info@zawayamedia.com
صحة

فيروس نيباه يثير الذعر في الهند... والسلطات تسارع لاحتواء تفشي العدوى

فيروس نيباه يثير الذعر في الهند... والسلطات تسارع لاحتواء تفشي العدوى

تسارع ولاية كيرالا الهندية لاحتواء تفشي جديد لفيروس "نيباه" القاتل، الذي أودى بحياة شخصين حتى الآن وأصاب خمسة على الأقل، وفقا لمسؤولين حكوميين.


وفي هذا المجال، تم إغلاق المدارس في منطقة كوزيكود المتضررة، وتم إعلان عدة قرى مناطق احتواء، وتم تحديد 950 مخالطا، 213 منها يعتبرون بدرجة "عالي الخطورة"، وأكدت وزيرة الصحة في ولاية كيرالا، فينا جورج Veena George، يوم الأربعاء الماضي، إصابة الشخص الخامس، وهو عامل رعاية صحية يبلغ من العمر 24 عامًا، وقالت وسائل إعلام حكومية إن طفلا مصابا يبلغ من العمر 9 سنوات لا يزال على أجهزة التنفس.


وفي بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، طلب بيناراي فيجايان Pinarayi Vijayan، رئيس وزراء ولاية كيرالا، من السكان عدم الذعر ولكن "مواجهة هذا الوضع بحذر" و"التعاون الكامل مع القيود" لاحتواء المرض، علما أن ولاية كيرالا شهدت أربع حالات تفشي لمرض نيباه منذ عام 2018، وكان آخرها في عام 2021، حيث كانت الولاية تكافح أيضًا موجة من حالات كوفيد-19.


وتقدر منظمة الصحة العالمية أن معدل الوفيات الناجمة عن فيروس نيباه يتراوح بين 40 و75 بالمئة، وقد أدرجته على قائمة الأمراض ذات الأولوية بسبب إمكاناته الوبائية، وذكرت وسائل الإعلام الهندية أن السلالة التي تم تحديدها في ولاية كيرالا، والمعروفة باسم سلالة بنغلادش، لديها معدل وفيات مرتفع ولكنها أقل قدرة على الإصابة بالعدوى.


إليك ما تحتاج إلى معرفته عن الفيروس


وقد تم اكتشاف فيروس نيباه Nipah virus(NiV)والذي يشار إليه بــ  أثناء تفشي المرض بين مربي الخنازير في ماليزيا في عام 1999، ويعتقد أن العمال أصيبوا بالفيروس عبر التعرض للماشية المصابة وإفرازاتها.


 


 


 


كما وأن خفافيش الفاكهة، والتي تُعرف أيضًا باسم "الثعالب الطائرة"، هي المضيف الطبيعي لفيروس نيباه، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن ينتقل الفيروس من الحيوانات إلى البشر – في المقام الأول من الخفافيش أو الخنازير – أو من خلال الاتصال بين البشر.


وغالبًا ما تعيش خفافيش الفاكهة، من عائلة Pteropodidae، في أشجار النخيل بالقرب من الأسواق، وقد انتشر الفيروس من الخفافيش إلى البشر من خلال المواد الغذائية – مثل الفاكهة وعصير النخيل الخام – التي تلوثت من الخفافيش المصابة.


كما وأن الحيوانات الأليفة، بما في ذلك الخيول والقطط والكلاب، قادرة أيضًا على التقاط العدوى ونشرها، لكن الفيروس يعتبر شديد العدوى بين الخنازير، والتي يمكن أن تنقل الفيروس إلى البشر الذين يتلامسون مع سوائل أو أنسجة الحيوانات المصابة.


ويمكن أيضًا أن تنتقل العدوى القاتلة عن طريق الاتصال البشري الوثيق، حيث يمكن أن ينتشر الفيروس من شخص مصاب إلى أسرته أو مقدمي الرعاية من خلال سوائل جسم الشخص.


وفي عام 2018، واجهت الهند تفشيًا في ولاية كيرالا أدى إلى وفاة 21 من أصل 23 شخصًا مصابًا، وفي عام 2019، تم تسجيل حالة جديدة في البلاد، لكن الإجراءات السريعة وتتبع المخالطين على نطاق واسع حالا دون المزيد من الانتشار، وذكرت وسائل إعلام هندية أن صبيًا يبلغ من العمر 12 عامًا في ولاية كيرالا توفي في أيلول/سبتمبر 2021 بعد إصابته بالفيروس وظهرت عليه أعراض تورم الدماغ والتهاب القلب.


ما هي أعراض فيروس نيباه؟


أعراض المرض واسعة النطاق، وتشمل الأعراض الأكثر اعتدالا الحمى والصداع والقيء والتهاب الحلق وآلام في العضلات، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يعاني المرضى من التهابات حادة مثل التهاب الدماغ ومشاكل في الجهاز التنفسي، وتشمل الآثار الجانبية الأخرى المبلغ عنها النوبات، والتي قد تؤدي إلى تغيرات نفسية أو غيبوبة، كما وأن بعض الذين يصابون بالفيروس يظلون بدون أعراض.


ما مدى انتشار فيروس نيباه؟


وفي العقود التي تلت اكتشافه لأول مرة، تم تسجيل تفشي المرض في العديد من دول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك سنغافورة وبنغلادش والهند، وفي بعض أجزاء آسيا، تم تسجيل حالات إصابة جديدة بفيروس نيباه "سنويا تقريبا"، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.


لماذا ولاية كيرالا معرضة للخطر بشكل خاص؟


ولاية كيرالا هي ولاية استوائية يبلغ عدد سكانها 35 مليون نسمة وتقع على الساحل الجنوبي الغربي للهند، وقد شهدت إزالة الغابات والتوسع الحضري السريع، ما خلق ظروفًا يكون فيها الناس والحيوانات - مثل الخفافيش التي يمكن أن تحمل الفيروس - على اتصال أوثق. وخلص تحقيق أجرته رويترز ونشر في أيار/مايو إلى أن ولاية كيرالا معرضة بشكل خاص لانتشار الأمراض من الخفافيش إلى البشر،وقال التحقيق إنها موطن لأكثر من 40 نوعا من الخفافيش و"موطن الخفافيش الرئيسي" الذي تم تطهير غاباتها تدريجيا من أجل التنمية البشرية.


كيف يتم تشخيص فيروس نيباه، وهل يمكن علاجه؟


يقول خبراء الصحة إن الوعي بفيروس نيباه لا يزال منخفضًا للغاية، مما يزيد من صعوبة الوقاية منه وعلاجه وتشخيصه، وبسبب هذا النقص في المعرفة، لا يكون هناك شك بوجود الفيروس لدى الذين يعانون من الأعراض.


لذا يتم استخدام تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) باستخدام مزيج من سوائل الجسم بشكل أساسي لتأكيد الإصابة.


كما لا يوجد علاج محدد ولا لقاح مضاد لفيروس نيباه، ولا يوجد شيء يمكن أن يساعد في الإصابة بالعدوى من الفيروس.


ووفقا لمنظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض، فإن العلاج هو ببساطة إدارة الأعراض، كما وأن يحصل المصابون على أكبر قدر ممكن من الراحة والترطيب المتواصل باستخدام محاليل مائية، كما ويجب تجنب الاتصال الجسدي الوثيق وغير المحمي مع الأشخاص المصابون، وغسل الأيدي بعد رعاية المرضى.


وتشمل طرق الوقاية من عدوى الحيوانات إلى الإنسان تجنب الفواكه الملوثة بخفافيش الفاكهة - أو غسل وتقشير الفواكه التي يمكن أن تكون ملوثة - وعدم الاتصال بالخفافيش أو الحيوانات المصابة. 


كما وتنصح مركز السيطرة على الأمراض الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي حدثت فيها المرض بغسل أيديهم جيدا بالماء والصابون، وعدم ملامسة سوائل الجسم أو دم المصابين.


بتصرف عن الواشنطن بوست، CNN، رويترز ووكالات


الصورة الرئيسية "رويترز"


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: