بعد أن أظهرت البيانات أن شهر آب/أغسطس هو الشهر الثالث على التوالي الأكثر حرارة في نصف الكرة الأرضية الشمالي منذ بدء تسجيل البيانات في العام 1940، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأربعاء، من أـن كوكب الأرض يشهد "إنهيارا مناخيا"!
ووفقا لـ "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" the World Meteorological Organization (WMO)، ولـ " خدمة المناخ الأوروبية كوبرنيكوس" European climate service Copernicus فقد شهد نصف الكرة الأرضية الشمالي فصل صيف يعتبر الأكثر حرارة، وأوضح الباحثون أن حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي لأغراض النشاط البشري يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، مع تراكم الغازات المسببة للإحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وفي هذا العام، لعبت ظاهرة النينيو، وهي ارتفاع مؤقت في درجات الحرارة في أجزاء من المحيط الهادئ تحدث بشكل طبيعي، دورا أيضا في رفع درجة الحرارة العالمية.
وقال العلماء إن شهر آب/أغسطس كان أكثر دفئا بحوالي 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) من متوسط درجات الحرارة ما قبل الثورة الصناعية.
وهذا الارتفاع في درجات الحرارة هو السقف الذي تم الإتفاق عليه في قمة باريس للمناخ للعام 2015، باعتبارها الحد الأقصى للمتوسط للطموح العالمي، ومع ذلك، فإن الوصول إلى 1.5 درجة مئوية لفترة وجيزة لا يعني الفشل في الالتزام بهذا الهدف.
كما وصل متوسط درجات حرارة سطح البحر إلى مستوى قياسي في آب/أغسطس عند 20.9 درجة مئوية.
وحتى الآن، يعد عام 2023 ثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، بعد عام 2016، وفقًا لكوبرنيكوس، ولكن قد ينتهي به الأمر إلى أن يكون الأكثر سخونة، حيث شهد شهر أيلول/سبتمبر حتى الآن درجات حرارة أعلى من المتوسط في العديد من المناطق.
وتسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية في حدوث موجات حارة وجفاف وحرائق غابات وفيضانات في أجزاء عديدة من آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ويلقي غوتيريش اللوم في تغير المناخ بشكل مباشر على البشر، وقال في هذا المجال: "لقد حذر العلماء منذ فترة طويلة مما سيطلقه إدماننا على الوقود الأحفوري"، وأضاف: "إن مناخنا ينهار بشكل أسرع مما يمكننا مواجهته، حيث تضرب الظواهر الجوية المتطرفة كل ركن من أركان الكوكب".
وتابع غوتيريش: "إن ارتفاع درجات الحرارة يتطلب زيادة في العمل، ويجب على القادة أن يكثفوا جهودهم الآن من أجل إيجاد حلول ناجعة للمناخ".
ومن المقرر أن يصدر تقرير لخبراء الأمم المتحدة هذا الأسبوع لتقييم التقدم الذي أحرزه العالم في تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، ويأتي التقرير قبل قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي والتي تبدأ في 30 تشرين الثاني/نوفمبر.