أثبتت دراسة أجرتها مجموعة بحثية رائدة في الصناعة، إن عقار إم دي إم إيه" MDMA، الذي يشار إليه عادة باسم "الإكستاسي" ecstasy أو "موليmolly، والذي يعتبر نوعا من المخدرات الممنوعة، في طريقه ليصبح أول مخدر يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA)، وقد أثبتت الدراسة أن هذا العقار كان فعالاً في علاج اضطراب ما بعد الصدمة المعتدل والشديد (PTSD) بين مجموعة متنوعة عرقياً من المرضى.
وبعد إجراء المرحلة الثالثة من التجربة السريرية بنجاح لمدة 18 أسبوعًا، أعلنت الجمعية متعددة التخصصات لدراسات المخدرات Multidisciplinary Association for Psychedelic Studies (MAPS) هذا الأسبوع أن ما يقرب من 90 بالمئة من المشاركين الذين تم المساهمة بعلاجهم باستخدام عقار MDMA-AT أو "الميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين" methylenedioxymethamphetamine "قد حققوا فائدة ذات معنى سريريًا، بينما استوفى ما يقرب من نصفهم معايير إيجابية بنهاية الدراسة، وتمت مقارنة هذه النتائج مع تلك المسجلة بين مجموعة علاج وهمي مكونة من 42 مريضًا، 9 منهم فقط استوفوا معايير الشفاء في ختام التجربة.
تم تحديد أكثر من ثلث المرضى في التجربة على أنهم من غير البيض بينما حدد ما يقرب من 27 بالمئة أن أصلهم العرقي هو من أصل إسباني / لاتيني، وعلى الرغم من استبعاد الأشخاص الملونين غالبًا من الدراسات السريرية، إلا أن هذه المجموعات تواجه خطرًا أكبر للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة. كما وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن الأمريكيين من أصل أفريقي لديهم أعلى معدل انتشار لاضطراب ما بعد الصدمة على مدار حياتهم مقارنة بالمجموعات العرقية الأخرى بنسبة 8.7 بالمئة.
احتفل بايتون نيكفيست Payton Nyquves ، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركةNuminus Wellness Inc.، وهي شركة رعاية للصحة العقلية تدافع عن علاجات تقدمية وآمنة ومدعومة بالأبحاث، بالوعد الهائل الذي قدمته هذه الدراسة الأخيرة في بيان صحفي.
وقال نيكوفيست: "إن الملايين من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يأملون في الوصول إلى العلاج بمساعدة عقار إم دي إم إيه كوسيلة شفاء آمنة وفعالة، وتمثل نتائج المرحلة الثالثة الإيجابية هذه قفزة حقيقية وواعدة نحو الاعتراف رسميًا بهذا العلاج وتوفير الوصول الشامل إليه."
تشمل العلاجات الحالية الموصى بها والمعتمدة من إدارة الغذاء والدواء لاضطراب ما بعد الصدمة "مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية" selective serotonin reuptake inhibitors مثل الباروكستين والسيرترالين. ومع ذلك، فقد تم التشكيك في فعالية هذه الأدوية، حيث أن 60 بالمئة فقط من المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يستجيبون من مضادات الاكتئاب هذه، وبين 20 إلى 30 بالمئة فقط يصلون إلى الشفاء التام.
وقال ريك دوبلين Rick Doblin ، مؤسس شركة MAPS، في بيان: "نأمل أن تتم الموافقة على العلاج بمساعدة عقار إم دي إم إيه لاضطراب ما بعد الصدمة من قبل إدارة الغذاء والدواء في العام المقبل". وبينما تستعد شركة MAPS لتقديم طلب دواء رسمي جديد إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يأمل دوبلين أن يكون هذا "الأول من بين العديد من العلاجات المدعومة بالمخدرات التي يتم التحقق من صحتها من خلال الأبحاث الدؤوبة".
تزامنت الدعوات المشابهة لدعوات دوبلين لتطوير علاجات بديلة للصحة العقلية مع الجهود المتزايدة لإلغاء تجريم تعاطي المواد المخدرة.
في الأسبوع الماضي، صوتت جمعية ولاية كاليفورنيا لتمرير تشريع من شأنه أن يجعل العديد من المواد المخدرة التي تستخرج بشكل طبيعي بما في ذلك السيلوسيبين psilocybin والسيلوسين psilocin، وهي المكونات ذات التأثير النفسني في الفطر المهلوس، ومواد أخرى لتصبح قانونية داخل الولاية. إذا وافق حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم في نهاية المطاف، فستصبح كاليفورنيا الولاية الثالثة، بعد ولايتي أوريغون وكولورادو، التي تلغي تجريم استخدام المواد المخدرة لأغراض طبية.
ملاحظة: لا تهدف هذه المقالة للتشجيع على استخدام المخدرات وتشريعها، بل للإضاءة على قدرات بعض هذه المواد في علاج أمراض نفسية معينة وتحت إشراف طبي، فاقتضى التوضيح