info@zawayamedia.com
بيئة

تقرير علمي: مؤشر الحرائق مرتفع جدا... وخطر اندلاعها بازدياد في لبنان!

تقرير علمي: مؤشر الحرائق مرتفع جدا... وخطر اندلاعها بازدياد في لبنان!

بدأت درجات الحرارة تسجل ارتفاعا مع اقتراب وصول كتل هوائية حارة وجافة مصدرها شبه الجزيرة العربية، ومعها تزيد احتمالات حدة موسم حرائق الغابات الصيفية في لبنان، توازيا مع تقرير تحذيري من دائرة التقديرات في مصلحة الارصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني، والدفاع المدني اللبناني، بالإضافة لتقرير علمي من جامعة البلمند يوضح ارتفاع خطر حدوث الحرائق وفقا لبرنامج يعطي مؤشرا للحرائق في مختلف المناطق اللبنانية.



وفي هذا المجال، قال مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في جامعة البلمند الدكتور جورج متري لموقعنا "زوايا ميديا": "تظهر الخارطة التي تصدر دوريا عن جامعة البلمند (والمرفقة بهذا المقال) توزع شدة توزع الحرائق من متدنٍ إلى مرتفع جدا ومرتفع جدا جدا وفقا للمناطق المختلفة، وللأسف فإنه ابتداء من يوم الخميس فإن الخارطة تظهر بعض الأحراج تتراوح فيها نسبة خطر الحرائق من مرتفع جدا إلى مرتفع جدا جدا، ما يعني أن لدينا المزيد من التحديات للتعامل معها، وتحديداً في قطاع الغابات".


"ويحلل البرنامج والمؤشر حرائق الغابات في جميع أنحاء لبنان، ومن خلال منصة على الإنترنت لتتبع مخاطر حرائق الغابات، حيث يأخذ المؤشر بيانات وخصائص عدة ومنها خصائص الغطاء النباتي وعوامل الطقس، وهنا أود التركيز على عدم وجود مصدر للنار على مقربة من مداخل الأحراج والغابات، لأن ارتفاع هذا المؤشر ووجود أي مصدر للنار، يعني امتداد النيران إلى مساحات شاسعة من الأحراج، ودون أن يكون لدينا القدرة على السيطرة عليها".


وأشار إلى أن "التوصيات الأساسية هي عدم استخدام أي مصدر للنار بالقرب أو داخل الغابات، والتبليغ المباشر عند حصول أي خطر حريق أو مصدر دخان أو نار لكل الجهات المعنية ليتم التدخل السريع، وهنا أشدد على دور المواطن بالتبليغ السريع عن أي خطر مشابه  للبلديات والدفاع المدني والجهات المعنية".


وفيما يلي خرائط المؤشر للمناطق المختلفة، والذي يصدر كل ثلاثة أيام وتظهر خارطة اليوم الأربعاء والخميس والجمعة (ابتداء من 12 تموز/يوليو وحتى 14 تموز/يوليو) علما أنه يمكن للمهتمين متابعة الخارطة الخاصة بكل يوم على الرابط هنا، وكذلك تقرير مفصل على الموقع المذكور.





أما عن المؤشر فيتراوح خطر اندلاع الحرائق من NR باللون الأبيض أي لا خطر، VL باللون الأخضر أي احتمال منخفض، L باللون الأصفر أي خطر بسيط وإن حصل في الأعشاب ويمكن السيطرة عليه، M باللون الأصفر الداكن وهو خطر متوسط، مع إمكانية السيطرة على الحرائق في المراحل الأولى، وإمكانية اندلاعها في حال عدم السيطرة إلى مناطق أخرى، H باللون الأحمر، أي خطر كبير لإندلاع الحرائق وهناك ضرورة لمراقبة حثيثة للحد من الحرائق بسرعة وخصوصا لجهة تهديدها ليس للغابات والأحراج فحسب بل للمنازل أيضا، كونه في حال اندلاع حريق يصعب السيطرة عليه، وإن تمت السيطرة على الحريق، يجب التأكد من إطفائه بصورة تامة، أما VH باللون الأحمر الغامق (النبيذي) فيعني ارتفاع كبير لحدوث وامتداد الحرائق، وفي حال حدوثها فلا يمكن السيطرة عليها وعلى حدتها وانتشارها إلى مناطق واسعة، ما يدعو لمراقبة حثيثة ومن كل مواطن والتبليغ الفوري، وكما في حالة H أعلاه، في حال اندلاع الحريق وإخماده التأكد من إخماده وتبريد المنطقة حتى لا يندلع مرة أخرى، وفي حالة خطر الحريق المشار إليها بالحرف E فهو الخطر الأقصى لحدوث الحرائق، لذا وجب الإحتياط والمراقبة الشديدين كون الخطر داهم، وهذه المؤشرات وفقا للتصنيف التالي في الجدول المرفق:


May be an image of text


وذكر التقرير اليومي على المنصة الإلكترونية ليوم الأربعاء أن المناطق الريفية الشمالية الشرقية لمحافظة عكار، والمغطاة بغابات الصنوبر الكثيفة، معرضة "لخطر شديد" من حرائق الغابات، كما وأن مؤشرات محافظة الشمال وجبل لبنان والبقاع بشكل عام مرتفعة ومرتفعة جدا ومرتفعة جدا جدا، ومن الجدير ذكره أن وزارة البيئة تنسق مع البلديات والمجموعات المحلية لتشجيع إزالة الأعشاب ومكافحة الحرائق، ومن ضمنها توفير أموال الطوارئ لكل حالة على حدة لفرق مكافحة الحرائق.


وقد شهدت الأسابيع الأخيرة حرائق غابات شبه يومية في لبنان، لا سيما في محافظة عكار وبسبب نقص التمويل العام ومعدات الدفاع المدني فقد بادرت بعض المجموعات التطوعية للتدخل أيضًا للمساعدة.


وفي هذا السياق، فقد اندلع حريق هائل الشهر الماضي في منطقة السّن الجبلية في عكار، وقد وصلت ألسنة اللهب إلى ارتفاع 100 مترا، متسببا بحرق 90 هكتارا من الغابات ودمار أشجار عمرها قرون وألحق أضرارا ببعض المنازل.


وقد بادر أكثر من 200 متطوعا ولمدة يومين بالعمل على إخماد الحريق، وهو الأسوأ حتى الآن هذا العام ، وفقًا لجمعية "درب عكار"، وهي مجموعة إرشادية للمشي لمسافات طويلة تدير أيضًا فريقًا متطوعًا من الناشطين في مجال إطفاء الغابات، والذين خضعوا لدورات تدريبية في هذا المجال، وهذا الحريق هو دليل إضافي على بدء موسم الحرائق مبكرا هذا العام، ولكن لا يمكن التنبؤ فعلا بمدى سوء هذا الموسم، ولكنه يدق ناقوس خطر كبير من احتمالية حدوث حرائق لا يمكن السيطرة عليها وخصوصا في التضاريس الوعرة والمرتفعات الصعبة والتي تحول دون قدرة الناشطين وعناصر الدفاع المدني لإطفاء الحرائق، وخصوصا مع جفاف الأعشاب المحيطة بالأحراج والغابات والتي وصلت لإرتفاعات كبيرة بعد الشتاء الماطر، والتي تهدد بكونها وقودا حيويا وقويا تمتد بعدها لحرائق في الغابات والأحراج


ومن الجدير ذكره أن الحرائق المدمرة طاولت مناطق عدة السنين الماضية، ولا سيما محافظة عكار، حيث أدى حريق هائل عام 2021 إلى مقتل صبي وحرق أكثر من ثلاثة ملايين شجرة، وهو ما دفع مجموعات من المتطوعين من مناطق عدة للتدخل المباشر، ومنها درب عكار للتدريب والتمويل للحصول على المزيد من المعدات، كما وأصدرت وزارة البيئة استراتيجية وطنية للحرائق الهائلة تركز على الاستعداد المحلي، وتحت وسم "هاشتاغ" #حريق_بالناقص.


الصورة الرئيسية: من صفحة درب عكار على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: