المناخ في لبنان يتغيَّر، معدلات الحرارة ارتفعت وستواصل الارتفاع، وتوازيا فإن معدلات تساقط الأمطار تنخفض، وبالتالي فالزراعة هي الأكثر تأثرًا.
فأحد التأثيرات الرئيسية للتغير المناخي هو تقلب نمط الأمطار وتأثيرها على المواسم الزراعية. فقد شهد لبنان تقلبات في كمية وتوزيع الأمطار على مدار السنة، مما أثر على نمو النباتات وإنتاجية المحاصيل.
وقد أدت فترات الجفاف المتكررة وانخفاض كمية الأمطار إلى نقص المياه وتراجع في الإنتاج الزراعي.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الزراعة في لبنان، حيث تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تأثير سلبي على النباتات والمحاصيل، حيث يتعرض النبات للجفاف وتلف الأنسجة الحساسة، ويزيد ارتفاع درجات الحرارة أيضًا من احتمالية انتشار الآفات والأمراض الزراعية، مما يؤثر على إنتاجية المزارع وجودة المحاصيل.
تعاني الزراعة في لبنان أيضًا من تأثيرات التغير المناخي لجهة توافر المياه، ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة في التبخر ونقص في الموارد المائية، مما يؤثر على قدرة الزراعة على الاستفادة من المياه بشكل كافٍ. وهذا يتطلب تبني ممارسات الزراعة المستدامة واستخدام تقنيات الترشيد في استخدام المياه الزراعية.
وبهدف ل\التغلب على تحديات التغير المناخي، يجب على لبنان تعزيز الاستدامة الزراعية وتبني ممارسات زراعية متكيفة مع التغير المناخي واستخدام تقنيات الزراعة المقاومة للجفاف والحرارة المرتفعة وتحسين إدارة الموارد المائية وتبني أصناف نباتية متكيفة مع الظروف المناخية الجديدة. كما يجب على الحكومة والمؤسسات الزراعية توفير الدعم والتمويل للمزارعين لتنفيذ هذه الممارسات والاعتماد على الوسائل التكنولوجية الزراعية الحديثة.
علاوة على ذلك، يمثل تغير المناخ تحديًا حقيقيًا للزراعة في لبنان ويتطلب جهودًا مشتركة وتعاونًا للتصدي لهذه التحديات، ويكون ذلك من خلال تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة لتعزيز قدرة الزراعة اللبنانية على التكيف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الأمن الغذائي.
