توقّعت مصادر سياسية لـ "اللواء" ان تتبلور مفاعيل اللقاء الخماسي الذي انعقد في قطر مطلع الاسبوع الحالي، بعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان إلى لبنان التي لم تحدد رسميا بعد، استنادا إلى كبار المعنيين، بالرغم من توقعات البعض بانها ستحصل خلال الأسبوع المقبل، بعد ان يكون لودريان اطلع الرئيس مانويل ماكرون على نتائج اللقاء والمشاورات التي أجراها مع الجانبين السعودي والقطري بعدها، والخلاصات التي تكونت لديه، للانطلاق إلى المرحلة الثانية من مهمته.
واعتبرت المصادر ان بيان اللقاء الخماسي، قلب الأولويات التي حملها لودريان في مهمته الاولى الى لبنان لحل الازمة، واسقطت المبادرة الفرنسية السابقة المتضمنة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة، ووضع خريطة طريق واضحة، تبدأ بدعوة السياسيين للاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية استنادا للدستور، وتاليف حكومة وإجراء الاصلاحات المطلوبة، والتي تسهل حصول لبنان على المساعدات والقروض الخارجية من صندوق النقد الدولي والدول الاخرى، مع التأكيد على الالتزام بتطبيق اتفاق الطائف، والتلويح باتخاذ اجراءات لم يكشف النقاب عن فحواها، ضد كل من يعرقل انتخاب رئيس الجمهورية، وهو ما فسره البعض بفرض عقوبات وما شابه، في حين امتنع المشاركون بكشف ماهية الإجراءات التي ذكرها البيان.
ونفت المصادر نقلا عن سفير احدى دول اللقاء الخماسي، أن يكون النقاش داخل الاجتماع قد استعرض اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، او حصر أسماؤهم كما روج البعض اعلاميا لذلك، وانما تركز النقاش على مواصفات شخصية الرئيس الذي يمكنه تولي مهام المرحلة واعادة النهوض بمؤسسات الدولة اللبنانية، في حين بقي ما نقل بأن ممثل مصر طرح اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون ليكون مرشح متوافق عليه من قبل اللقاء من دون جواب.
ولاحظت المصادر ان اللقاء الخماسي أظهر بوضوح اجماع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ،على استبدال عناصر التحرك الفرنسي المستند للمبادرة الفرنسية المتعثرة بفعل رفض الكتل النيابية المسيحية الثلاث بالمجلس النيابي واطراف اخرين لمحتواها بالكامل، بالبيان التفصيلي للقاء، والذي يحدد مسارا مختلفا عن السابق، ويتعارض كليا مع توجهات الثنائي الشيعي ألذي كان يدعم ويتمسك بالمبادرة الفرنسية التي تصب في مصلحته بتزكية ترشيح فرنجية للرئاسة الاولى ويسعى لتنظيم حوار قبل الانتخابات الرئاسية وليس بعدها، وهو ما شكل مفاجأة غير محسوبة للثنائي المذكور، الذي عبرت اوساطه عن عدم ارتياحها لنتائج اللقاء، لكنها تتريث بإعلان موقف نهائي منه، بانتظار ما يحمله الموفد الفرنسي في زيارته المرتقبة إلى لبنان.
وكشفت مصادر دبلوماسية عربية كشفت عن ان عودة لودريان ما تزال في الموعد المبدئي المتفق عليه الاثنين المقبل في 24 الجاري.
ويأتي الوسيط لودريان من باريس بعد ان يكون وضع الرئيس ايمانويل ماكرون، ووزير الخارجية كاترين كولونا في اجواء ما انتهت اليه المحادثات مع وزير الخارجية السعودية الامير فيصل بن فرحان، بعد اجتماع المجموعة الخماسية الاثنين الماضي في الدوحة.
وحسبما علمت "اللواء"، فإن الدبلوماسية العربية، سواء على صعيد الدول الاعصار في مجموعة الخمسة او سواها، تمهد لعودة لودريان بلقاءات تجريها في العاصمة مع المراجع والكتل والنواب، من اجل، إنضاج فكرة العودة الى انعقاد جلسات مجلس النواب وانتخاب المرشح الذي يحظى بالاكثرية النيابية، على ان تعطى الاولوية للتوافق على شخصية الرئيس، بحسب "اللواء".