من المتوقع أن يتسبب تغير المناخ، في الفترة من عام 2030 إلى عام 2050، نحو 250 ألف وفاة كل عام بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري، وهناك تخوف من أن يتحول الإنسان إلى زومبي بسبب تغير المناخ!
وكان لموقع "زوايا ميديا" هذه المقابلة الحصرية مع السيد مصطفى محمد علي وهو حاصل على ماجيستر في علوم الحياة وباحث أكاديمي ومنشئ محتوى علمي، ليحدثنا عن تأثير التغييرات المناخية على صحة الانسان
سؤال: ما المتوقع من تأثير التغييرات المناخية على الكائنات الحية والفردية والجماعية وتوزيعات الأنواع والنظام الايكولوجي؟
مصطفى محمد علي: التغيرات المناخية عديدة وأبرزها التفاوت في درجات الحرارة وهطول الأمطار فلهما تأثيرات مباشرة على فسيولوجيا وسلوك الكائنات الحية الفردية، وقد تواجه بعض الكائنات الحية تغيرات في معدلات نموها، ونجاحها في التكاثر، ومعدلات البقاء على قيد الحياة بسبب التغيرات في أنماط درجات الحرارة وهطول الأمطار.
ومن المتوقع أيضًا أن تؤثر التغيرات في أنماط درجات الحرارة وهطول الأمطار على توزيع الأنواع مع تغير الظروف المناخية، قد تحتاج بعض الأنواع إلى الهجرة إلى مناطق جديدة من أجل إيجاد موطن مناسب ومن المحتمل أن يؤدي هذا إلى تحولات في نطاقات الأنواع وتغييرات في تكوين المجتمع.
فالنظم الإيكولوجية معرضة بشكل خاص لتأثيرات تغير المناخ، من خلال تغير توقيت الأحداث الموسمية، مثل ازهار النباتات وهجرة الحيوانات، مما قد يعطل أداء النظام البيئي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي هذه التغيرات في أنماط درجات الحرارة وهطول الأمطار إلى زيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثلا حالات الجفاف والفيضانات، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة على بنية النظام الإيكولوجي ووظيفته.
ويمكن لبعض الأنواع أن تكون قادرة على التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، في حين أن البعض الآخر قد لا يكون كذلك، وهذا يؤدي إلى زيادة المنافسة على الموارد والانقراض المحتمل لبعض الأنواع.
وبالتالي فتأثيرات تغير المناخ على الكائنات الحية، الفردية والجماعية، وتوزيع الأنواع، والنظم البيئية معقدة جدا ويصعب التنبؤ بها على وجه اليقين ومع ذلك، يوجد إجماع علمي واسع النطاق على أن الآثار من المحتمل أن تكون كبيرة.
سؤال: هل يؤثر تغير التربة وتحولها الى شكل آخر بسبب التغييرات المناخية على الأنواع، ومن جهة ثانية هل قد يؤدي هذا الى انقراض النباتات المفيدة لجسم وصحة الانسان؟
مصطفى محمد علي: هناك تأثيرات كبيرة على المجتمعات النباتية، بما في ذلك تلك التي تعود بالنفع على صحة الإنسان يمكن أن يغير تغير المناخ خصائص التربة، مثل توافر المغذيات، ومحتوى الماء، ودرجة الحموضة، مما قد يؤثر على نمو النبات، والتكاثر، والبقاء على قيد الحياة، في بعض الحالات، يمكن أن تساعد التغييرات في ظروف التربة على نمو أنواع النباتات الغازية، والتي يمكن أن تتفوق على الأنواع النباتية المحلية وتؤدي إلى إزاحتها يمكن أن يؤدي هذا إلى فقدان أنواع نباتية مفيدة مهمة لصحة الإنسان، مثل النباتات الطبية أو المحاصيل التي توفر العناصر الغذائية الأساسية، اضافة إلى هذا دعونا لا ننسى التكيفات التي ستتكيفها النبات والذي سيغير من شكل توزيع الغطاء النباتي في بعض المناطق.
سؤال: إرتفاع درجة الحرارة وذوبان التربة الصقيعية القديمة هل يفتح بوابة جائحة فيروسات مقاومة للمناعة تفتك بصحة الانسان ؟
مصطفى محمد علي: من المهم أن نلاحظ أن خطر حدوث جائحة من الفيروسات المقاومة للمناعة لا يزال تخميني إلى حد كبير ولم يتم فهمه بالكامل بعد.
في حين أنه من الصحيح أن بعض الفيروسات والبكتيريا يمكن أن تعيش في التربة الصقيعية لفترات طويلة من الزمن، فليس من الواضح ما إذا كانت قادرة على إصابة البشر بعد تحريرها وإنطلاقها من الجليد بسبب الإحترار المناخي. بالإضافة إلى ذلك، من غير الواضح أيضًا ما إذا كانت هذه الفيروسات والبكتيريا القديمة ستكون أكثر خطورة من مسببات الأمراض الحديثة أم أنها ستكون مقاومة للعلاجات الحالية.
من المهم أيضًا ملاحظة أن خطر حدوث جائحة من الفيروسات المقاومة للمناعة هو مجرد واحد من العديد من المخاطر المحتملة المرتبطة بتغير المناخ، حيث يتسبب تغير المناخ بالفعل في مجموعة من الآثار الصحية، بما في ذلك زيادة الأمراض المرتبطة بالحرارة، وأمراض الجهاز التنفسي بسبب تلوث الهواء، وانتشار الأمراض المنقولة بالنواقل (البعوض) مثل الملاريا.
سؤال: هل من الممكن أن يؤدي تغير المناخ إلى تحويل الإنسان إلى زومبي؟
مصطفى محمد علي: تغير المناخ لا يؤدي إلى تحويل الإنسان إلى زومبي، فالزومبي حالة غريبة لا تستطيع التعامل معها، الوارد ان يغير السلوكيات البشرية بانجذابه لشيء معين كما في حالة الاصابة بالملاريا عندما تصيب الانسان تجعله ينجذب للماء، او الاصابة بداء القطط توكسو بلازما يبدأ بحب القطط ولتودد لها وهذه سلوكيات تغير الانسان، لكن لا تحوله لزومبي، فهذا شيء بعيد لا يمكن حدوثه، بالإضافة إللا أن الامراض تزداد شدتها وتأثيرها، مثل حالة اصابة شخص في الهند بالفطر الأبيض منذ فترة الا انه لا تصل الى الزومبي فالجهاز المناعي لجسم الانسان قوي ويستطيع مقاومة الأمراض إلى حد كبير.
ملاحظة: تم إعداد هذه المادة كجزء من مشروع Her turnII الخاص بـ 15 من الصحافيات من أجل تغير المناخ من العراق وسوريا ولبنان، المقدم من منظمة Taz Panther Foundation.
