وفقا لدراسة جديدة نشرت بداية هذا الأسبوع، تم العثور على النملة الأحمر الناري للمرة الأولى في أوروبا، حيث يعد هذا النوع من النمل واحدا من أكثر أنواع الكائنات الغازية في العالم، والذي يهدد بالوصول للمدن الساحلية في الشرق الأوسط مثل بيروت، الإسكندرية وتونس وغيرها!
والنملة المستوردة، والتي تحمل الاسم العلمي Solenopsis invicta، وموطنها الأصلي أمريكا الجنوبية، ولكنها انتشرت وفي أقل من قرن في معظم أنحاء الولايات المتحدة والمكسيك وأمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي والصين وأستراليا، بينما لم يتم النجاح بالقضاء عليها إلا في نيوزيلندا
يمكن أن تكون هذه الحشرات عدوانية للغاية عند إزعاجها وتتسبب بألم بعد اللدغ وتهيج بالجلد والحساسية، كما ويمكن لهذه الحشرات أن تلحق الضرر بالمحاصيل والنظم البيئية المحلية.
وقال الباحثون إنهم حددوا 88 مستعمرة لنمل الأحمر الناري موزعة على مساحة 5 هكتارات بالقرب من مدينة سيراكيوز في صقلية، إيطاليا.
وقال ما قبل الدكتوراه والمؤلف الأول للدراسة في معهد علم الأحياء التطوري في إسبانيا Institute of Evolutionary Biology (IBE)، ومؤلف الدراسة الرئيسي ماتيا مينشيتي Mattia Menchetti في بيان: هذا النوع من النمل يعتبر واحدا من أسوأ الأنواع الغازية، ويمكن أن ينتشر بسرعة مثيرة للقلق"، وتابع: "كان العثور على هذا النوع في إيطاليا مفاجأة كبيرة، لكننا كنا نعلم أن هذا اليوم سيأتي".
ويعتقد العلماء المدن الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، والتي ترتبط بشكل كبير بالموانئ البحرية، هي الأكثر ملائمة لوصول هذا النمل الغازي، مما قد يسهل انتشاره، وبالنظر إلى توقعات تغير المناخ، يمكن أن يصبح السيناريو أسوأ بكثير، حيث من المحتمل أن تتوسع هذه الأنواع إلى أجزاء أخرى من أوروبا.
وقد تم اكتشاف النمل الناري الأحمر في المنتجات المستوردة في إسبانيا وفنلندا وهولندا، فلم يتم تأكيد وجود مستعمرات له قبل هذه الدراسة.
وقال المؤلفون: "تم العثور على مستعمرات في إحدى ضواحي سيراكيوز، ولم يكن من الواضح كيف أو متى وصل النمل الناري إلى هناك، ونعتقد أن الحشرات يجب أن تكون قد وصلت إلى نقطة عبور مع الكثير من النشاط البشري مثل ميناء المدينة".
وقد أبلغ السكان المحليون العلماء بذلك مع تزايد لسعات النمل منذ العام 2019.
وتشير الدراسة إلى أن الرياح ربما تكون قد نقلت ملكة النمل الطائرة من شمال غرب سيراكيوز حيث يقع الميناء التجاري.
وكشف التحليل الجيني للنمل أنه من المرجح أن يكون قد انتشر من الولايات المتحدة أو الصين، حيث يعد Solenopsis invicta أيضًا من الأنواع الغازية.
وحذر الباحثون منذ ذلك الحين من أن النمل قد ينتشر قريبًا في جميع أنحاء أوروبا حيث تتمتع 7 بالمئة من القارة بما في ذلك المناطق الحضرية الكبيرة مثل برشلونة وروما ولندن وباريس بمناخ مناسب لهذا النوع، حسب النموذج الذي تم ابتكاره من قبل مؤلفي الدراسة، ولفتوا إلى أن "النتائج تشير إلى أن نصف المناطق الحضرية في أوروبا ستكون مناسبة مناخيا لتأسيس هذه الأنواع الغازية، يمكن أن تتأثر المدن الكبيرة مثل برشلونة وروما ولندن وباريس بشكل كبير بهذه الأنواع الغازية، والتي يمكن أن تؤثر على أنماط حياة الناس بسبب وفرتها وعدوانيتها".
وحذر روجر فيلا، الباحث الرئيسي في مجموعة تنوع الفراشات وتطورها التابعة لمكتب التربية الدولي، والذي قاد الدراسة من أن "الجهود المنسقة للكشف المبكر والاستجابة السريعة في المنطقة ضرورية لإدارة هذا التهديد الجديد بنجاح، قبل أن ينتشر بشكل لا يمكن السيطرة عليه".
وأوضح مينشيتي: "يمكن للجمهور أن يلعب دورًا رئيسيًا في اكتشاف S. invicta، مع الأخذ في الاعتبار أنه يوجد بشكل متكرر في المناطق الحضرية والمجاورة ، من الممكن اكتشاف هذا النمل بسبب لسعاته المؤلمة والتلال المميزة لأعشاشه، على الرغم من الحاجة إلى تأكيد خبير".
ونظرًا لقدرة هذه الأنواع الغازية على الانتشار والوجود المفترض لنقطة دخول أولية غير معروفة، يوصي الفريق بتوسيع نطاق المراقبة ليشمل منطقة جغرافية أكبر.
وقد نشرت الدراسة يوم الإثنين الماضي 11 أيلول/سبتمبر في مجلة Current Biology العلمية.