بعد الإشكال الذي كان متوقعاً في حلقة الأمس من برنامج "صار الوقت"، تساءل مارسيل غانم ما إذا كان بعض الاختصاصيين ممن يستضيفهم هم السبب في وقوع إشكالات دائمة في الاستوديو! كأنما يرمي بالملامة عليهم، ويرفع المسؤولية عن أسلوبه المساهم في الوصول إلى هذا الدرك.
"تساءل" هنا تأتي من فعل سأل، ومن سآلة أيضاً، التعبير اللبناني عن ثقل دم غانم الذي يُحيل الحوار مع ضيوفه إلى تهكم حيناً وتعالٍ عليهم ومسخرةً أحياناً ونهراً لمتحدثين من الجمهور، ويصب الزيت فوق النار حيث ينبغي عليه أن يضبط الأجواء ويصوّب اتجاه الحوار إلى ما فيه إفادة لمتابعيه، لا تعزيزاً لسلطةٍ يمتلكها بحكم كونه "سيّد" برنامجه والاستوديو، أو كسباً لأرقام مشاهدة في سياق المنافسة.
كان الإشكال متوقعاً مع ضيفٍ حفظنا قاموس مفرداته عن ظهر قلب (وأشهرها الصرماية)، ونعني به وئام وهاب الذي كان واضحاً استخفافه بما ينطق به صحافي وناشر ورئيس تحرير موقعٍ إعلامي إلكتروني، له حضوره وعلاقاته ومصادر معلوماته، ويشهد الجميع برقيّ خطابه ودماثة أخلاقه، هو سيمون أبو فاضل.
كل ما ارتكبه أبو فاضل هو إدلاؤه برأي قد يحتمل النقاش، لكنه حكماً لا يبرّر تصرّفاً غير لائق بتهجم وهاب لفظياً ثم جسدياً عليه، لكنها نزعة الاستقواء التي مارسها في أكثر من موقف، وتحديداً تجاه من كان في صفوفهم، يوم كان يعمل في إذاعة "صوت الجبل".
تصرّف مشين وغير مقبول ومستفزّ يتحمّل جانباً أساسياً من المسؤولية فيه مارسيل غانم لناحية اختياره ضيوف البرنامج وإدارة الحوار، والأمثلة أكثر من أن تُعدّ.
"صار الوقت" لوقف هذا البرنامج، أو إعادة الارتقاء به إلى مستوى البرامج الحوارية الراقية والجدية والمفيدة، لا المستفزة والساخرة والخالية من أيّ إيجابية.