أثار تراكم مجموعات كبيرة من أسماك البلطي والبوري النافقة على سطح البحر في ميناء المكس غربي الإسكندرية في مصر، جدلا كبيرا في البلاد.
وانتشرت في موقع "فيسبوك" صور لكميات كبيرة من أسماك البوري الطافية على سطح البحر بمنطقة المكس، حيث علق أشرف زريق، نقيب الصيادين في الإسكندرية، لصحيفة "المصرى اليوم" قائلا إن "تجمع أسماك البوري والبلطي جاء نتيجة اندفاع الأسماك إلى الرمال هربا من الصيادين، أثناء الصيد بعد قيامهم بعمل "تحويط" على السمك لصيده نتيجة لتزاحم واندفاع الأسماك بكميات كبيرة، فقامت الأسماك بدفن رؤوسها في الرمال الموجودة في الشاطئ وماتت"، حسب تعبيره.
وأشار زريق إلى أن بيئة شواطئ المكس، "للأسف الشديد"، غير نقية نتيجة وجود تسريب سولار بها بسبب إبحار المراكب التجارية التي تعمل بالمنطقة، مضيفا أنه "من المؤسف في هذا الأمر أن السمكة الواحدة الميتة تزن قرابة 5 كيلوغرامات".
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن مصدر مسؤول بالمعهد القومي لعلوم البحار أنه تم رصد كميات كبيرة من أسماك البلطي إلى جانب كميات أخرى من البوري، نافقة وطافية على سطح البحر في منطقة ميناء المكس البحرية.
وأوضح المصدر أن سبب نفوق الأسماك في الميناء البحري، وليس في محطة بحوث المكس التابعة للمعهد، يعود لارتفاع درجات الحرارة ونقص الأكسجين، وبالتالي زيادة الأمونيا السامة مع ظهور أنواع معينة من البكتريا الضارة في ذلك الوقت، مؤكدا أن هذة ظاهرة طبيعية وليست نتيجة أي تدخل أو مسببات بشرية، كما أشار إلى أن سبب النفوق عادة في المزارع السمكية يكون نتيجة زيادة الأعداد إلى 100 سمكة في المتر المكعب، وهو ما يتعارض مع ما يقره العلماء والخبراء في هذا المجال، حيث أن الرقم الأمثل يتراوح بين 50 إلى 58 سمكة فقط في المتر المكعب.
وأضاف أنه لتفادي ذلك لا بد من استخدام البلورات المضخة للأكسجين لزيادة نسبة الأكسجين في المياه ومراعاة الاحتياطات اللازمة للاستزراع السمكي، فضلا عن حرص المسؤولين عن هذه المزارع على اتخاذ هذه الاحتياطات حماية للثروة السمكية في مصر، وفقا لـ "المصري اليوم".
وقام المعهد القومي لعلوم البحار بتشكيل فريق بحثي برئاسة الدكتورة عبير السحرتي، أستاذة الكيمياء البحرية ورئيسة لجنة تنمية وخدمة المجتمع بالمعهد القومي لعلوم البحار، وذلك لأخذ العينات الواجبة واتخاذ التحاليل بالمعهد "شعبة البيئة البحرية" على أن يقوم المعهد بإعداد تقرير واف عن مسببات النفوق بصورة علمية وتقديمها للمسؤولين في أسرع وقت ممكن.