من شدة تعلقي بطلاته الإعلامية وغير الإعلامية، ومن كثرة افتتاني بخبرته السياسية الموسوعية، ورؤاه الثاقبة النافذة، لا أقرأ ولا أتابع أي تصريح لنائب الأمة الخائبة سيزار أبي خليل، وكما يقولون بالعامية "المحبة خصايص"، وإن لله في أمره شؤون.
نعم، نحن أمة خائبة، وبالدليل القاطع: "سيزار" وكل "قياصرة" المجلس النيابي، ولا أستثني "التغييريين" منهم، في مـا عدا ثلاثة نواب، وربما أكثر، أو ما رحم ربي، وفي النهاية هذا نحن، وُلــِّيَ علينا بما اقترفت أصواتنا في صناديق الاقتراع.
أما لماذا سيزار أبي خليل؟ فلأنه مفطور على حب الكهرباء، مذ كان وزيرا للطاقة وربما قبل ذلك بكثير، هذا عدا عن أنه من جماعة "ما خلونا"، ولا نفتئت على أبي خليل أبدا، فالكل في وزاراتهم "خلان"، وجميعهم ثمة من لا "يخليهم"، وثمة أيضا من يعيق تحقيق إنجازاتهم المؤجلة إلى أن "يقضي الله أمرا كان مفعولا"، لكن لسيزار نكهة خاصة، فهو ممتلىء حيوية ودائما "شارب حليب سباع"، خصوصا في ردوده على "القوات اللبنانية"، بما يشعرك أنك في أوج "معركة الإلغاء" المظفرة!
وكي لا نزيد ونستزيد نورد تغريدة أبي خليل، رداً على النائبين ايهاب مطر وجورج عقيص، ونصها أدناه:
"الطائف نصّ على اللامركزية الموسعة، مرق 33 سنة وما تحققت ولمّا قبلنا نتساهل باسم الرئيس مقابل تحقيقها فلتت أصوات الحقد، واحد اتهمنا بالتنازل والمقايضة وواحد عم بيهدد بحرب المشكلة انو البعض تعوّدوا على الدستور بحدود ما طبق منه بزمن الوصاية على ايد المنظومة يلّي ولّدتها، أو انّو هيدي حدود فهمن او هيدا النظام يلّي بيحفظ مصالحن، بالحالتين جهّال وتافهين".
ليس المطلوب تفسير نص التغريدة أعلاه، لكن حديثه عن "الوصاية" و"المنظومة" نكتة سمجة، وكأن سيزارا لم يرتمِ بحضن الوصاية وهو يحظى بدفء حضنها، وصاية بطبعة جديدة غير منقحة، ولم يؤسس حضورا ومكانة، مرموقة طبعا، بين ظهراني المنظومة إياها.
وبالحديث عن سيزار وسائر "خلان" السياسة في هذا البلد المعطوب (لبنان) نستذكر صرخة الأديب الراحل سعيد تقي الدين: يا الله يا أنا!