info@zawayamedia.com
عرب وعالم

فلسفة الصرامي من لبنان إلى الإئتلاف السوري المعارض

فلسفة الصرامي من لبنان إلى الإئتلاف السوري المعارض


عندما تترنح الدول وينخر سوس الفساد مؤسساتها ويغدو سياسيوها مهرجين على حلبة السياسة ينحدر مستوى التخاطب، شتما وسبابا إلى حدود المهزلة، ومن منا لا يذكر في "طهر نيعك"، "سد بوزك" و"صرمايتي سوا"، فضلا عن التخاطب بأقذع الشتائم من "الزنار ونازل".


وسنتوقف هنا عند حديث الصرامي، ولكن أبعد من لبنان، وإن كان لبنان سباقا في إدخال مفردة "الصرماية" إلى القاموس السياسي، ونحن نحتل قصبَ السبْق في ميدان "الصرامي" واستخداماتها اللفظية.


يبدو أن عدوى "الصرامي" انتقلت من لبنان إلى سوريا، لذا سنتوقف في هذ الفيديو عند ما تم تناقله في أروقة الائتلاف السوري المعارض على لسان رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، الذي قال مهددا: "بالصرماية ستتم الانتخابات.. وبالصرماية سيتم انتخاب هادي البحرة رئيساً"، ويقال إن اثنين من أعضاء الائتلاف تلاسنا وكادا يتضاربان لولا تدخل أهل الخير من أعضاء الائتلاف.


بعد هذه الواقعة ما عندنا نستغرب كيف أن عضو الائتلاف حافظ قرقوط ابن السويداء قدم استقالته من الائتلاف قبل واقعة "الصرماية" بساعات.


لا نسوق مثل هذه الوقائع للتندر، نحن لا نتندر ونتفكه ولكننا نبكي حالنا، وما أوصلتنا إليه سياسة "الصرامي"، لنطل منها إلى حجم الانحطاط الأخلاقي والقيمي في دولنا.


وما يصدم هنا، هو تحول الائتلاف السوري إلى مادة للتندر فبدلا من أن يكون منصة ترسم مستقبل سوريا المرتجى، فإذا به يتحول أداة طيعة بيد التركي وغيره من الرعاة الخارجيين، ولن نزيد، لأن السوريين قالوا الكثير عن الائتلاف، نقدا وردود نارية على مختلف مواقع التواصل.


وإزاء فلسفة الصرامي هذه، من لبنان إلى سوريا، نعلم كم نحن بعيدين عن مجاراة الدول المتطورة بديموقراطياتها العريقة، دون أن ننسى أيضا أن ثمة من يؤيد حكم "البوط" العسكري.


وسط ديموقراطية الصرامي هذه، تبقى إشارة واحدة وهي ان كل مظاهر التخلف السياسي تفترض استخدام مصطلح جديد رفدا لمفردة "الصرامي" إياها. ولذا نقول إن ما نشهده يؤكد أن هناك من لا يساوي "صرماية" عتيقة... وعتيقة جدا. 

أنور عقل ضو

أنور عقل ضو

رئيس التحرير