في إطار إجتماعات ولقاءات حوارية وتفاعلية في المناطق اللبنانية كافة، دعا المجلس النسائي اللبناني للمشاركة في جلسة حوار تفاعلي بين الهيئة الإدارية للمجلس وجمعيات محافظة جبل لبنان، وذلك نهار الأربعاء الواقع في 27 أيلول/سبتمبر 2023، في مركز جمعية الرسالة الإجتماعية - عاليه، حيث تناولت المداخلات والنقاشات، اقتراحات للنهوض بواقع المرأة اللبنانية والمجتمع اللبناني.
وبحضو رئيسة المجلس النسائي اللبناني عدلا سبليني زين ، نائبات الرئيسة الدكتورة نجوى الجمال، الدكتورة دنيا طعان ومقبولة قيس بو سعيد، أمينة السر نجوى أبو زكي البعيني، أعضاء الهيئة الإدارية ومندوبات المحافظات، وبمشاركة رئيسة تجمّع الجمعيات في الجبل فريدة الريّس ورئيسة اللجنة الإجتماعيّة في المجلس المذهبي لطائفة المسلمين الموحِّدين غادة جنبلاط، وحوالي 130 عضوة من جمعيات نسائية من مناطق الجبل، وقامت بتقديم وتنظيم اللقاء مندوبة محافظة جبل لبنان في المجلس ربى مكارم وجاء في كلمتها:
"هذا المجلس الذي تأسسس عام 1952، وبفضل جهود ونضالات سيدات من مختلف مناطق لبنان،قد حقق الكثير من الإسهامات والإنجازات على الصعيد الوطني وفي قضايا الدفاع عن حقوق النساء، حيث يضم هذا المجلس اليوم، حوالي 150 جمعية نسائية ومختلطة ومن كافة المناطق اللبنانية ومنها 76 جمعية منضوية في "تجمُّع جمعيات الجبل".
وتابعت: "نجتمع اليوم، في ظل وطنٍ مجروح، في ظل وطن تصرخ نساؤه، إنّ نساءه لسْنَ بخير، نساء لبنان لسْن بخير بفعل الإنتهاكات والتمييز الذي يمارس ضدهن، لسن بخير بفعل مسلسل جرائم القتل والأشكال المختلفة من العنف والتعذيب والإغتصاب، لسن بخير بفعل إقصائها عن مراكز صنع القرار إن كان على المستوى المحلي او على المستوى الوطني".
وقالت: "إلا ان هذا الواقع المرير والاليم،لن يثنينا عن متابعة العمل والدفاع والمناصرة لقضايانا كنساء، وعلى الرغم من ظلامية المشهد، إلا أن النساء قد حققن وما زالت الكثير من النجاحات، نساء تعمل وتجهد للدفع قدماً باتجاه تحسين أوضاع النساء إجتماعيا واقتصاديا والاهم تشريعيا، وذلك بفضل جهود سيدات أمثالكنّ قرّرن خوض معارك نضالية في سبيل العدالة والإنصاف".
وأشارت إلى أنه "لا يمكن أن نغفل عن دور الحركة النسائية في الجبل، لا يمكن أن نغفل عن نساء حملت مشاعل النضال والمقاومة، وحملت ألوية الدفاع عن حقوق النساء والانسان".
وختمت: "نعم إن التحديات كثيرة، ولكن دعونا لا نضيّع البوصلة الحقيقية، فلنستكمل معا بناء مداميك المواطنة والحقوق والعدالة الإجتماعية، فلنتضامن ونتكافل بتنوّعنا الجميل لأجل بناء الوطن، وطن العدالة والكرامة الإنسانية حيث تكون فيه النساء مكرّمات".
ثم رحبت رئيسة جمعية الرسالة الإجتماعية آمال الريس بالحضور وعبرت عن تقديرها للمجلس النسائي ونشاطاته لدعم النساء وإقامة مثل هذه اللقاءات الحوارية التفاعلية، بهدف تمكين المرأة والمجتمع والمواطنة الحقة.
من جهتها، رحبت رئيسة المجلس النسائي اللبناني بالجمعيات المشاركة والحضور في بيت الكرم والقيم في عاليه، وأشارت في كلمتها إلى " إقامة والتخطيط لعدد من اللقاءات مع الجمعيات في المناطق المختلفة، لمناقشة الإقتراحات والتوصيات من قبل أعضاء الجمعيات المختلفة"، مشيرة إلى إنشاء لجنة توصيات لمناقشة كافة الإقتراحات من النساء، وعرضت لتوقيع "بروتوكول حملة حماية الأسرة" الذي أعلن عنه في 20 حزيران/يونيو 2023، وبالتعاون مع الإتحاد العمالي العام ونقابة المحامين، إيمانا بالعمل الجماعي والتعاون بين جميع أطياف المجتمع اللبناني والعربي والعالمي، مع المحافظة على خصوصيتنا وقيمنا، وبهدف حماية الأسرة والمرأة والمجتمع من المخاطر الإجتماعية والإقتصادية والتربوية وغيرها".
وفي هذا المجال، قام المجلس بزيارات إلى المراجع الدينية العليا وأعضاء من حكومة تصريف الأعمال، ونقابة المحامين والمهندسين، وأكدت على أن "الجميع متمسكون بحماية القيم والأخلاق مثلنا تماما، وحماية الطفولة ومستقبلها، فلا تكفي الشكوى بل هناك حاجة للعمل وفقا للقيم المجتمعية والتي دعا اليها المعلم كمال جنبلاط، ونحن ضد القيم وتشريع المفاهيم الدخيلة على مجتمعنا"، منوهة بدور وزارة التربية في المحافظة على المدرسة الرسمية التي توحد اللبنانيين".
وكانت مداخلات قيمة للمشاركات نذكر منها:
أشارت عضوة بلدية عاليه الدكتورة منى عقل في مداخلتها إلى أنه "من المهم المحافظة على القيم وحماية أولادنا، وهنا يبرز دورنا كنساء، وفي عاليه العديد من النساء الرائدات، ومنهن سلمى شهيب رئيسة جمعية أحياء، التي حولت مكبا للنفايات إلى حديقة عامة ومحترفا للرسم، وأنيسة جابر رئيسة جمعية شابات عاليه التي طورت المكتبة العامة، والمحامية آمال الريس وإنجازاتها عبر جمعية الرسالة ونوهت بجمعية LDC ورئيستها غادة عقل وغيرهن كثير"، وأشارت إلى عملها البلدي الذي توج بـ "إنشاءالمركز الثقافي التابع لبلدية عاليه، والذي يضم قاعة لاستقبال الجمعيات والمناسبات الهامة، فضلا عن دورات تدريبية متتابعة لتطوير قدرات الشباب والسعي لاستحداث مكتب التنمية والتطوير الذي سيستفتح قريبا في المركز الثقافي".
وكانت مداخلات للنساء منهن رئيسة جمعية إحياء سلمى شهيب التي عبرت عن شكرها للجهود المبذولة وضرورة السعي للأفضل عبر إعداد الجيل الجديد، وغادة عقل التي دعت إلى العمل يدا بيد لعودة أولادنا من الإغتراب، وتساءلت سحر حمدان من رابطة سيدات عين عنوب على صعيد المدارس، والتعاون مع الوزارات من أجل التواصل الوطني، ومن منتدى بعلشميه الثقافي الدكتورة عايدة خداج أبو فراج التي تحدثت عن "إصدار بيان تناول شعار "بالتربية نبني" إلا أنه هناك تراجعا كبيرا لدى الطلاب، فبسبب المحاصصة الطائفية تراجعت الجامعة اللبنانية، كما وأن المدارس الخاصة تشكل عائقا أمام تطور المدارس الرسمية، وتستقطب الجامعات الخاصة الأساتذة بينما يهاجر معظم أساتذة الجامعة اللبنانية" وطالبت بدعم "المدرسة الرسمية في كل قرية والجامعة اللبنانية، والتركيز على كتاب التربية الوطنية فضلا عن التركيز على اللغة العربية".
أما رئيسة جمعية سيدات بتلون الخيرية الصيدلانية إنصاف حسن، فركزت في مداخلتها على تقديم "وثيقة بيئية للمجلس النسائي للمطالبة بالعمل عليها، ووثيقة شرف للإهتمام باللغة العربية".
وفي هذا المجال، طالبت رئيسة جمعيّة سيّدات رأس المتن منى غزال: "بالتركيز على موضوع العنف ضد النساء، ووضع حد له، وبالعقوبة القصوى بحق المعتدين والمرتكبين المتمثلة بالإعدام".
وتحدثت الدكتورة منى مراد، هيام الريس، والمهندسة فريال أبو حمدان حول مواضيع عدة ومنها المسؤولية المدنية، القضايا البيئية، تأمين فرص عمل للشباب لوقف هجرة الأدمغة، وبدورات تدريبية للجمعيات وبعدد أكبر من المشاركات والجمعيات لمحاربة الفساد، وحول الهجمة الأخيرة على القيم والأخلاق والأعراف.
ومن جهتها، وضعت أستاذة النقد الأدبي المعاصر والمنهجية في الجامعة اللبنانية- كلية الآداب، عضو في المجلس المذهبي لطائفة المسلمين الموحدين، ولجنتي الاجتماعية والثقافية، والأمينة العامة لـ منتدى التفكير الوطني -بكركي الدكتورة منى رسلان مقالها ""تغريب" الفرد عن حضوره الإنساني: قراءةٌ في "الشذوذ النفس - اجتماعي"- الصادر في جريدة النهار في عهدة رئيسة المجلس النسائي، وما تضمنه من مندرجات تصب في مصلحة "حماية الأسرة، النوع الإنساني والقيم الإجتماعية والدينية والأخلاقية، وطالبت بعقد مؤتمر عربي - عربي تشاركي، وقالت "بيد أنه لا مندوحةَ من دراسة هذه المعطيات والإشكاليات بواقعيةٍ ورؤية استراتيجيةِ تشاركيةٍ عربية-عربية، والتحديات التي يفرضها العالم "المعولم"، والآخر "الهميوني"، وذاك "المؤدلج"، على طبيعةِ العيش".
وقد أكدت رئيسة اللجنة الإجتماعيّة في المجلس المذهبي لطائفة المسلمين الموحِّدين المحامية غادة جنبلاط على "ضرورة البحث في كافة القضايا التي تم طرحها، وبالتعاون مع الشريك الرجل في المجتمع، وإيصال النساء القادرات إلى مواقع صنع القرار وخصوصا بالمجالس البلدية، والتي هي استحقاق مهم وفرصة لدخول النساء في هذه المجالس"، وأوضحت الفرق بين التغيير والإصلاح والتطوير، ودور المجلس النسائي في تعديل التشريعات التي تعمل على التمييز ضد المرأة".
وكانت مداخلة لعضوة المجلس النسائي الدكتورة دنيا فياض طعان والتي تناولت القيام بنشاطات توعوية حول اللغة العربية، مثلا الإحتفال بيوم اللغة العربية والثانية، كلجنة قانونية في المجلس تم حول التقدم باقتراح للجان النيابية حول الكوتا النسائية في الإنتخابات البلدية، ولكن تأجيل الإنتخابات حال دون هذا الأمر".
وتقدمت رئيسة جمعية سيدات الشويفات شيرين الجردي بتوضيح حول "القرار 1325 المتعلق بالمرأة والأمن والسلام، والذي تم العمل عليه لأول مرة بالشرق الأوسط في منطقة الشوف وعاليه، وبهدف إيصال المرأة إلى مواقع القوة والقرار، فضلا عن مشاريع تتناول أنواع الأمن المختلفة، وكذلك بهدف تفعيل السلطات المحلية والوقاية من العنف".
أما غادة شرف الدين وهي سفيرة سلام وحقوق الإنسان من المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي والعضوة بعدد من المنظمات الدولية التابعة للام المتحدة التي تدعو للسلام العالمي فطالبت بمداخلتها بضرورة أن تتسلم المرأة مراكز في السلك العسكري والدبلوماسي وتشجيع انخراطهن في هذه المجالات".
وتاليا تحدثت كل من حنان قائدبيه، دعد عبد الخالق، حنان اللحام، عضوة بلدية قبيع سناء رافع الأعور أمل الحلبي حول طلب ضرورة تدريب النساء لمواجهة تحديات العصر، والإهتمام بالمسنين، ودعم المدارس الرسمية، والمواطنة والتوعية حول الحقوق بالترشح والإنتخاب وخصوصا بين النساء، وعلى ضرورة الإهتمام بذوي الإحتياجات الخاصة.
وأكدت الدكتورة بتول يحفوفي وهي المديرة التنفيذية لجمعية كرياديل على أن جمعيات الجبل هي قلب الحركة النسائية، وأن النساء فيهن تميزن بعملهن عن معرفة ودراية، وعن أهمية تنظيم الأفكار في خطط العمل.
واختتمت النقاشات بإعلان رئيسة المجلس النسائي عن استحداث لجنة لدراسة التوصيات وتنظيم العمل للبدء بتنفيذها.
وتلى اللقاء حفل كوكتيل بالمناسبة.