قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إن الفيضانات وحرائق الغابات والجفاف والظواهر الجوية المتطرفة بسبب تغير المناخ تؤدي إلى أزمة صحية عالمية، وأنه يجب وضعها في قلب العمل المناخي.
وفي هذا المجال، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، خلال فعالية أسبوع المناخ في نيويورك حول الروابط بين الصحة العالمية وأزمة المناخ.: "إن أزمة المناخ هي أزمة صحية، فهي تؤدي إلى طقس متطرف وتودي بحياة الناس في جميع أنحاء العالم، وتابع: "إن ذوبان القمم الجليدية وارتفاع منسوب مياه البحر هي بالطبع قضايا حاسمة، ولكنها بالنسبة لمعظم الناس تشكل تهديدات بعيدة في الزمان والمكان، إن تهديدات مناخنا المتغير موجودة هنا والآن".
كما وسيتم تنظيم يومًا عالميًا للصحة لأول مرة، في قمة المناخ Cop28 في دبي في كانون الأول/ديسمبرحيث ستتم مناقشة القضايا الصحية في سياق أزمة المناخ.
وقال رئيس مالاوي، لازاروس شاكويرا، إن إضافة يوم الصحة العالمي كان "ضروريا وطال انتظاره"، مشيرا إلى أن "سلسلة من الأعاصير المدارية تتابعت بسرعة، وأدت إلى أسوأ تفشٍ للكوليرا في تاريخ ملاوي وخلفت دماراً أثر على أكثر من مليوني شخص".
وأضاف أن "ملاوي تُصنف كواحدة من الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ، ويعتبر تعزيز أنظمة الرعاية الصحية والبنية التحتية أمر بالغ الأهمية لمواجهة الكوارث المرتبطة بالمناخ".
كما وكانت هناك تحذيرات بشأن ما قد يحدث بعد ذلك في ليبيا في أعقاب الفيضانات الكارثية التي أودت بالفعل بحياة الآلاف في مدينة درنة الساحلية، مع زيادة خطر الأمراض المنقولة بالمياه إلى عدد القتلى.
وقال تشاكويرا: "إن عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن الكوارث المرتبطة بالمناخ سيستمر في الارتفاع ما لم ننفذ بشكل عاجل تدابير التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره".
وقالت الدكتورة فانيسا كيري، التي تم تعيينها حديثا كأول مبعوثة خاصة لمنظمة الصحة العالمية لتغير المناخ والصحة: "تغير المناخ هو أزمة صحية، نحن نعلم أن 7 ملايين شخص يموتون سنويًا بسبب تلوث الهواء، وهذا يعني أكثر من شخص واحد كل خمس ثوان، وأكثر مما رأيناه في جائحة كوفيد بأكملها".
وكانت كيري، ابنة مبعوث الولايات المتحدة للمناخ ووزير الخارجية السابق جون كيري، هي مؤسسة Seed Global Health، التي تساهم بتدريب الطواقم الطبية في البلدان النامية. وقالت كيري إن الإجراءات الملموسة التي يمكن اتخاذها تشمل تدريب المزيد من العاملين في مجال الصحة وبناء بنية تحتية أكثر مرونة، بما في ذلك ضمان توفر الأدوية وبناء المستشفيات لتكون أكثر مرونة في مواجهة العواصف الشديدة، على سبيل المثال، باستخدام الطاقة الخضراء والشمسية.
وأضافت، مستشهدة بحرائق الغابات حول العالم، والفيضانات في ليبيا كأمثلة: "هذا أحداث يومية الآن، ولكن لها آثار صحية حقيقية، والمشكلة هي أننا يجب أن نتكيف لأنه إذا أصيب الناس بالمرض اليوم بسبب تغير المناخ، فيجب أن نكون قادرين على الاعتناء بهم، ولكن علينا أيضًا أن نمنع المشكلة وهنا يصبح الاستثمار في النظام الصحي مهمًا".
وقال رئيس Cop28 ومبعوث دولة الإمارات العربية المتحدة لتغير المناخ، سلطان الجابر، إن العلاقة بين الصحة وتغير المناخ "واضحة للغاية"، من تلوث الهواء إلى الأمراض المنقولة بالنواقل والأمراض المنقولة بالمياه، وأن "الأشخاص الأكثر تعرضًا لتغير المناخ الآثار الصحية تعيش في المجتمعات ذات الموارد الأقل".
وقال الجابر، وهو أيضا مبعوث دولة الإمارات العربية المتحدة لتغير المناخ: "إن مؤتمر Cop28 مصمم على تسليط الضوء على هذه القضايا وجلب الشركاء الذين يمكنهم إحداث تغيير وتقديم مساهمات إيجابية، ويعتمد تحسين النظم الصحية أيضًا على تحسين تمويل المناخ، وهذا ركيزة أساسية لخطة عملنا في Cop28."
بتصرف عن الغارديان ووكالات
مصدر الصورة الرئيسية: UN