من المقرر أن يخرج أكثر من مليون متظاهر مناخي إلى الشوارع في أكثر من 50 دولة في عطلة نهاية الأسبوع (من الجمعة إلى الأحد)، لمطالبة الحكومات بالتوقف التدريجي عن حرق الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى ارتفاعات غير مسبوقة في حرارة الكوكب وإلى تداعيات التغير المناخي من كوارث بدأنا نشهدها في مناطق متفرقة من العالم.
وفي عام شهد تزايد الوفيات والدمار الاقتصادي بسبب الفيضانات وحرائق الغابات والجفاف، خطط المتظاهرون لأكثر من 500 تجمع في 54 دولة - من باكستان ونيجيريا إلى الولايات المتحدة.
ويتوقع منظمو الاحتجاجات أن يصل إجمالي المشاركة العالمية خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أكثر من مليون شخص. وقد يجعل هذا من تحرك نهاية هذا الأسبوع أكبر احتجاج دولي مناخي منذ ما قبل جائحة كوفيد-19، عندما شهدت حركة "الإضراب المدرسي" التي قادتها الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ انضمام ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم إلى المسيرات.
وقالت ميتزي جونيل تان، ناشطة المناخ في حركة الشباب من أجل المستقبل في مانيلا بالفلبين: "هذه الإحتجاجات موجهة إلى زعماء العالم".
وقالت لـ "رويترز" "لقد انتهى وقت صناعة الوقود الأحفوري. نحن بحاجة إلى تحول عادل، ونحتاج إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الذي يسبب تدمير بيئتنا".
وقال المنظمون إنهم سيطالبون الحكومات بإنهاء دعم النفط والغاز على الفور وإلغاء أي خطط لتوسيع الإنتاج.
علما أن الحكومات حول العالم أنفقت مبلغا قياسيا قدره 7 تريليون دولار على دعم النفط والغاز والفحم العام الماضي، وفقا لتحليل صندوق النقد الدولي.
وقال إيريك نجوغونا Eric Njugunaوهو ناشط مناخي مقيم في نيروبي، كينيا: "إننا نخرج إلى الشوارع لمطالبة الزعماء الأفارقة بالتوقف التدريجي عن استخدام الوقود الأحفوري والتركيز على الاستثمار في الطاقة المتجددة التي تقودها المجتمعات المحلية، لتلبية الطلب على الطاقة لـ 600 مليون أفريقي لا يحصلون على الكهرباء". ،.
وتأتي المظاهرات قبل شهرين من انعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ COP28 لهذا العام في الإمارات العربية المتحدة، حيث تخطط أكثر من 80 دولة للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي للتخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز.
ويعد حرق الوقود الأحفوري السبب الرئيسي لتغير المناخ، لكن الدول لم توافق قط في محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة على التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري - على الرغم من التزامها بالخفض التدريجي لاستخدام طاقة الفحم.
ومن المتوقع أن تتراجع الحكومات التي تعتمد على عائدات النفط والغاز، وتلك التي تخطط لاستخدام الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري لتحسين مستويات معيشة المجتمعات الفقيرة، عن هذا الاقتراح.
وسوف تواجه الدول الغنية أيضاً ضغوطاً لتقديم المزيد من التمويل لمساعدة البلدان النامية على الاستثمار في الطاقة المنخفضة الكربون.
وتعتبر الطاقة المتجددة أرخص من الوقود الأحفوري من حيث تكاليف التشغيل، ولكن المجتمعات تحتاج إلى الدعم للقيام بالاستثمارات الأولية اللازمة لبناء مزارع الرياح وتركيب الألواح الشمسية وبسرعة.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إنه على الرغم من وفرة موارد الطاقة الشمسية، لم تتلق أفريقيا سوى 2 بالمئة فقط من الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة على مدى العقدين الماضيين.
ومن المتوقع أن ينضم نحو 15 ألف شخص إلى مسيرة في نيويورك يوم الأحد، بينما يجتمع الزعماء لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، فضلا عن "قمة طموح المناخ" يوم الأربعاء، ومن المتوقع أن يطلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الحكومات تعزيز خططها لخفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وقد حذر تقرير للأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن العالم يسير على مسار خطير نحو ظاهرة الاحتباس الحراري الشديدة، وقال إن هناك حاجة لمزيد من الإجراءات على جميع الجبهات، بما في ذلك الانخفاض الكبير في استخدام الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول عام 2030.
كما قالت الأمم المتحدة إن التقرير حث أيضا على زيادة هائلة في الاستثمارات المالية للدول النامية من أجل الطاقة النظيفة واتخاذ تدابير للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة والعواصف المتفاقمة والعواقب الأخرى لارتفاع درجة حرارة المناخ.
وفي مقال سابق في "زوايا ميديا"، أظهر تقرير للشركة الإستشارية في مجال الطاقة وغيرها Wood Mackenzie أن العالم بحاجة لـ "2.7 تريليون دولار سنويا للوصول إلى عالم خالٍ من الكربون بحلول العام 2050، والتي يمكن أن تدعم الإنتقال التدريجي إلى وسائل الطاقة المتجددة واستخدام السيارات الكهربائية في مجال النقل".
بتصرف عن "رويترز"
الصورة الرئيسية من صفحة ناشطي المناخ Extinction Rebellion