكافح بيئيا حرفيا بكل ما لديه من جهد ومال، لا يوفر فرصة لابتكار الوسائل لحماية البيئة، من تحقيق أجريته في ذلك الوقت حول معامل التدوير التي تقوم بإعادة تدوير المعادن وتصدير المنتجات إلى اليابان وبالتحديد لشركتي تويوتا وميتسوبيشي إلى إعادة تدوير البطاريات وتحويلها إلى بطاريات جديدة وغيرها في مصانع في لبنان وسوريا وضمن معايير صناعية ونوعية وجودة بحصوله على شهادات جودة عالمية، إلى هذا التحقيق المتمثل بالحلم الأكبر في "محمية" للحياة البرية، يمكن لكائناتها الإزدهار فيها، فضلا عن استقطاب الكائنات الحية إلى ملاذ آمن لتتكاثر وتنمو وتتطور وتزداد أنواعها.
بداية، كانت الفكرة في أرض يملكها في بلدته شمسطار، في قضاء بعلبك الهرمل، محافظة البقاع، حيث قام بإفلات آلاف من طيور الحجل، التي قضى معظمها نتيجة الصيد الجائر والإفتراس، وبعد محاولات عديدة لتحويل الأرض لمحمية، ولمعوقات لوجستية عدة، استسلم أمام الأمر الواقع، ولكن الحلم ظل حيا داخله، لينفذه مؤخرا، عبر عقد استثمار مع مصلحة الليطاني لأراض بين كفرزبد وعنجر معظمها مستنقعات يصل مجموع مساحتها إلى 500 دونما.
وأشار محمد العريبي في حديثه لموقعنا "زوايا ميديا" إلى أن: "هذه الأرض نموذجية من جميع النواحي، فهناك مصادر مياه عدة، فنبع نهر الغزي~ل ينبع منها، ويصل عرضه إلى 30 مترا وعمق 6 أمتار على طول يصل إلى 4 كيلومترات، وما دام النهر يجري في أرضنا، فيمكن شرب المياه العذبة منه".
وتابع:"هناك نبع آخر بالقرب من أحد مداخل الأرض، استحدثنا هناك 3 بحيرات، مساحة كل منها بين 5 و6 دونمات، لاستقطاب الطيور المهاجرة، حيث قمنا بإفلات ما يصل إلى 15 نوعا من الطيور من أنواع البط والأوز ومن طيور الدُّرُج الأسود "الفرنكولين" واسمه العلمي Francolinus francolinus وصل عددها إلى 1300 طائرا، وتوازيا قمنا بردم المستنقعات بالطمي من هذه الأراضي ومجاري المياه، لزراعة الشعير والقمح والفصة، إذ ننوي إفلات عدد من الحيوانات الأخرى، لتشكل مصدرا غذائيا لهذه الطيور والحيوانات، واكتفاء ذاتيا، وقبلة للطيور المهاجرة على أنواعها، كما وقمنا بإنشاء خنادق محيطة بمعظم الأرض مملوءة بالمياه، لحمايتها من الحيوانات المفترسة ومن الصيادين، ولزيادة الأمان للأرض التي قسم منها محمية، قمنا بإقامة سور شائك وكذلك زرعنا 4200 من أشجار الليلاندي لتشكل حماية إضافية، وسنقوم بزراعة أشجار الحور المستوطنة في المنطقة كخط أمان أيضا، فضلا عن أشجار الزعرور وربما نزرع أشجار الخروب، والهدف من أشجار الزعرور والخروب والأشجار المثمرة الأخرى مثل الجوز والتفاح وكروم العنب وغيرها، أن تشكل نواة لمشاريع مستقبلية لاستقطاب النساء والعاملين في المنطقة، وتمكينهم واستحداث تصنيع غذائي يشكل مصدر دخل إضافي يساهم في التنمية المستدامة".
ولفت العريبي إلى "أننا نتجه أيضا لتربية الأسماك النهرية في البحيرات الثلاث لكن بصورة طبيعية وبرية، وحاليا توجد أسماك الترويت والكارب والسلور، وبعد إكثار هذه الأسماك نسعى لإفلاتها فيما بعد في النهر، وبهذا يمكن الوصول إلى نظام بيئي متكامل وتجديد وتطوير ودعم للحياة البرية المتواجدة فيه، ومنها الطيور مثل دجاجة المياه والغربان من أنواع مختلفة وغيرها وكذلك أنواع الزواحف المختلفة والسلطعون وغيرها، كما بدأنا نشاهد الطيور المهاجرة مثل اللقلق والبط، وكما تلاحظون في الفيديو المرافق فإن التنوع البيولوجي في النهر والأرض، يشمل أيضا النباتات المختلفة، وجميع هذه الكائنات الحية على أنواعها، قد تشكل نواة لأبحاث عدة بالتعاون مع الجامعات، لدراسة هذا التنوع وتطويره بصورة مدروسة".
وقال: "لم يكن هذا الحلم ليتحقق لولا فريق العمل المرافق لي وخصوصا الخبير رامي نجد، صاحب مزرعة نجد والذي ساعدني ومنذ البداية بتربية الطيور وإكثارها، بالإضافة إلى الحصول على طيور الدرج والبط والأوز وغيرها من الطيور والحيوانات، عدا عن التي سنحضرها لاحقا".
ورحب العريبي بأي جهة بحثية لمتابعة العمل الأكاديمي على هذه الأرض، وصولا إلى إعلانها محمية وأرض رامسار (أراض رطبة) إضافية للبنان، خصوصا وأن هذه الأراضي أصبحت نادرة في لبنان والعالم بسبب التغير المناخي، كما وأن محمية عميق وهي أرض رامسار قد أصابها الجفاف بسبب تغير المناخ، ونفق الكثير من الكائنات التي تستوطنها، وأخذت الطيور المهاجرة تقصد بحيرة القرعون الملوثة بشكل مزمن وكبير، حيث يتم اقتناصها بصورة جائرة.
وخلال زيارتنا تم إطلاق أكثر من 103 من طيور الدُّرُج ويمكن مشاهدة الفيديو هنا، كما نترك لكم أعزاءنا القراء مشاهدة الفيديو المرافق، لمشاهدة جنة حقيقية على الأرض على أمل إعلانها محمية بكاملها، وأرض رامسار رطبة وملاذا للطيور والحيوانات وسط مجازر رهيبة وإرهاب بيئي شامل، لتشكل بقعة ضوء وسط "العتمة"!
فيديو إطلاق طيور الفرانكلين أو الدُّرُج هنا