info@zawayamedia.com
منوعات

ابنة الـ 25 عاما تروي مأساتها مع مسؤول كبير: اغتصبني!

ابنة الـ 25 عاما تروي مأساتها مع مسؤول كبير: اغتصبني!


كما حال العديد من النساء الأفغانيات، تغيرت حياة، إيلها ديلاوارزاي، بشكل لا رجعة فيه عقب سيطرة حركة طالبان على كابول في منتصف أغسطس من العام 2021، لتصبح أسيرة كابوس دام عامين حيث انتهى بها المطاف داخل سجن قاس ووحشي.


وفي حدثيها عن معاناتها تقول ديلاوارزاي لصحيفة "إندبندنت" إنه وعقب فترة من سقوط العاصمة الأفغانية بيد تلك الجماعة المتشددة، جرى خطفها من أحد أسواق كابول وتزويجها قسرا لمسؤول رفيع المستوى في حركة طالبان، وذلك قبل زجها في السجن لمدة 156 يوما عانت خلالها من فظائع مهولة، بما في ذلك الحرمان من الطعام والماء، والتعذيب والضرب بأشكال وصنوف مختلفة.


وأوضحت ديلاوارزاي وهي تتحدث عبر الهاتف من مكان مجهول، وعقب أيام من هروبها من أفغانستان: أصوات تعذيب السجناء في الزنازين المجاورة لا تزال راسخة في رأسي، بل أني أسمعها عندما أحاول النوم".


والفتاة، البالغة من العمر 25 عاما، كان والدها ضابطا في الجيش الأفغاني السابق، وقد نجت حتى الآن مرتين من براثن طالبان، من دون معرفة تفاصيل هروبها من البلاد حتى الآن.


وفي معرض كلامها عن الصدمة التي عانت منها بعد أن تعرضت للاغتصاب والزواج القسري والضرب على يد أحد مسؤولي طالبان تقول تلك السيدة الشابة إنها هربت ليتم إرسالها إلى السجن حيث قضت أكثر من خمسة عانت خلالها من التعذيب بالصدمات الكهربائية بشكل متكرر.


وتتابع سرد قصتها، قائلة: "قبل ما جرى معي من مآس، كنت أدرس الطب العام في جامعة كابول للعلوم الطبية وأمني النفس بحياة رغدة مليئة بالأحلام الجميلة".


ولكن كل هذا تغير عندما عادت الجماعة المتشددة إلى السلطة بعد الإطاحة بحكومة الرئيس الأفغاني، أشرف غني، المدعومة من الغرب.


وتقول الفتاة إن المسؤول القوي في طالبان، سعيد خوستي، المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية، تزوجها "قسرا" ثم اغتصبها وضربها لشهور طوال.


فرار ثم اعتقال


وتمكنت ديلاوارزاي من الفرار من منزل "زوجها" في آب (أغسطس) من العام الماضي، واستطاعت خلال فترة هروبها من نشر مقاطع مصورة توضح فيها مدى ما تعرضت لها من ظلم وعنف.


وفي أحد المقاطع تظهر إيلها وهي تواجه خوستي وتطلب منه مغادرة المنزل، وبعد ذلك كان بالإمكان رؤيته وهو يحذرها من وجود رجال مسلحين معه.


لكن حريتها لم تدم طويلا، حيث ألقت حركة طالبان القبض عليها في تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم، حيث سُجنت في غرفة صغيرة في مركز احتجاز في كابول خاضغ للمديرية العامة للاستخبارات التابعة للجماعة الأصولية.


وفي نيسان (أبريل) من العام الجاري، استطاعت ديلاوارزاي أخيرا الفكاك براثن النظام لتفر إلى خارج البلاد، لافتة إلى أنها لا تزال تتذكر كل يوم العنف الذي وقعت تحت وطأته.


وتصف بعض تفاصيل التعذيب، قائلة إنها عانت من صعق أعضائها التناسلية بالكهرباء، وأنها كانت في كثير من الأيام كانت تعيش على كوب واحد فقط من الماء.


وفي كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، وعقب أسابيع من اختفاء ديلاوارزاي، كتب نشطاء حقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية إلى سلطات الأمر الواقع بأفغانستان، قائلين إنهم كانوا على علم بأنها حاولت المغادرة إلى باكستان بسبب "الخوف من الاضطهاد وتعرضها لمزيد من العنف، ولكن تمت إعادتها إلى البلاد رغماً عنها، وهي محتجزة الآن في مركز الاستخبارات".


وأبلغت عائلتها منظمة العفو الدولية أنها كانت مفقودة منذ 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022، قبل أن تبلغها مرة أخرى في الثلاثين من ذات الشهر أنها معتقلة لدى جهاز الاستخبارات التابع لطالبان.


وعن ذكرياتها في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم، تؤكد ديلاوارزاي أنها كانت تعرف المخاطر عندما نشرت مقاطع الفيديو والصور الخاصة بها على الإنترنت والتي أظهرت عنفا جنسيا وضربا وتعذيبا وسوء معاملة من قبل خوستي.


وتابعت: "لم أكن أريد أن أكون أمة له، لكن رجال طالبان زجوا بي في السجن لإسكات صوتي"، وزادت: "أول 96 يوما كنت في غرفة مظلمة، حيث قضيت الشتاء القارس على أرضية باردة جدا.. ولا تزال عظامي تؤلمني لأن درجة الحرارة في محبسي كانت دون الصفر".


قبل وضعها في تلك الزنزانة، قالت إنها أُجبرت على خلع كل ملابسها لترتدي ثوبا قديما طويلا ووشاحا، حيث لبسته لمدة 100 يوم دون أي أن تكون قادرة على تغييره.


وقالت: "تم نقلي إلى غرفة أخرى حيث سألني بعض الرجال الذين يزعمون أنهم من طالبان عن سبب نشر مقطع الفيديو الخاص بتعرضي للإساءة على يد سعيد خوستي، وكانوا يصرون على معرفة (الجهات الغربية التي تمولني)، وعندما لم يرضوا بالنفي كانوا يضربونني بالأنابيب والقضبان الحديدية حتى يغمى عليّ".


وتقول إن التعذيب أثناء احتجازها في عهد طالبان كان مشابهاً بشكل مخيف لإقامتها الجبرية الأولى بعد أن تزوجت قسراً من خوستي، الذي عمل سابقًا كمتحدث باسم وزارة الشؤون الداخلية التي تسيطر على الجناح الاستخباري للحركة المتشددة.


وتابعت: "كانوا يضربونني في جميع أنحاء جسدي، وخاصة على أعضائي التناسلية للحصول على إجابة (ترضيهم)"، مضيفة أن رجالًا مجهولين يرتدون ملابس مدنية دخلوا الغرفة التي يتم فيها استجوابها، ولا يمكنها التأكيد فيما إذا كانوا من طالبان أو حضروا فقط لمشاهدة التحقيق والتعذيب.


الموت أهون


ونبهت إلى أنها لم تكن تتلقى علاجا طبيا أو تمنح مسكنات للألم (سوى مرة واحدة)، مشيرة إلى أن معظم طعامها كان عبارة عن قطعة خبز مع كوب ماء، وفي أحسن الأحوال كان يقدم لها طبق صغير من الفاصولياء لا يكفي لإشباع طفل صغير.


وفي أيام الحيض، قضت ما يقرب من أسبوع في حبسها الانفرادي حيث جرى إعطاؤها قطعة من القماش بدون أي لباس داخلي.


تقول ديلاوارزاي: "عندما خرجت من زنزانتي الفردية والتقيت بنساء أخريات في زنزانة الاحتجاز العامة، علمت أنهن يعانين أيضًا من فقدان ذاكرة مماثل بعد شرب وتناول الطعام المقدم إلينا"، مشيرة إلى تأثير السلبي لتلك الفترة على كليتيها.


وتقول: "بدأت أرى الدم في البول، وعندما طلبت الدواء، لم يقدموا إلا (الباراسيتامول) كنت أتألم ورأيت دماء لمدة أسبوعين. وسُمح لي باستخدام المرحاض مرة واحدة في اليوم لمدة خمس دقائق.. لم يكن مسموحا لي بالاستحمام مما أدى إلى ظهور طفح جلدي في جسدي كله".


وفي المقابل، نفى خوستي اتهامات بالاعتداء الجسدي، زاعما إنه اتخذ ديلاوارزاي زوجة ثانية له، لكنه قرر أن يطلقها، مدعيا أنها أساءت إلى القرآن.


ولم يتم الرد على مكالمات ورسائل "إندبندنت" إلى المتحدث باسم وزارة الداخلية في طالبان، عبد المتين قين، للتعقيب على ما ذكرته ديلاوارزاي.


تجدر الإشارة إلى أنه أحد مقاطع الفيديو الأخيرة التي نشرتها في أغسطس الماضي، قالت ديلاوارزاي: "قد لا يراني أحد مرة أخرى وقد ألفظ أنفاسي الأخيرة، لكن من الأفضل أن أقضي مرة واحدة على أن أموت كل يوم".


المصدر: الحرة

ابنة الـ 25 عاما تروي مأساتها مع مسؤول كبير: اغتصبني! 1

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: