تسابق فرق الإنقاذ الزمن، الثلاثاء، للعثور على غواصة سياحية صغيرة اختفت في طريقها إلى حطام السفينة "تايتانيك" بينما كان على متنها خمسة أشخاص.
وقال خفر السواحل الأميركي إنه تم فقدان الاتصال بالغواصة "Titan" بعد ساعة و45 دقيقة من رحلتها، بعد ظهر الأحد، وذلك بعد على بعد 595 كيلومتر من ساحل مقاطعة نيوفاوندلاند الكندية.
وأطلق خفر السواحل الأميركيون طائرتين لمسح المنطقة النائية في شمال المحيط الأطلسي، بينما أرسل خفر السواحل الكنديون أيضا طائرة وسفينة.
من كان على الغواصة؟
وكان على متن الغواصة الصغيرة رجل الأعمال البريطاني، مؤسس شركة الاستثمار "أكشن غروب" هاميش هاردينغ، وهو مغامر يحمل ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة "غينيس" في الغوص والتحليق بالطائرة في الأماكن الخطرة.
وحملت الغواصة رجل الأعمال الباكستاني، شاهزاده داود، وهو نائب رئيس مجموعة "إنغرو"، مع نجله سليمان، بحسب بيان للعائلة.
وكان هناك ستوكتون راش، مؤسس شركة " أوشنغيت أكسبديشنز" المشغلة للغواصة المفقودة.
ما مواصفاتها؟
وصممت الغواصة "Titan" شركة " أوشنغيت أكسبديشنز"، وهي شركة خاصة مقرها ولاية واشنطن، ويقول الموقع الرسمي للشركة إن الغواصة مصممة لنقل خمسة أشخاص (قائد وأربعة ركاب).
وهي عبارة عن كبسولة أسطوانية صغيرة تتحرك بواسطة أربعة محركات دفع كهربائية للتحرك بسرعة 3 عقدة، ويمكن أن تغطس بمعدل 55 مترا في الدقيقة. وهي مزودة بمصابيح خارجية قوية وكاميرات وماسح ضوئي بالليزر لاستكشاف بيئتها.
والغواصة، التي يبلغ طولها 6.5 متر وعرضها مترين ونصف المتر، قادرة على الوصول إلى عمق يصل إلى 4 آلاف متر (13123 قدما)، مع العلم أن حطام "تايتانيك" يقع على بعد حوالي 3800 متر أسفل قاع المحيط.
وتقول بلومبيرغ إنه في أحد جانبي الغواصة يوجد شباك قطره 21 بوصة يسمح لراكبين بالنظر إلى الخارج في نفس الوقت. ويوجد حمام صغير للغاية على متنها.
وتقول الشركة إن "Titan" مصممة للقيام بأعمال "المسح والبحث وجمع البيانات وإنتاج الأفلام والوسائط واختبار أعماق البحار، والمواد الحديثة المستخدمة في تصميمها تجعلها أخف وزنا وأكثر فعالية من حيث التكلفة لأي غواصة تجوب أعماق البحار".
وتتمتع بنظام أمان يتيح مراقبتها بشكل "متكامل ودقيق" بينما تغوص في أعماق البحار، ونظام إنذار مبكر يتيح لقائدها إيقاف الغوص والعودة بأمان إلى السطح.
ويبدو أنها تستخدم خدمة الأقمار الصناعية "ستارلينك" من أجل دعم نظام الاتصالات. وكانت قد ذكرت في تغريدة قبل نحو أسبوع أنه "من دون أي أبراج خلوية في وسط المحيط، نعتمد على "ستارلينك" لتوفير الاتصالات التي نحتاجها خلال رحلة تايتانيك لها العام". ومن غير الواضح ما إذا كان هذا هو سبب فقدان الاتصال، وفق الغارديان.
والغواصة كانت في رحلة سياحية لحطام السفينة "تايتانيك" التي غرقت بعدما انطلقت في رحلة من ساوثمبتون البريطانية إلى نيويورك في 14 نيسان (أبريل) عام 1912، وذلك بعد اصطدامها بجبل جليدي خلال رحلتها الأولى عبر الأطلسي.
وأودت هذه الحادثة بحياة 1514 من أصل 2224 راكبا، ولا تزال الأكثر شهرة من بين جميع الكوارث البحرية المدنية، ولم يتم العثور على حطامها إلا بعد أكثر من 7 عقود.
ومنذ عامين، بدأت شركة "أوشنغيت" تنظيم رحلات سياحية استكشافية إلى حطام السفينة، عبر الغواصة الصغيرة تشمل الغوص لرؤية الحطام، ومعدات الرحلة، وجميع الوجبات.
وتستمر الرحلة أكثر من أسبوع وتنطلق من مدينة سانت جون الكندية في نيوفاوندلاند. ووفقا لموقعها على الإنترنت، خططت الشركة لرحلة استكشافية مدتها 8 أيام 7 ليال إلى الحطام في الفترة من 12 إلى 20 حزيران (يونيو).
ماذا حدث لها؟
من السابق لأوانه معرفة ما حدث تحديدا، لكن بعض الخبراء وضعوا سيناريوهات محتملة.
السيناريو الأول هو فقدان الأكسجين، لكن الغواصة قادرة على توفير الأكسجين على مدى 96 ساعة لطاقم من خمسة أشخاص.
وأكد الأميرال، جون موغر، من خفر السواحل الأميركي، بعد ظهر الاثنين، أنه يعتقد بأنه ما زال لديها 70 ساعة، أو أكثر من الأكسجين.
وقال ديفيد كونكانون، مستشار الشركة المشغلة، وفقا لما نقلته الغارديان، إنه يفترض أن تستمر هذه الإمدادات حتى صباح الخميس. ومع ذلك، يتأثر حجم الأكسجين بمعدل التنفس لمن هم داخل المركب، خاصة إذا كان هناك أشخاص لديهم خبرة محدودة في الغوص.
والسيناريو الآخر أنها باتت عالقة قرب موقع حطام "تايتانيك". وكان قد فقد الاتصال بعد أقل من ساعتين من انطلاق الرحلة، وهو وقت كاف للوصل إلى قرب الحطام.
ويقول فرانك أوين، الضابط المتقاعد في البحرية الملكية الأسترالية: "هناك أجزاء من حطام تايتانيك في كل مكان. إنه أمر خطير".
كان موغر، المشرف على عملية البحث والإنقاذ، قد قال في تصريحاته إن المهمة "معقدة" لأن أطقم البحث لا تعرف ما إذا كانت الغواصة قد ظهرت على السطح، مما يعني أنه سيتم البحث في الأعماق.
وقال أليستير غريغ، أستاذ الهندسة البحرية في جامعة كوليدج لندن للغارديان: "إذا نزلت الغواصة إلى قاع البحر ولم تتمكن من العودة من خلال إمكاناتها الخاصة فإن الخيارات محدودة للغاية"، مشيرا إلى صعوبة وصول السفن الأخرى إلى هذا العمق. وقال وفقا لما نقلته بلومبيرغ: "عمق الموقع يعقد أي جهود إنقاذ لأن القليل من السفن الأخرى، بما في ذلك تلك المصممة لإنقاذ الغواصات البحرية، قادرة على التوغل في العمق".
وحتى لو تمكنت من الصعود إلى السطح، فإن هذا سيكون وضعا غير مريح للركاب لأن الغواصات ليست مصممة لتكون على السطح. وقال كريس باري، الضابط المتقاعد في البحرية الملكية البريطانية، لشبكة سكاي نيوز إن "تايتانيك نفسها ترقد في خندق. هناك الكثير من الحطام حولها. لذا فإن استهداف المنطقة التي تريد البحث فيها بغواصة أخرى سيكون أمرا صعبا للغاية".
كيف يمكن الوصول إليها؟
ويوضح كونكانون أن هناك محاولة لإرسال مركبة صغيرة غير مأهولة (مصممة للغوص إلى عمق 6 آلاف متر)، إلى الموقع في أقرب وقت ممكن، للاتصال بالسفينة وجمع البيانات منها، لكن وجود حطام "تايتانيك" يعني أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت للوصول هناك.
ويأمل المدير الإداري للشركة المشغلة للغواصة، مارك بتلر، في إمكانية عودة الركاب بسلام. وقال لوكالة أسوشييتد برس: "لا يزال هناك متسع من الوقت لتسهيل مهمة الإنقاذ. هناك معدات على متن الغواصة للبقاء على قيد الحياة، مضيفا: "كلنا نأمل ونصلي أن يعودوا سالمين".
المصدر: قناة "الحرة"