عندما نتحدث عن تغير المناخ في لبنان، لا يمكننا تجاهل أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها البلاد، وهي انجراف التربة.
تعتبر الأراضي المنحدرة في لبنان عرضة بشكل كبير للانزلاقات الأرضية وانجراف التربة نتيجة للتغيرات المناخية المتسارعة.
مع ارتفاع درجات الحرارة وتغير نمط الأمطار، يزداد تأثير التغير المناخي على استقرار التربة. فمعدلات هطول الأمطار الغزيرة والفترات الجافة المتكررة تتسبب في تأثير سلبي على هشاشة التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالماء. هذا يؤدي إلى زيادة خطر حدوث الانجرافات والانهيارات الأرضية، والتي تشكل تهديدًا حقيقيًا على المجتمعات والبنية التحتية في لبنان.
يعاني لبنان من مشكلة تدهور الغطاء النباتي والتقاطعات الطبيعية المكشوفة، وهذا ما يؤدي بدوره إلى تعزيز عملية انجراف التربة. ينبغي أيضًا الإشارة إلى الأنشطة البشرية غير الملائمة مثل التجريف غير المشروع والبناء غير المنظم تزيد من عرضة التربة للانجراف.
للتصدي لهذه التحديات، يجب على لبنان تبني استراتيجيات شاملة لإدارة التربة والتكيف مع تغير المناخ. ينبغي تعزيز الحفاظ على التربة والغطاء النباتي وتشجيع الممارسات الزراعية المستدامة. يجب أيضًا تطوير نظم الرصد والتنبؤ المبكر لتحديد المناطق المعرضة للانجراف واتخاذ إجراءات وقائية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك تعاونا دوليا لدعم لبنان في مواجهة تحديات انجراف التربة المتزايدة. كما يجب تعزيز التبادل المعرفي وتعزيز القدرات في مجال إدارة التربة وتكيفها مع التغيرات المناخية.
علاوة على ذلك، يمكن القول إن تغير المناخ وانجراف التربة يشكلان تحديًا كبيرًا للبنان، ولكن يمكن التصدي لهما من خلال تبني استراتيجيات شاملة وتعاون دولي فعال. يجب أن يكون الحفاظ على التربة وتقليل خطر الانجرافات أولوية قصوى للحفاظ على السلامة العامة والاستدامة البيئية في لبنان.