أعلنت شركة "ميتا" Meta أو "فيسبوك" سابقاً، عن نسختها الخاصة من الذكاء الاصطناعي والمسمى LLaMA (لاما)، وقد وصفت هذه النسخة بأنها "الأصغر والأفضل أداءً" من الذكاء الاصطناعي في تطبيقات مثل "تشات جي بي تي" ChatGpt، حيث وفقا لـ "ميتا" ستتيح النسخة الجديدة للباحثين إيجاد حلول للمخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا.
وقد أتاحت شركة "ميتا" الثلاثاء الماضي نموذجها اللغوي "لاما 2" (Llama 2) مجاناً للشركات والباحثين وفق نظام "المصدر المفتوح"، وهو قرار استراتيجي يعيد الشركة العملاقة المتخصصة في الشبكات الاجتماعية إلى حلبة السباق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأشارت "ميتا" بأن هذه النسخة صُممت من أجل مساعدة الباحثين على تطوير عملهم"، في ما يمكن اعتباره انتقاداً مبطّناً لقرار مايكروسوفت بإصدار التكنولوجيا على نطاق واسع، مع الاحتفاظ برمز البرمجة سرّياً، وقد أعلنت الشركة الأم لـ "فيسبوك" و"إنستغرام" عن هذه الخطوة في نشاط تسويقي لمجموعة "مايكروسوفت"، شريكة "ميتا" الرئيسية في "لاما 2".
وسيكون "لاما 2"، وهو منافس "جي بي تي 4" المُعتمد في "تشات جي بي تي"، و"بينغ"، وفق ما أعلنت مايكروسوفت في الشهر الماضي، بأنها ستتيح استخدام نموذج "لاما 2" الخاص بميتا على منصة الحوسبة السحابية "أزور (Azure) التابعة لها و"إيه دبليو إس" (AWS) من "أمازون".
وأوضحت "ميتا" في بيان أن "إتاحة نماذج الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع يجعل الجميع يستفيدون منها ونعتقد أن ذلك أكثر أماناً".
وقد أثارت برمجية "تشات جي بي تي" المدعومة من مايكروسوفت، ضجة كبيرة في العالم بفعل قدرتها على إنشاء نصوص متقنة مثل المقالات أو القصائد، في ثوانٍ فقط باستخدام تقنية تُعرف باسم نماذج اللغات الكبيرة "LLM" - "أو إل إل إم".
وتعد تكنولوجيا LLM جزءاً من مجال يُعرف باسم الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتضمن أيضاً القدرة على التصرف بالصور أو التصميمات أو كود البرمجة بشكل فوري تقريباً بناءً على طلب بسيط، وعمقت مايكروسوفت شراكتها مع شركة "أوبن إيه آي" OpenAi، مبتكرة "تشات جي بي تي"، إذ أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أن التكنولوجيا ستُدمج في محرك بحث بينغ Bing الخاص بها وكذلك متصفح إيدج Edge.
كما وكشفت ميتا في وقت سابق عن AudioCraft، وهي أدوات ذكاء اصطناعي توليدي التي تساعد في إنشاء المقاطع الصوتية والموسيقية استنادًا إلى الأوامر النصية.
ومن الجدير ذكره أن النجاح الذي حققته برمجية "تشات جي بي تي" بعدما أطلقته شركة "أوبن إيه آي" في نهاية العام الفائت، أدى إلى سباق محموم بين شركات التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يستطيع الردّ على أسئلة باللغة اليومية وإنشاء كل أنواع النصوص.
وتطغى على القطاع شركتا "مايكروسوفت" (المستثمر الرئيسي في "أوبن إيه آي") و"غوغل"، لكنّ معظم شركات التكنولوجيا العملاقة باتت منخرطة إلى حد كبير في التنافس على اعتماد أحدث جيل من الذكاء الاصطناعي، رغم ما يثار عن ارتكابه أخطاء وإمكان انطوائه على مخاطر.
وتتموضع "مايكروسوفت" بذلك في مجال الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر الذي يُعتبر أقل غموضاً وأكثر شفافية من أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى.