عالم الطيور حافل بالأسرار والغرائب، فهذه الكائنات الرائعة تتمتع بقدرات خارقة لا يمكن لإنسان مجاراتها بعيدا من استخدام الطائرات، خصوصا وأن الطيران بالنسبة للبشر لمسافة 14 ألف كيلومتر يعدّ تحدياً كبيراً، أما بالنسبة للطيور فهي تعبر المحيطات والقارات، فإن العديد من الأنواع، بما في ذلك المهددة بالانقراض، وتقوم بذلك من دون مساعدة وبكل رشاقة وسرعة.

فعلى سبيل المثال، فإن طيورا بـ "الخواضة" تقضي الشتاء في أستراليا ونيوزيلندا، في العام 2007، تم تسجيل قطع هذا الطائر مسافة 11 ألفاً و600 كيلومتر من غرب ألاسكا إلى نيوزيلندا، بشكل مباشر ولمدة تسعة أيام، الأمر الذي ربما يجعله صاحب الرقم القياسي لرحلة بدون توقف.

أما الطائر الطنان ذو الرقبة الحمراء، فأثناء رحلة الهجرة، يطير هذا في أفواج لمسافة تصل إلى 900 ميل من دون توقف عبر خليج المكسيك متجهةً إلى مناطق تكاثره في شرق الولايات المتحدة.

وكان غزو طيور المياه في ولاية كاليفورنيا العام 1961 مصدر إلهام لفيلم الإثارة الشهير "الطيور" الذي أنتجته ألفريد هيتشكوك بعد الحادثة عامين.  وفي الحقيقة، فإن الطيور أكثر إلهاماً من كونها مخيفة. فعبر المحيط الهادي والمحيط الأطلسي والسواحل في فصل الربيع وللجنوب في الخريف، فإن تلك الطيور تسافر في رحلات تبلغ مسافتها 14 ألف كيلومتر. كما يمكنها أن تغوص في المياه حتى عمق أكثر من 60 متراً.

هذه عينة قليلة لأنواع كثيرة ولا تخصى من الطيور تكافح لتبقى، فيما الإنسان يقتلها تحت مسمى "هواية"!