يعاني لبنان من أزمة خانقة فيما يتعلق بإدارة النفايات، حيث تتراكم النفايات في الشوارع وتنتشر في المناطق الحضرية والريفية، مما يشكل تحديًا كبيرًا للبيئة والصحة العامة. ومع ذلك، يجب ألا ننظر إلى أزمة النفايات في لبنان على أنها مجرد مشكلة محلية، فهي تؤثر أيضًا على أزمة التغير المناخي على المستوى العالمي.
تُعَدُّ النفايات من المصادر الرئيسية لانبعاث الغازات الدفيئة، التي تُعَدُّ من الأسباب الرئيسية للتغير المناخي. فعمليات التحلل البيولوجي للنفايات العضوية تنتج ثاني أوكسيد الكربون والميثان، وهما من الغازات الدفيئة الرئيسية التي تُسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة العالمية. إن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يؤدي إلى تأثيرات سلبية على النظم البيئية والكائنات الحية، بما في ذلك الانقراض المتسارع للأنواع وزيادة تكرار الأحداث المناخية المتطرفة.
بالإضافة إلى ذلك، ينبعث العديد من الملوثات الهوائية الضارة أثناء حرق النفايات في لبنان. فتلك الملوثات تساهم في تلوث الهواء وتؤثر على جودته. ومن المعروف أن جودة الهواء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأزمة التغير المناخي، حيث تزيد من ارتفاع درجات الحرارة وتساهم في تفاقم الظواهر المناخية القاسية. كما أنها تؤثر على صحة السكان المحليين وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض التنفس والأمراض القلبية والأوعية الدموية.
علاوة على ذلك، فإن تلوث المياه هو أحد التحديات البيئية الأخرى التي تنشأ عن أزمة النفايات في لبنان، فتسرب المواد السامة والملوثة من النفايات إلى المياه الجوفية والأنهار يؤثر على نظم المياه والتوازن البيئي للنظم البيئية. وبما أن المياه النقية تُعَدُّ جزءًا أساسيًا من البيئة، فإن تلوثها يؤدي إلى اضطراب في التوازن الحراري وزيادة درجات الحرارة، مما يؤثر على أزمة التغير المناخي ويُسهم في تفاقمها.
في النهاية، يجب على الحكومة والمجتمع المدني في لبنان أن يأخذوا في الاعتبار أن أزمة النفايات ليست مشكلة محدودة النطاق، بل إنها تؤثر على التوازن البيئي العالمي وتزيد من تحديات أزمة التغير المناخي، كما يجب العمل بقوة لتحسين إدارة النفايات وتعزيز الوعي البيئي، وذلك للحفاظ على البيئة والمساهمة في جهود مكافحة التغير المناخي العالمية.
