رصدت الناشطة في مجال الرفق بالحيوانات غنى نحفاوي وبالفيديو، أحد الأشخاص وهو يستخرج أحشاء وقلب أرنب نابض وهو حي والدماء تتدفق ملوثة يديه، في توثيق لأحد أبشع الجرائم بحق حيوان ضعيف، وهو يشبه إلى حد كبير الأرنب الظاهر بالصورة الرئيسية لهذا المقال.
وقبل متابعة التفاصيل، يرجى عدم متابعة الفيديو للاشخاص الحساسين لبشاعة المنظر، حيث ورد في منشور على موقع X "تويتر سابقا" على صفحة الناشطة غنى نحفاوي، فيديو لأحد الأشخاص وهو ينتزع قلب أرنب نابض وهو حي، والدماء تنبثق منه، ليظهرها للكاميرا، ويرميها، علما أنها ليست أبشع الجرائم في بلدنا، بل هناك كثير منها لم تصل لأيدي الناشطين، كما وتسطر يوميا مئات التجاوزات في مجال الرفق بالحيوانات، منها ما نشرته نحفاوي على صفحاتها على مواقع التواصل الإجتماعي خلال الساعات الأخيرة، لضبع "وهو الرمز الوطني للبنان" حيث قامت أحد حدائق الحيوان بسلخه عن أمه، وقاموا بترويضه والهدف هو إكثاره وفقا للمنشور، عدا عن مئات المنشورات الموثقة بالصور والفيديوهات لما يعانيه الحيوان في بلد الثقافة والعلم من إجرام بحق الطبيعة.
مرة أخرى، نحذر من مشاهدة الفيديو المرفق بهذا المنشور!
ما قادرة صدق اللي شفتو!!!
اي متى حتتحركوا؟! شو ناطرين؟!
هيدا مش اقل من داعشي واسمه كارلوس شلهوب ونشر هالفيديو ضمن خاصية ستوري على حسابه على انستاغرام!
اولا ومجدداً موسم الصيد لم تفتحه وزارة البيئة،
ثانيا، صيد الليل ممنوع بالقانون وبالأخلاق يا مجرم،
ثالثا، استعراض الطرائد على… pic.twitter.com/BwhZ5pPQuc
— Ghina (@GhinaNahfawi) September 12, 2023
وبالعودة إلى الفيديو لصفحة "هذا المجرم" حيث حتى هذا التوصيف لا يفيه حقه مما قام به، وهنا نسأل عن الهدف والرسالة لمن يتابعون صفحته، فماذا لو كان ثمة أطفال يتابعون مثل هذه الفيديوهات، وتأثيرها على سلوكياتهم، وخصوصا العنف الذي بدأ يتغلغل ويتأصل في نفوسهم، حيث تصبح مشاهد العنف والدماء وكأنها أمرا عاديا، يتقبلونها، وبذلك ينعكس هذا عليهم بمحاولة تقليد مثل هذه التصرفات، وخصوصا إن صدرت من أشخاص بالغين أو يحيطون بهم.
وقد تم إرسال معلومات خاصة بـ "ك.ش" للجهات الأمنية، منها رقم المركبة والهاتف الخاص بعمله، علما أنه للمفارقة مالك لمختبر طبي في محلة الدكوانة شرق العاصمة بيروت.
وهذا الواقع نشهده يوميا في إجرام ما يسمى "القواصون" أو الصيادون غير القانونيين وفقا للإلتزام بقانون الصيد، أو غير المستدامين بالتعبير البيئي، حيث وعلى سبيل المثال، يقوم الوالد باصطحاب ابنه "ليصبح رجلا" في رحلة صيد، ليشهد مجازر بحق الطيور وكل ما يطير وحتى لا يؤكل (خفافيش، صقور وطيور بوم)، وبالتالي تصبح هذه الهواية عادة متأصلة، بل مع الوقت إدمانا على القتل، وباستخدام كافة الوسائل الجائرة، وكلما قتل أكثر، فبرأي هذه الشريحة المجتمعية، يعتبر "رجلا" و"فحلا" و"ذكوريا"، علما أن الكثير من الطيور التي يتم اصطيادها لا تؤكل، بل تبقى في مكانها، إن كانت جريحة لتنفق متألمة أو يلتهمها حيوان مفترس.
لا مصادفة أن يتم اعتبار لبنان "نقطة سوداء"، في عنق زجاجة هجرة الطيور ذهابا وإيابا خلال الهجرتين الموسميتين في الربيع والخريف، وقد ناشد ناشطون من كافة أنحاء العالم الحكومة اللبنانية والمعنيين وصولا إلى رئيس الجمهورية حينذاك العماد ميشال عون، إلا أن سلطة القتلة أكبر من الدولة، وهؤلاء يشبهون من يتاجر بالأدوية الممنوعة والمخدرة، وبينما لا تتمكن الدولة من الإيقاع بالرؤوس المدبرة، يتم الإيقاع بصغار المروجين، لكن أثر الإدمان يبقى في المجتمع وخصوصا لدى الفئات العمرية الصغيرة، وهو إدمان يشبه الإدمان على الصيد الذي تناولناه ضمن هذا المقال!
وبرأي نحفاوي وفقا للمنشور السابق، يجب ختم قصور العدل بالشمع الأحمر، طالما مخالفات المدعو "ك.ش." ويظهر رقم مركبة قد تكون تابعة له " 2257260" والظاهرة بالفيديو والموثقة بخاصية "القصة" Story على إنستاغرام (اختفت بعد 24 ساعة من النشر)، تندرج ضمن مخالفات عدة، وهي:
"أولا، ومجدداً موسم الصيد لم تفتحه وزارة البيئة،
ثانيا، صيد الليل ممنوع بالقانون وبالأخلاق يا مجرم،
ثالثا، استعراض الطرائد على مواقع التواصل ممنوع ايضا بموجب القانون 580/2004،
رابعا، تستعرض سحب قلب الأرنب النابض من جسده يا مجرم!!!!؟؟"
وتوجهت لوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي بـ " شايف شو صاير من اجرام او عندك مشكلة بصر وبصيرة؟!"، ولقوى الأمن الداخلي بقولها: " وما تطلبوا مني لا عنوانه ولا رقم تلفونه، انا مش مختار الضيعة! تفضلوا انتو جيبوا تفاصيلو" في إشارة لمعاناتها مع قوى الأمن الداخلي، حيث يطلبون منها القيام بعملهم بالحصول على عنوان "ك.ش" ورقم هاتفه النقال، وفقا لما ذكرته لموقعنا "زوايا ميديا".
وختاما، الإنهيار الحقيقي لأسس البلد هو بهذه المشاهد الصادمة والنافرة، هو بهذا الأثر على الجيل الجديد، الذي عدا عن أنه يعاني من التسرب المدرسي، تشكل هذه المنصات وسيلة سلبية لتعليمه أساليب العنف والقتل وعدم الرحمة، وقد تؤدي لفقدانه الشعور بمعاناة الآخرين والحيوانات، ما يحتم اللجوء لعقوبات رادعة لهذه الجرائم الموثقة على مواقع التواصل، ولنعاني كمواطنين في بلد موبوء بالفساد والتلوث وإنقراض الكائنات الحية وانهيار لمنظومة الأخلاق والضمير، عدا عن سمعة لبنان في العالم التي أصبحت بالحضيض، وفي كافة المجالات دون استثناء!