info@zawayamedia.com
عرب وعالم

إحتجاجات في الجولان المحتل على إقامة مزرعة رياح... وإصابات خطيرة بين أبناء المنطقة

إحتجاجات في الجولان المحتل على إقامة مزرعة رياح... وإصابات خطيرة بين أبناء المنطقة

في عمل عنيف غير مسبوق إلى حد ما، اشتبك حشد من سكان مرتفعات الجولان من الموحدين الدروز وبالتحديد من مجدل شمس - أكبر المدن الدرزية الأربع في المنطقة - مع الشرطة الإسرائيلية يوم أمس الأربعاء، احتجاجا على بناء منشأة جديدة لتوربينات الرياح، والتي تعتبر من أكبر مشروع للطاقة المتجددة في إسرائيل.


كما خرج الآلاف من أبناء طائفة الموحدين الدروز داخل الخط الأخضر في مظاهرات غاضبة ملوّحين بالأعلام الدرزية، للتضامن مع أهالي الجولان، لكن قوات الاحتلال منعت المحتجين من الوصول إلى أراضيهم وعمدت لإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع بواسطة طائرات مسيّرة.


Druze protest while police guard during a protest against the construction of a new wind farm in the Druze village of Mas'ada, in the Golan Heights, June 21, 2023. Photo by Ayal Margolin/Flash90


وقد أُصيب العشرات من سكان الجولان السوري المحتل بجروح متفاوتة الخطورة نتيجة الإصابة بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، ووصفت جروح أحدهم بالبالغة، وذلك بعد أن وجه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الشرطة الإسرائيلية بإطلاق عملية سماها "رياح الجولان"، للتعامل مع احتجاجات السوريين من أبناء الجولان المحتل على إقامة توربينات لتوليد الكهرباء ضمن مشروع مزرعة رياح في أراضيهم، فضلاً عن حالات اختناق عديدة نتيجة تنشق الغاز المسيل للدموع خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم أثناء احتجاجهم على مشروع عنفات الرياح.


وقالت الشرطة الإسرائيلية إن 12 من ضباطها أصيبوا في الاشتباكات دون إعطاء تفاصيل عن حالتهم، كما وأصيب ثلاثة متظاهرين، اثنان منهم في حالة خطرة ، وقد تم نقل المتظاهرين المصابين إلى مركز زيف الطبي في صفد، كما أصيب رجل في العشرينات من عمره بطلق ناري.


وقالت الشرطة إن أحد الضباط أُجبر على إطلاق النار "بعد أن شعر بخطر مباشر على حياته، عندما اقتربت منه مجموعة من الرجال الملثمين بالحجارة في حوزتهم، أحدهم الذي ركض نحوه بما يبدو أنه أداة حادة أصيب بجروح طفيفة في ساقه من جراء الرصاصة".


قالت الشرطة إن المتظاهرين ألقوا الحجارة والألعاب النارية وزجاجات المولوتوف على الضباط، وقاموا بإحراق الإطارات، وأغلقت طرق عدة في المنطقة.


"من المهم ملاحظة أن أي عمل من أعمال العنف ضد ضباط الشرطة غير مقبول ولن يتم التسامح معه"، وفق ما قالته  الشرطة الإسرائيلية في بيان، وأن "شرطة إسرائيل ملتزمة بضمان سلامة جميع المواطنين وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على النظام والأمن".


 وأشارت مصادر ميدانية لـمواقع إخبارية عدة بأن الشرطة منعت وصول سيارات الإسعاف لنقل الجرحى، فيما تستخدم الخيول وقنابل الغاز والرصاص ومدافع المياه لتفريق المحتجين.


وتستمر المواجهات لليوم الثاني على التوالي وقد تتصاعد في أعقاب استقدام شركة إسرائيلية، بحماية قوات الشرطة المعززة، معدّات ثقيلة للبدء في نصب عنفات الرياح (توربينات الهواء)، وهو مشروع Genesis Wind الذي أعلنت عنه شركة Enlight Renewable Energy هذا الشهر، وبتكلفة 350 مليون دولار، والذي سيشمل 38 توربينة رياح متطورة عند الانتهاء، والذي بدأ الاحتلال بالإعداد له خلال السنوات الأخيرة؛ حيث يستهدف أراضي أهالي الجولان الخاصة في منطقة الحافير، وتحديداً منطقة سحيتا بالقرب من مقام اليعفوري، بين بين قرى مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا، ويعتبر المجتمع الدرزي هذا المشروع تعديا على أراضيهم، حيص يلقى المشروع معارضة شديدة من الأهالي لما يخشونه من آثار سلبية على مزارعهم، والضوضاء التي تسببها تلك المولدات، والأضرار المحتملة على البيئة وحياة الطبيعة.


وقد احتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية في حرب عام 1967 وضمتها بعد ذلك في خطوة لم تعترف بها معظم القوى العالمية. وعملت بشكل عام على تهدئة العلاقات مع الطائفة الدرزية في الهضبة الاستراتيجية، والتي يجاهر العديد من أعضائها بالولاء لدمشق.


واشتكى بعض الدروز من إهمال السلطات الإسرائيلية، وينظر سكان الجولان إلى شروع في إسرائيل بناء عدة توربينات رياح على أنه انتهاك.


وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يتابع الأحداث "بجدية واهتمام" واستدعى الزعيم الدرزي الشيخ موفق طريف لإجراء محادثات.


وقال زعيم الطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف لموقع واي نت للأنباء "كان على الجميع أن يتوقع ما حدث اليوم" بينما كان المتظاهرون يحرقون الإطارات على طريق في قرية بقعاثا وفي بستان قريب، كما رشقوا الشرطة بالحجارة من خلف دروع بدائية.


وقالت الشرطة إن الاحتجاجات أدت لإغلاق الطرق في شمال إسرائيل والجولان، ويشير ذلك إلى انضمام بعض مواطني إسرائيل من الدروز إلى المتظاهرين. ويشكل الدروز 1.5 بالمئة من السكان في إسرائيل ولديهم تمثيل في الجيش والمناصب العامة.


وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن الحكومة تمضي قدما في "خطة رئيسية" لمعالجة شكاوى الدروز. لكنه أضاف في بيان أنه لا يوجد مبرر للعنف بسبب مزرعة رياح يتم بناؤها بشكل قانوني.


وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في بيان إن الحكومة تمضي قدما في خطة لمعالجة مخاوف القرويين الدروز. لكنه أضاف أنه لا يوجد مبرر للعنف وأن مشروع مزرعة الرياح يمر بالإجراءات القانونية المناسبة ليتم بناؤه.


يُنظر إلى الطائفة الدرزية بشكل عام على أنهم مواطنون مخلصون لدولة إسرائيل ، والدروز الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية مطالبون ، بناءً على طلبهم ، بأداء الخدمة العسكرية إلى جانب مواطنيهم اليهود. يشير الدروز واليهود بانتظام إلى بعضهم البعض على أنهم "إخوة بالدم".


لكن السكان الدروز في مرتفعات الجولان ليسوا في الغالب مواطنين إسرائيليين، في حين تم ضم الجولان وعرض الجنسية على الموحدين الدروز الذين يعيشون هناك، بينما رفض معظمهم ذلك خوفًا من إعادة المنطقة يومًا ما إلى سوريا ووصفهم بأنهم خونة.


لا يُنظر عادةً إلى الدروز في الجولان على أنهم مشكلة أمنية ويرحبون عادةً بالإسرائيليين. لكن هناك مخاوف من تأثر الأجيال الشابة بالمشاعر المعادية لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي الناطقة بالعربية.

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: