قُبيل قمّة المناخ COP28، يلتقي 450 شاب وشابة من الجهات الفاعلة في العمل المناخي والقادمين من المناطق الأكثر تأثّرًا بتغيُّر المناخ حول العالم من 28 آب/أغسطس إلى 2 أيلول/سبتمبر في مخيّم العدالة المناخية في لبنان.
وسيتعاون المشارِكون والمشاركات وعددهم حوالي 450 فردا من قرابة 100 بلدا من الجنوب العالمي، وهم الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، حيث سيعملون معًا لوضع استراتيجيات ومطالب تدعو صانعي القرار في الدورة الـ 28 من قمّة المناخ إلى تنفيذ إطار عمل مُنصِف للعمل المناخي.
وقد جاء ذلك إثر تحذير الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش ممّا أسماه "الغليان العالمي" وتشديده على ضرورة التحرُّك فورًا قُبيل انعقاد الدورة الـ 28 من قمة المناخ في الإمارات العربية المتحدة، حيص يوفّر مخيّم العدالة المناخية للشباب والشابات الفاعلين في العمل المناخي، والذين يعيشون الواقع اليومي للأزمة المناخيّة، مساحة لتبادُل المعارف وبلورة المطالب وخوض النقاشات مع صانعي القرار في السياقات المحلية والعالمية.
يقوم مخيّم العدالة المناخية على جدول أعمال متنوع ومتعدد الجوانب، إذ يضّم أكثر من 100 ورشة عمل، بقيادة قادة محليين ومنظّمين ومنظمات وصناع تغيير شباب. تتناول ورش العمل مواضيع مختلفة مثل التمويل وتعويض الخسائر والأضرار والتكيّف مع التغيّر المناخي والتحول التدريجي من الوقود الأحفوري. يهدف ذلك الى بناء شبكات مناخية تجمع شباب من بلدان الجنوب العالمي وستعمل سويا للدفع والضغط من أجل تغيير سياسي طويل الأمد.
هذا المخيّم، الذي سيُقام في لبنان، هو النسخة الثانية من هذه الفعالية الشبابية العالمية، بعد نجاح المخيّم الافتتاحي الذي أُقيم في شهر أيلول/سبتمبر الماضي في تونس. وقد عمِلت أكثر من 40 منظمة محلّية وعالميّة (1) معًا هذه السنة لضمان مشاركة شباب وشابات من مناطق مختلفة، بما في ذلك الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا والكاريبي ومنطقة المحيط الهادئ.
فبعد مشاركتها في مخيّم العام 2022 في تونس، عائشة صدّيقة، مدافعة عن حقوق الإنسان والأراضي والمستشارة المناخية للأمين العام للأمم المتّحدة، ستشارك مجددًا في المخيّم في لبنان. وقالت: "أصبحنا الآن في عين العاصفة. تتراكم الأزمات التي كنّا نخشى وقوعها وتتفاقم، في حين يدفع الفلّاحون والفئات الفقيرة والسكان الأصليّون ثمنا باهظا بحياتهم، ويستمرّ الأثرياء
والأكثر حظا بتجاهل هذه المسألة. عندما تتكرّر الأخطاء نفسها مرّة تلو الأخرى عبر التاريخ وعلى هذا المستوى الحرِج، تتفاقم تداعياتها إلى حدّ لا يمكن تصوّره" .
وتابعت: "فكمّ مرّة سمعنا تحذيرات من أنّنا نُطلِق العنان لكارثة لسنا مستعدّين لمواجهتها؟ وها هي الآن تدمّر حياتنا. فسكّان بلدان منطقة الشرق الأوسط، التي تحظى بالقدر الأدنى من الاهتمام مع أنّها من أكثر المناطق تأثّرًا وتعرُّضًا للنهب حول العالم، دفعوا حياتهم ثمنًا للوقود الأحفوري، وهُم الآن يواصلون دفع الثمن نتيجة موجات الجفاف والفيضانات والمجاعة، لا نحتاج إلى خبير في العلوم السياسية ليخبرنا أنّ الكوارث البيئية بهذا الحجم تؤدّي إلى اضطرابات سياسيّة واجتماعيّة. فأُسُس اقتصاد السوق تنهار بسرعة، وتترك خلفها معاناة إنسانيّة لا توصف. نحتاج اليوم، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، إلى أن تتولّى الشعوب زمام المبادرة. وعلينا أن نتّحد عبر الحدود والمناطق وعبر الثقافات واللغات المختلفة لإصلاح ما أفسدناه. والخطوة الأولى في هذه المسيرة هي الاعتناء ببعضنا بعضًا وبكوكبنا باعتباره المورد الأهمّ بالنسبة إلينا".
كذلك، ستشارك مجدّدًا في المخيّم فاطمة الزهراء طريب، وهي شابة فاعلة ومدافعة عن العدالة المناخية من المغرب حائزة على شهادة في العلوم السياسية، وتقول في هذا المجال: "خلال سنوات عملي في سبيل تحقيق العدالة المناخيّة، غالبًا ما وجدت نفسي اعمل وحيدة أو إلى جانب قلّة قليلة من الأفراد من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بسبب غياب شبكات شبابيّة تجمعنا. في المخيّم الأول للعدالة المناخيّة، تعرّفت على افراد آخرين فاعلين في المجال المناخي في المنطقة وبنيت علاقات قوية معهم، وبعد مرور سنة، ازدادت قوّة علاقتنا واتّسعت شبكتنا، وبتنا نعمل معًا لنُلهِم المزيد من الشباب في المنطقة للمطالبة بالتحرُّك من أجل المناخ".
وقالت كنزي عزمي، مسؤولة حملات في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "تواجه المجتمعات المحلّية في بلدان الجنوب العالمي تحدّيات اجتماعية وصحّية واقتصادية غير مسبوقة، إذ تستمرّ العوامل المُسبِّبة لتغيّر المناخ في تعميق أوجه الظلم التاريخيّة. والأشخاص الذين يعيشون على الخطوط الأمامية هُم الأكثر تأثرا بهذه الأزمة، بالرغم من أنّ مساهمتهم فيها هي الأدنى".
وتابعت: "زاد قطاع الوقود الأحفوري من تواتر أحداث الطقس والمناخ المتطرّفة ومن شدّتها، ما يتسبّب بآثار غير متناسبة على المجتمعات المحلية، وخصوصًا في بلدان الجنوب العالمي التي تجد صعوبة في التخفيف من حدّة هذه الآثار. لذا، علينا التضامن والمطالبة باتّخاذ إجراءات عالميّة لضمان التعافي والقدرة على الصمود، بما في ذلك التعويض عن الخسائر والأضرار، وتحقيق تغيُّر نظامي لتسريع الإنتقال العادل والمُنصِف نحو مصادر الطاقة المتجدّدة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح".
(1) قائمة بشركاء مخيّم العدالة المناخيّة لعام 2023:
Action Aid ، 350.org، شبكة التدريب الإفريقية، Africans Rising، لجنة أمريكا لخدمات الأصدقاء، منظمة العفو الدولية، مبادرة الإصلاح العربي (ARI)، منتدى البدائل العربي (AFA)، شبكة العمل المناخي-العالم العربي، شبكة العمل المناخي الدولية، شبكة العمل المناخي - أوروبا، Civicus ، يوميات المحيط، Climate Activists Defenders، المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، Ecowave، شبكة السيادة الغذائية، جمعية شباب مصر لتنمية المجتمع بالفيوم، Ecumene Studio (Space for Dignity)، معاهدة عدم انتشار الوقود الأحفوري، المجلس الدولي للتواصل الإستراتيجي، جمعية الجيل الأخضر البيئية، Greenish، غرينبيس إفريقيا، غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤسسة هاينريش بول لبنان، رابطة طلاب البيئة المشتركة بين الجامعات في كينيا (KIUESA)، جمعية التحريج في لبنان، شبكة شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جمعية مدى، أوكسفام، Me & Youth, Medico International، حملة أوقفوا التلوث قابس، Roots، طلاب لأجل الأرض، The Movement Trust، The Black Hive @ M4BL، معا من أجل المستقبل (Together for Future)، المعهد عبر الوطني، USCAN ،Women & Gender Constituency، وحركة الشبيبة من أجل المناخ تونس.