اقتناه في منزله... تنفسا الهواء نفسه... أشاع جوا من الألفة المحببة التي يتركها أي حيوان في المنزل، ولكن ذلك لم يمنع ساجد الموسوي (20 عاما) من بغداد في العراق الأسبوع الماضي من رمي قطه الأليف من الطابق التاسع من مبناه A 310، وليس ذلك فحسب، بل قام بتوثيق هذا الفعل الإجرامي الشنيع بالفيديو، وأكمل الفيديو بالتأكد بأن القط قد نفق، في متابعة للفعل الجرمي الذي اقترفه، لتتوالى ردود الفعل من قبل من شاهد الفيديو الذي نشرته "منظمة الرفقة للسلم المجتمعي والرفق بالحيوان"، ولتبدأ التبريرات للجاني من قبل أهله، ولكن أين العدالة للقط المسالم الذي أمن جانب الجاني ووثق به حتى الموت... ليقتله عمدا ودون أي تردد أو خوف من العقوبة؟
وقد قامت " منظمة الرفقة للسلم المجتمعي والرفق بالحيوان" بالتواصل مع الجهات المعنية حول هذا الأمر، والإدعاء على الجاني، ليقوم أهله بالرد عبر فيديو والزعم بأن الشاب يعاني من حالة نفسية وأنه أحيل إلى إحدى المؤسسات للعلاج النفسي.
وعن البدايات، قالت الأكاديمية والمهندسة آلاء الحميري رئيسة "منظمة الرفقة للسلم المجتمعي والرفق بالحيوان" لموقعنا "زوايا ميديا": "في العام 2020، قامت ابنتي باقتناء قط في المنزل ورغما عني، ولكننا تعلقنا به جميعا، وبدأت أقرأ عن العناية بالحيوانات، لأفاجأ بمدى التعنيف الذي يطاولها في بلدي العراق، وقد أنقذت قطة شارع اسميتها عسل، وبقيت في منزلي لمدة 25 يوما، وتعلقنا بها جميعا، لنفاجأ باختفائها ذات يوم، وليدفعنا الشك بما قد تكون تعرضت له من تعنيف، بدأنا بإنشاء صفحة على مواقع التواصل الإجتماعي بصورة مجهولة بسبب عملي التدريسي وأسميناها فريق عسل، وبدأت بنشر التحديثات حول ما يمكن أن يكون قد حدث لعسل، والمبادرات التي نقوم بها، مثلا في اليوم العالمي للقطط قمنا بحملة إطعام لتغذية القطط السائبة، وفي إحدى الحوادث عنفت إحدى المواطنات قطة في مول بغداد وهو أحد أكبر المجمعات التجارية في بغداد، وبعدها نشرنا فيديو في المول نفسه يوثق الحادثة لامرأة ترمي قطة في النافورة الرئيسة الموجودة في الباحة الامامية، وكان الطقس باردا للغاية، وأعلنا على الصفحة عن وقفة احتجاجية وكان هناك تجاوبا كبيرا من متابعي الصفحة، ولكن في ذلك الوقت لم نستطع الحصول على موافقات أمنية، بسبب الوضع الأمني المتأزم حول المصادقة على نتائج الإنتخابات، فنصحنا المعنيين بعدم القيام بذلك، وعندها قابلت مدير المول، الذي عرض علي بديلا عن الوقفة التي قد تؤدي إلى نتائج سلبية وسمعة سيئة للمجمع التجاري، بأن يتم تصميم إعلان توعوي على شاشة المول، وهذا ما حصل، وبالفعل تم تنسيق بيننا، وتم وضع إعلان هام بعد تزويدي لهم بالصور الخاصة بهذا الحدث وعلى شاشة المول وهي أكبر شاشة في بغداد، ما أدى إلى متابعة واسعة وخصوصا وأنه تم بثه على عدد كبير من القنوات والمواقع المختلفة وأثار ضجة كبيرة من المواطنين، وأصبح لدينا فريق نشط للغاية، وأخذت تأتينا مناشدات عدة حول حالات تعنيف، منها قتل قطة من قبل أحد العاملين في وزارة البلديات والأشغال العامة، ولم نسكت، لذا توجهنا كفريق من الناشطين بمواكبة محامين وإعلاميين وقابلنا المدير العام في الوزارة مطالبين بمعاقبة هذا العامل، ووعدنا بمعاقبته".
وتابعت: "على إثر هذه الحادثة، ارتأينا أن نقيم ندوة توعوية حول الرفق بالحيوانات وعدم التعنيف بحقها، وحضرها أكثر من 70 شخص وشارك فيها المدير العام، وبدأنا بالتحضير لوقفات احتجاجية، ولكن دون غطاء قانوني فهذا الأمر سيكون غير مقبول أو موافق عليه من قبل الجهات الأمنية، ومن هنا أتت فكرة تأسيس منظمة خاصة بالرفق بالحيوان، لنستطيع متابعة عملنا وخصوصا لجهة تفعيل قانون الرفق بالحيوان وقوننة أنشطتنا المختلفة قانونية، ولتنفيذ القضية وتحقيق رسالة المنظمة، وشخصيا أمتلك الإرادة والإصرار وحتى آخر يوم في عمري بعدم التهاون في هذه القضايا ومتابعتها حتى النهاية، ومن بعدي عبر محيطي من الأهل والناشطين، وخصوصا ابنتي التي كانت خلف هذه القضية ومتابعتها، وأن نتمكن بالتعاون مع الناشطين في كافة الدول العربية من تغيير الثقافة السائدة بحق الحيوانات".
وقد أصدرت المنظمة بيانا إثر حادثة مقتل القطة شرقي بغداد وجاء فيه:
"في الوقت الذي نشاهد فيه الجميع يهتمون بالإنسانية ويتحدثون عن الرأفة بالإنسان والحيوانات والبيئة والسلام، يتابع بعض المواطنين الإستهانة بحياة الحيوانات المستضعفة ويقومون بضربها وقتلها دون اي مبرر، ويشكل هذا الإتجاه من الفعل الإجرامي إلى الإزدياد بسبب غياب الرادع القانوني لا سيما لجهة العقوبات المؤلمة بحق المرتكبين".
وتابع البيان: "وفي حوادث عديدة يقوم بها أشخاص بتوثيق ارتكاباتهم بحق هذه الأرواح البريئة، شكلت الحادثة الأخيرة شرقي بغداد صفارة إنذار من تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة، حيث قام أحد الأشخاص بالإستعراض عبر نشر فيديو على حسابه عبر أحد مواقع التواصل الإجتماعي وهو يقوم برمي قط من الطابق التاسع من مبناه، ليقوم بالتأكد من نفوقه بعدها، علاوة على حادثة بتر ذيل القطة من قبل القصاب في منطقة المشتل (وقد تم رفع قضية ضده)، وللأسف نشاهد هذه الافعال من تعذيب وتعنيف وتنكيل وقتل للحيوانات يوميا، ودون أي تردد أو خوف من العقوبة، ومن هذا المنطلق تم إنشاء منظمتنا لتصبح صوت الحيوان الأول والوحيد في العراق المطالب بحقوق الحيوانات والرأفة بها، ونعمل عبر نشاطاتنا المتعددة على فضح هذه الممارسات وعلى حث المجتمع على الرحمة بهذه المخلوقات، علما أن هذه الحقوق قد ضمنتها الأديان ومنها دين الاسلام الحنيف، واكد عليها في القرآن الكريم بقوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون) [الانعام ٣٨] صدق الله العظيم، وإذ تبين ه1ه الآية للناس أهمية الحيوانات وضرورة العناية والرفق بها، فمن الناحية القانونية، جرّم المشرع العراقي فعل ضرب الحيوان أو تعذيبه أو التمثيل به، وقد تم نص هذا في المادة ٤٨٦ من قانون العقوبات العراقي، ونجد في هذا النص حرص المشرع في الحفاظ على حقوق الحيوانات ومنها السائبة على وجه الخصوص، والحد من الافعال الهمجية التي يقوم بها البعض والتي لا تمت الى الانسانية بصلة".
وختم البيان "إذ نؤكد في منظمة الرفقة على أهدافها في هذا المجال، لا سيما لجهة لتفعيل هذا النص العقابي واستعادة حق هذه الحيوانات في الحياة، ندعو المعنيين لتفعيل القانون وتسهيل عملنا وصولا إلى عقوبات رادعة، كما وندعو كل شخص يتحلى بالإنسانية والرأفة ان يقف معنا لنبذ العنف وخلق مجتمع متصالح ينعم فيه الجميع بالأمان والسلام".
رواية لقصة قطة النافورة من قبل إحدى المواطنات وكما وثقتها بالفيديو
من جهتها، تابعت الناشطة في مجال الرفق بالحيوان غنى نحفاوي هذه القضية، وقالت في هذا المجال لموقعنا "زوايا ميديا" في هذا المجال: "للأسف تتكرر هذه المشاهد وخصوصا في المجتمعات العربية ومنها لبنان والعراق، ولا نقول إن مثل هذا لا يحدث في المجتمعات الغربية، ولكن لا يدعي من يقول بالتعنيف من قتل وتسميم وحرق للجراء كما حدث وفي حادثتين منفصلتين في لبنان مؤخرا، بأنه مجنون أو أنه يعاني من حالة نفسية، أو أنه طفل أو مراهق ولا يمكننا محاسبته، بكل المجتمعات هناك أشخاص مثل هؤلاء ولكن في مجتمعاتنا لا وجود لمحاسب، وهو ما يؤدي لتكرار هذه الظواهر المشينة".
وتابعت: "منذ أيام، سمعت عن حادثة حول قيام شخص بمدينة اسطنبول بدعس طرف كلب بالخطأ، ليتم القبض عليه من قبل الجهات الأمنية، وبالتالي لو قمنا بمحاسبة ولو لأقل إساءة بحق الحيوانات، نضمن بعدها بألا يفكر أحد أو أن يكرر مثل هذه الأفعال، وللمفارقة فإن كان الجاني طفلا، يبدأ الأهل بالدفاع والإنكار بدلا من الشعور بالعار، عدا عن أنه لا وجود لمحاسبة فعلية أو تطبيق فعلي للقانون الصادر في لبنان في العام 2017، والذي يحتاج لبعض التعديلات البسيطة، كما وليس هناك اجتهادات من قبل القضاة والمدعين العامين، إلا أنه في هذا المجال، فمن المهم ذكر هذه القضية، حيث عاقبت القاضية جويل أبو حيدر أحد الطلاب الذي عنف قطا في أحد المدارس، بخدمة مجتمعية استمرت على مدى أشهر، منها العناية بالقطط في أحد الملاجئ الخاصة بالقطط كما قام بمحاضرات توعوية حول هذا الأمر، وكذلك العناية بالقطط المصابة والمريضة بصورة يومية، وبالتالي يستطيع القاضي وبالتوازي مع القانون وخصوصا في حالة الأطفال والمرافقين أن يجد وسائل لتنفيذ القانون بصورة إيجابية بدلا من سلبية".
وأشارت إلى أن "هناك إحباط كبير لدينا، فعلى الرغم من مناشداتنا المستمرة، وفضح المعتدين على البيئة والحيوانات البرية والشاردة وغيرها، فلم تتم محاسبة أي شخص وحتى من الراشدين، فعلا هناك حالات توقيف بحق العديد منهم لساعات في المخافر ولدى الجهات الأمنية، ولكن لا تنتهي الأمور وفقا للغاية المرجوة، وكما نتابع في لبنان ملف قتل وصيد الطيور بأساليب جائرة، وبالفعل كان هناك عقوبات قاسية وغرامات عالية مع مصادرة الأسلحة المستخدمة ووسائل الصيد الجائر، ولكن برأيي يجب أن تجابه هذه الممارسات من قبل الأشخاص الذين يتعمدون الأذى بعقوبات رادعة ومنها السجن".
وأشارت نحفاوي إلى أنه "في قضية القط في العراق فقد تواصلت مع السلطات في العراق، ومن ضمنها التواصل مع جمعيات تعنى بحقوق الحيوانات، وعلّينا الصوت بالفعل، وكان هناك تجاوبا كون هناك قانون عقوبات يلحظ حالات التعنيف بحق الحيوان في العراق، ولكن للأسف تظهر المبررات فورا، بأن الجاني يعاني من حالة عصبية وقرأت في أحد المقالات أن القط قد تبرز فراش الجاني، ما أدى إلى ثورة غضب، ونحن جميعا كمربي حيوانات نعرف أن القطط تقوم بهذا الأمر في رمل خاص به لأنه أنظف من بعض البشر في مجال التعامل مع مخلفاته، وللأسف لم تتم محاسبة أو محاسبة أهله بمعنى أنهم يبررون فعلته وكذلك السلطات المعنية التي قبلت هذا التبرير، وعلى فرض أنهم يعانون من امراض نفسية وعذرا للوصف مختلين، فلماذا لا يتم عرضهم استباقيا على أطباء، وإن كانوا يعانون من أمراض نفسية فأليسوا هم خطرا على أنفسهم وعلى الآخرين وخصوصا الأطفال في محيطهم؟ إذن يجب أن يكونوا في مؤسسات متخصصة لا أن يبقوا بيننا ومعهم حيوانات أليفة ليمارسوا فيها جنونهم وعذرا لهذا الوصف، فليس مقبولا أن يكون العذر المرض بالتعنيف تجاه الحيوانات، ولن نسكت وسنستمر في إعلاء الصوت أمام هذه الممارسات، وخصوصا وأنه في العراق الشقيق ثمة قرارات رسمية للأسف بقتل الحيوانات الشاردة بتسميمها وبمادة اللانيت المحظورة دوليا إو بإطلاق النار عليها، وهو ما وصلنا من ناشطين عراقيين".
#العراق | اسمه سجاد الموسوي
من عماره A310 الطابق الثالث.
نطالب السلطات العراقية بمحاسبة هذا المجرم ونتمنى من الإعلام العراقي والجمعيات الإنسانية والرفق بالحيوان الضغط على الحكومة العراقية لمعاقبته.
هذا الإنسان مجرم خطير وقد يرمي طفلاً مستقبلاً!@IraqiGovt @iraqmedianet https://t.co/evmJBW2uXd
— Ghina (@GhinaNahfawi) June 5, 2023
وأضافت: "مسلسل التعنيف ضد الحيوانات في العراق مستمر وبشكل متزايد، وهو أمر خطير للغاية، وأذكر متابعتي لقضية قطة نافورة مول بغداد، حيث كانت القطة تشرب بسلام كما هو واضح في الفيديو، لتقوم إحدى السيدات بدفعها نحو المياه المثلجة، هذه الظاهرة من اللاإنسانية، والنماذج والنفسيات المريضة، إلى متى؟ هل كانت ترضى بأن يقوم أحدهم بهذا الفعل معها أو من تحب؟ للأسف فمعظم هذه الحالات لا يتم الوصول إلى الجناة فيها، وإن اكتشف الجاني، فالتبريرات والمماطلة والتسويف من قبل المجتمع والمعنيين وعدم وجود عقوبة رادعة، تشجع جناة آخرين على القيام بأفعال مشابهة وربما أكثر عنفا".
⚠️ الأحبّة في #العراق ⚠️
هذه الجريمة التي اقترفها مسخ على هيئة انسان حصلت اليوم في #بغداد حين كانت القطة تشرب.
رجاء المساعدة في التعرف عليها لأنه يجب تعرية هذه النماذج والنفسيات امام نفسها والمجتمع ولتكون عبرة للآخرين.
قلبي مع الصغيرة التي كانت تشرب وقد وثقت بأن الأمان خلفها😔. pic.twitter.com/EVLOs0Feui
— Ghina (@GhinaNahfawi) December 25, 2021
وختمت: "السلطات في المجتمعات العربية تتحمل كل أذى يطاول الحيوانات لأنه لا وجود لمحاسبة أو عقاب لهؤلاء المجرمين، سواء ينتمون إلى إدارات رسمية أو بلديات أو مواطنين عاديين، وسنتابع مع الجمعيات الفاعلة في هذا الملف والناشطين الذين يدفعون الثمن باهظا من أعصابهم وجهدهم وعملهم على الأرض، ويتعرضون للإنتقادات من المواطنين الآخرين لاهتمامهم بالحيوانات على حساب البشر، وبأن البشر يموتون وهم الأجدى بالإهتمام، وطالما نتبع هذه المقولة، سنظل في القعر والحضيض، تجاه هذه الأرواح ونتيجة ممارساتنا بحقها، ولن نستطيع التقدم أي خطوة وفي أي مجال نحو الأفضل، لأننا لم نتعلم احترام المخلوقات الأخرى والتي معظمها أفضل منا، ونستعيض عن عدم تحصيل حقوقنا من المسيطرين علينا بأعمال التعنيف بحق هذه الأرواح البريئة، لذا نلجأ بحجة الأمراض النفسية للتعويض المرضي بهذه الممارسات الجائرة بحق هذه الكائنات الضعيفة".
وفي الختام، وبينما تتابع المنظمات الخاصة بالرفق بالحيوان عملها وجهودها دون أي مدخول مادي، سوى ما يجود به المتطوعين والمتطوعات والناشطين والناشطات المستقلين أو التابعين لها وبعض المتبرعين النادرين، في رسالة مشتركة في الإنسانية والرحمة وعابرة للحدود والطوائف في الدفاع وحماية هذه الكائنات البريئة، ومن المهم متابعة الحملات ضد هذه الأفعال، بكشف وفضح هذه الأفعال، فهي عار على الإنسانية جمعاء، فيما لا تتحمل معظم الجهات المعنية في الدول العربية مسؤولياتها تجاه البشر والحيوانات والمنصوص عليها في القوانين التي تشمل هذا القطاع، ومنها توفير ملاجئ مناسبة لهذه الكائنات بغية عمليات التلقيح والتعقيم، ليس بهدف حمايتها فحسب من الأمراض والأوبئة فحسب، بل حماية البشر أيضا من الإصابة بأمراض كالسعار، كون هذه الحيوانات تشكل خط الدفاع الأول أمام هذه الأمراض، وبالحوكمة الرشيدة والحد من الفساد، وليس بالقتل والتنكيل بها، لذا لا بد من مخصصات وميزانية للقيام بعمل ممنهج إنساني للحد من تكاثر هذه الحيوانات عبر تعقيمها، ولعل التجربة التركية أكبر برهان في هذا المجال، حيث تعيش الحيوانات الشاردة في مدينة اسطنبول بشكل طبيعي مع البشر، وجميعها معقمة بحيث لا تتكاثر، وبالمقابل تمثل نموذجا رائعا لما يمكن للدولة بالتعاون مع المجتمع المدني إنجازه للوصول إلى حماية الإنسانية في دواخلنا وتحقيق الأمن والسلام بصورة متكاملة ومستدامة في المجتمع.