يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المشهد الأخير من ولايته دعوات للاستقالة بشكل متزايد بما يشمل معسكره الجمهوري، لتجنب إجراء عزل صعب في أوج أزمة سياسية وصحية واقتصادية تشهدها الولايات المتحدة، فبعد عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين بن ساس وليزا موركوفسكي، اعتبر السناتور بات تومي أن استقالة الرئيس "ستكون الحل الأفضل".
وأضاف تومي أنه منذ الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) التي خسرها "غرق دونالد ترامب في مستوى من الجنون لا يمكن تصوره على الإطلاق".
من جهته قال آلان كيتزينغر عضو مجلس النواب وأول جمهوري دعا اعتبارا من الخميس إلى إعلان أن الرئيس "غير أهل" لشغل منصبه، وقال لشبكة CNN "أفضل شيء لوحدة البلاد هو أن يستقيل"، فيما كشف نائب ديموقراطي عن موعد مساءلة الرئيس المنتهية ولايته أمام الكونغرس، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية AFP.
وكانت CNN نقلت في وقت سابق عن مصدر مقرب من مايك بنس نائب الرئيس أنه لا يستبعد التوجه نحو تفعيل التعديل 25 من الدستور لعزل ترامب، وأنه قد يلجأ إليه في حال ازداد الرئيس تهورا، وأشار المصدر إلى وجود بعض القلق لدى فريق نائب الرئيس من مخاطر قد تترتب على اللجوء إلى هذا الخيار، أو حتى التوجه نحو محاكمة ترامب في الكونغرس، بسبب احتمال أن يتخذ الرئيس إجراءات متهورة تعرض البلاد للخطر.
لكن الملياردير الأميركي المنعزل في البيت الأبيض والذي تخلى عنه العديد من وزرائه مع فتور علاقته بنائبه مايك بنس، لم يعط أي إشارة الى انه مستعد للاستقالة بحسب ما نقلت الصحافة الأميركية عن مستشاريه، وبعد حذف حسابه على تويتر وشبكات تواصل اجتماعي أخرى تريد تجنب تحريضا جديدا على العنف، بات لدى دونالد ترامب بدائل محدودة للتواصل مع الجمهور.
في هذا الوقت، تواصل السلطات البحث عن المتظاهرين المؤيدين لترامب الذين أصدروا تهديدات بالقتل ضد نائب الرئيس مايك بنس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهما ثاني وثالث أكبر مسؤولي الدولة، خلال الهجوم على مبنى الكابيتول الأربعاء، وأقيم حاجز معدني طويل حول المبنى وتم زيادة عديد قوات الأمن حتى حفل تنصيب جو بايدن رئيسا في 20 كانون الثاني (يناير) والذي أعلن مايك بنس أنه سيحضره.
ودعت نانسي بيلوسي التي تعهدت اتخاذ إجراء إذا لم يقدم الرئيس المنتهية ولايته استقالته، السبت النواب الى العودة لواشنطن هذا الأسبوع لتقرير كيفية المعاقبة على مسؤولية ترامب في الهجوم الدامي على الكابيتول. وفي رسالة مفتوحة للمسؤولين المنتخبين، لم تذكر إمكان العزل، لكنها اعتبرت أن "من الضروري للغاية أن يتحمل أولئك الذين قادوا هذا الهجوم على ديموقراطيتنا المسؤولية". وأضافت: "يجب إثبات أن هذا التدنيس كان بتحريض من الرئيس".
ويأخذ نص اتهام عرض على مجلس النواب ووقعه 180 برلمانيا على الأقل على الرئيس الجمهوري أنه "أدلى بتصريحات عمدا" شجعت على اقتحام مبنى الكونغرس من قبل أنصاره الأربعاء، وبحسب النائب الديموقراطي جيمس كلايبورن فإن المذكرة يمكن أن تبحث هذا الأسبوع. وقال لشبكة CNN إن ذلك قد يحصل “الثلاثاء أو الأربعاء”، لكن هذا إجراء طويل ومعقد، وقد علت أصوات عدة في المعسكر الديموقراطي معتبرة انه قد يبطئ خطط الرئيس المنتخب جو بايدن الذي جعل من معالجة أزمة كوفيد-19 أولويته.
وقال كلايبورن "لنمنح الرئيس المنتخب 100 يوم" في بداية ولايته للسماح له بمعالجة أكثر القضايا إلحاحا، مضيفا "ربما يمكننا تقديم المواد (الخاصة باجراء العزل) بعيد ذلك".
من جانبه، قال السناتور الديموقراطي جو مانشين على شبكة CNN إن إجراءات العزل بعد 20 كانون الثاني (يناير) "لن يكون لها أي معنى"، وعلق بات تومي "لست متأكدا حتى من أنه من الممكن عزل شخص لم يعد في السلطة"، وكان الكونغرس استهدف ترامب الذي يتولى السلطة منذ عام 2017 باجراء إقالة بادرت اليه نانسي بيلوسي في نهاية 2019 بتهمة الطلب من دولة أجنبية، أوكرانيا، التحقيق حول منافسه جو بايدن حين كان مرشحا للرئاسة. وتمت تبرئته في مجلس الشيوخ الذي يعد غالبية من الجمهوريين في مطلع العام 2020.