سيكلف الفوز بالسباق ضد تغير المناخ العالم 2.7 تريليون دولار سنويًا، وفق تقرير علمي تم تقديمه لكبار المستثمرين في مجال الطاقة، وللحد من الوصول إلى درجة ونصف الدرجة وفق اتفاق قمة المناخ في باريس.

وأشار العلماء إلى أن العالم بحاجة إلى الحد من الإحتباس الحراري وما يتبعه من كوارث مناخية، وقد تعهدت الدول بتخفيض انبعاثاتها للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول منتصف هذا القرن.

ويغطي هذا المبلغ تكلفة الانبعاثات الصفرية لأكثر من مليار سيارة كهربائية ومنشآت طاقة رياح وشمسية كافية لثلثي احتياجات العالم.

وقد تم احتساب هذا الرقم من قبل محللين فيWood Mackenzie ، التي تقدم المشورة لقطاع الطاقة، في تقرير نُشر اليوم الخميس.

الهدف العالمي هو الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، الإجماع العلمي هو أن تغير المناخ سيكون أكثر حدة إذا ارتفعت درجة حرارة العالم أكثر من ذلك.

وقال سيمون فلاورز ، كبير محللي Wood Mackenzie ، إن تحقيق 1.5 درجة مئوية سيكون "تحديًا هائلاً" ، لكنه ممكن ويعتمد بشكل كبير على الإجراءات التي يتم اتخاذها في هذا العقد.

ويشير البحث إلى أن السياسات الحالية ستؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.5 درجة مئوية، وقد تحسن الالتزامات في الفترة التي تسبق COP28 التوقع إلى 2 درجة مئوية، لكن كمية الأموال المستثمرة أقل من نصف تريليون دولار سنويًا ، وفقًا لنتائج Wood Mackenzie.

ويقدر التقرير سد الفجوة بتكلفة 2.7 تريليون دولار سنويًا - أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لمعظم البلدان - أو حوالي 75 تريليون دولار بين الآن و 2050، وستستخدم معظم الأموال لتشغيل العالم بالطاقة النظيفة.

ويقترح التقرير أن توفر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح 63 بالمئة من طاقتنا في عالم خالٍ من الكربون بنسبة 1.5 درجة مئوية ، مقارنة بـ 13 بالمئة حاليًا، كما سيحتاج العالم إلى استخدام نصف مليار طن من الهيدروجين، والذي يتم إنتاجه حاليًا بكميات صغيرة وباهظة الثمن.

كما وسيتعين على عدد السيارات الكهربائية أن يرتفع من 43 مليونًا إلى أكثر من مليار - أي أكثر من عشرة أضعاف - مع الحاجة إلى ضعف كمية الليثيوم لإنتاج البطاريات.

وهناك جانب آخر وهو التقاط وتخزين الكربون، والذي يتمثل في حبس الغازات الملوثة قبل وصولها إلى الغلاف الجوي ودفنها بعمق تحت الأرض أو في البحر، يحدث هذا على نطاق صغير اليوم ، ولكن قد يتم امتصاص سبعة مليارات طن من CO2 بحلول عام 2050.

وفي هذا السياق، قالPrakash Sharma ، مؤلف التقرير الرئيسي ، إن كميات من النفط والغاز ستظل مستخدمة ولكنها ستتجاوزها الكهرباء كأكبر سوق للطاقة في العالم، قال إن هناك "استنفادًا طبيعيًا" للوقود الأحفوري مع تطوير وقود أنظف.

ومن المؤكد أن مسألة العثور على الأموال اللازمة لتمويل الدفع نحو الانبعاثات الصفرية ستكون موضوعًا للنقاش في COP28 الذي سيعقد بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، والذي لطالما طالب العالم النامي بالدول الغنية بتحمل عبء أكبر، مستشهدة بمساهمتها التاريخية الكبيرة في تغير المناخ.

تقول الدول الغنية إن وعدًا طال انتظاره بمبلغ 100 مليار دولار سنويًا للبلدان النامية في طريقه أخيرًا للوفاء به هذا العام، كما وأن هناك دعوات إلى إعادة التفكير في النظام المصرفي العالمي لتحرير المزيد من الأموال.

قال فلاورز إن "الاستثمار المستمر أمر بالغ الأهمية لكل من الإمداد الحالي والجديد من مصادر الطاقة الصفرية ومنخفضة الكربون"، وأشار إلى أن "قمةCOP28 للمناخ يمكن أن تبني التوافق على الالتزام بين الدول الأعضاء لتحقيق هدف المناخ البالغ 1.5 درجة مئوية وفي النهاية يشكل نتيجة الانتقال الطاقوي العالمي".

وسترى المحادثات في دبي العالم إكمال أول "تقييم عالمي" لهذه القمم، لمعرفة ما إذا كان العالم يفعل ما يكفي للحفاظ على درجات الحرارة العالمية عند أو أقل من عتبة 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الذي حدده اتفاق باريس في عام 2015.

وفي هذا المجال، يدعم تقرير رئيسي للأمم المتحدة التقييم إن العالم بعيد عن المسار الصحيح ويحتاج إلى "مزيد من الإجراءات". وقد وصفت رئاسة COP28 في الإمارات العربية المتحدة التقرير الأممي بأنه "تذكير مهم" بما يجب القيام به.