info@zawayamedia.com
عرب وعالم

تمرد فاغنر... يكشف معضلة أمنية حقيقية تواجه بوتين

تمرد فاغنر... يكشف معضلة أمنية حقيقية تواجه بوتين


أكد تحليل نشرته مجلة "فورين أفيرز" أن "الدرس الأكثر أهمية من تمرد مجموعة فاغنر يكمن في فشل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي" بعدم الاستعداد للأزمة التي حصلت، وعدم منعها من الحصول بشكل "مسبق".


وأوضح التحليل أن تمرد فاغنر كشف "معضلة أمنية حقيقة" في مواجهة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.


وأوضح أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ووكالات الأمن الأخرى "بالتأكيد لديها مخبرين" ومصادر داخل مجموعة فاغنر، ولكنها لم تتخذ أي إجراء لوقف التمرد "قبل أن يبدأ" ناهيك عن "عدم تحذيرها للكرملين بشأن خطط زعيم المجموعة، يفغيني بريغوجين".


جهاز الأمن الفيدرالي "أف أس بي" والحرس الوطني الروسي فشلا في مهمتهم الأساسية "بالحفاظ على الأمن الداخلي وقمع الاضطرابات في روسيا"، ولكن جهودهم خلال الأزمة تركزت على اتباع سياسة تجنب المواجهة المباشرة، بينما أصدرت إحدى الوكالات الأمنية بيانا دعت فيه أعضاء فاغنر للبقاء بعيدا، واعتقال بريغوجين.


وأشار التحليل إلى أن "الأمر المذهل، هو رد فعل المخابرات العسكرية 'جي أر يو' على تمرد فاغنر"، إذ بدا حينها تواجد توافق بين مسؤولين في هذا الجهاز مع حديث بريغوجين عن "مشكلة في القيادة العسكرية الروسية".


ويقول كاتب التحليل، أندري سولداتوف، وهو باحث في مركز تحليل السياسة الأوروبية إن "بوتين يواجهة معضلة، إذ أصبح من الواضح أن التهديد الأكبر لسلطته، ربما لم يكن تمرد بريغوجين، إنما رد فعل القوات المسلحة وأجهزة الأمن المختلفة وتعاملهم مع الأزمة"، بحسب "الحرة".


وزاد أن "الرئيس الروسي يحتاج إلى التعامل مع الفشل الاستخباراتي والأمن، من دون الحاجة لإيجاد حالة من عدم اليقين بشأن سيطرته على السلطة"، وعليه أن يضع في اعتباره أنه قد لا يكون قادرا على "الاعتماد على الأجهزة الأمنية التي استخدمها" في ترسيخ سلطته لسنوات طويلة.


ويرى محللون أن أزمة فاغنر لم تصل لنهايتها بعد، إذ كشف رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، الخميس، أن زعيم فاغنر لا يزال في روسيا.


وقال لوكاشينكو إن بريغوجين متواجد في سانت بطرسبرغ وأن قواته من فاغنر ما زالت في المعسكرات التي أقاموا فيها قبل محاولة التمرد ضد موسكو.


وكان التمرد الذي قاده زعيم فاغنر باتجاه موسكو، قد انتهى بوقف زحف قواته، في 24 يونيو الماضي، في صفقة تسمح لبريغوجين وقواته بالانتقال إلى بيلاروسيا، إلى جانب عدم ملاحقته قضائيا في بلاده.


لكن من الواضح أن الاتفاق لم يتم تنفيذه، فقائد فاغنر في ثاني أكبر المدن الروسية، وتواصل وسائل إعلام محلية بث تقارير تحاول التقليل من شعبيته التي ازدادت بسبب دور مجموعته في الحرب في أوكرانيا.


ويبين التحليل أنه في الوقت الحالي "ليس فاغنر وزعيمها وحدهم من لم يعاقبوا، ولكن أيضا الأجهزة الأمنية التي يفترض أنها تحمي بوتين وموسكو من أي تهديدات مماثلة"، وقد يرى بوتين أن حل الأزمة بتأكيد سيطرته على المدى القصير والتقليل من أهميتها، لكن الأجهزة الأمنية أثبتت أنها لن تنقذه "من الوضع الذي تبلور حديثا"، واستمرار هذه التهديدات لا يقتصر على المؤسسة العسكرية في روسيا، بل يمكن أن يمتد لقبضة رئيس البلاد.


ويقع معسكر فاغنر الرئيسي في جنوبي روسيا، في مولكينو بالقرب من كراسنودار. وكان بريغوجين قال إن تمرده لم يكن يهدف إلى الإطاحة ببوتين ولكن لتصفية حسابات مع وزير الدفاع، سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة، فاليري غيراسيموف.


ورفض رئيس بيلاروسيا الإجابة عن استفسارات صحفية عما إذا كانت الأزمة قد أضعفت بوتين، لكنه قال إنه لا يريد التحدث عن الدافع وراء التمرد، بحسب وكالة رويترز.


شكل التمرد المباغت لبريغوجين التحدي الأكثر دراماتيكية لسلطة بوتين التي دامت 23 عاما


وقال إن الوضع كان خطيرا للغاية في ذروته لدرجة أن قوات خاصة من بيلاروسيا كانت على أهبة الاستعداد للتوجه للمساعدة في الدفاع عن موسكو. وأضاف لوكاشينكو "نحن، بوتين ولوكاشينكو، سمحنا بخروج الوضع عن السيطرة. اعتقدنا أن كل الأمور ستمضي في الاتجاه الصحيح بشكل تلقائي، لكن هذا لم يحدث". ومضى قائلا إنه أخبر بريغوجين أن "بوتين وأنا سوف ندافع عن موسكو".


وقال إن الرئيس الروسي يعرف بريغوجين منذ 30 عاما، وإن من أسس فاغنر هو جهاز المخابرات العسكرية الروسي "جي أر يو".


وأضاف أن بريغوجين يعتزم مواصلة العمل مع فاغنر لصالح روسيا، وأشار إلى أن قوات المجموعة العسكرية الخاصة يمكن أن تكفّر عن خطاياها من خلال القتال في أصعب المناطق على الجبهة الأوكرانية.

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: