info@zawayamedia.com
علوم

التلوث الضوئي... يتسبب بحزن السماء (النوكتالجيا)!

التلوث الضوئي... يتسبب بحزن السماء (النوكتالجيا)!

ليس التلوث كيميائيا، بيولوجيا، صوتيا، بلاستيكيا وبالتالي بيئيا وغيرها، فهناك تلوث ضوئي بدأ يرخي بظلاله على البيئة وكائناتها الحية، وقد أطلق عليه العلماء اسم الـ "نوكتالجيا" Noctalgia أي ألم أو حزن السماء sky grief وبالتحديد ليلا!


فإلى جانب تلويث الهواء والماء والكميات الهائلة من الكربون التي نلقيها في الغلاف الجوي المتسببة بتغير المناخ، فقد خلقنا كبشر نوعًا آخر من التلوث: التلوث الضوئي.


ويأتي معظم التلوث الضوئي لدينا من مصادر على الأرض، وفي حين أن البشر لديهم نيران وفوانيس محمولة على مر العصور، فإن كمية الضوء التي ننتجها من خلال الكهرباء مذهلة، فنحن نضيء مباني المكاتب والشوارع ومواقف السيارات والمنازل، وبطبيعة الحال، هناك حاجة إلى بعض هذه الإضاءة للسلامة والأمن، ولكن الكثير منها يذهب سدى، بالإضافة إلى ذلك، ومع وعينا أكثر بالتلوث الضوئي، كنا نميل إلى السماح للإضاءة بالانتشار في كل اتجاه، سواء نحو المناطق التي كنا نحاول إضاءتها أو نحو السماء ليلاً.


ومن المفارقات أن التحول إلى إضاءة LED الفعالة "بيئيا" غالبًا ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، نظرًا لأن تشغيل هذه الأنواع من المصابيح غير مكلف للغاية وتدوم لفترة طويلة، يفترض العديد من مخططي المدن والمباني أنه يمكن ترك الأضواء مضاءة طوال الليل، دون أي اعتبار للتكلفة أو الاستبدال.


فقط في الصحارى النائية والمناطق البرية والمحيطات يمكنك أن تجد سماء مظلمة كما عرفها أسلافنا.


وفي الآونة الأخيرة، أدى النمو الهائل في "مجموعات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية"، مثل نظام ستارلينك التابع لشركة سبيس إكس SpaceX's Starlink system، إلى وضع المزيد من الأقمار الصناعية في المدار مقارنة بما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن، وهناك للأسف المزيد في الطريق، حيث لا تفسد هذه الأقمار الصناعية عمليات الرصد الفلكية في الفضاء السحيق عندما تعبر مجال رؤية التلسكوب فحسب، بل أنها تبعثر وتعكس ضوء الشمس من مصفوفاتها الشمسية، كما وتتسبب وفرة الأقمار الصناعية في زيادة سطوع السماء بشكل عام في جميع أنحاء العالم، وتشير تقديرات بعض الباحثين إلى أن سماءنا الليلية الأكثر ظلمة، والتي تقع في المناطق النائية من العالم، أصبحت في المتوسط أكثر سطوعا بنسبة 10 بالمئة عما كانت عليه قبل نصف قرن من الزمان، والمشكلة تزداد سوءا.


إن فقدان سماء الليل المظلمة له عدة آثار ملموسة وثقافية، فإننا نفقد بهذا تراثاً غنياً من المعرفة الثقافية الإنسانية، فقد استخدمت الثقافات ظلام السماء ليلا وحول العالم وعلى مر التاريخ كنقطة انطلاق للخيال، حيث رسمت الأبطال والوحوش والأساطير في الأبراج، في أيامنا هذه، أصبح سكان المدن محظوظين إن تمكنوا من رؤية ألمع النجوم في السماء.


حقوق الصورة الرئيسية: Image credit: NOIRLab/NSF/AURA, P. Marenfeld)


بتصرف عن Space.com

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: