دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، الدول العربية مقترح بلاده للسلام، في غمرة الحرب التي فرضتها روسيا عليها "نرجو أن تدعموا صيغة السلام الأوكرانية التي تتلخص في عشر نقاط".

وخلال كلمة ألقاها أمام الزعماء العرب، في مستهل انعقاد القمة العربية في جدة بالسعودية، قال زيلينسكي: "متأكد بأنكم تفهمون ما نقوم به. ندائي هو أن تحموا شعبنا بما في ذلك الجالية المسلمة".

ولفت زيلينسكي إلى أن الوفد الذي رافقه إلى السعودية يضم مسلمين بمن فيهم، مصطفى جميلف، زعيم تتار القرم، وقال عنه: "هو أحد الأوكرانيين ووطنه القرم مركز المسلمين في بلادنا، وهم جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية، لكن المنطقة تخضع للقمع من الروس".

ونوه في سياق حديثه إلى جهود السعودية للوساطة بين بلاده وروسيا لأجل إطلاق سراح السجناء لديها، قائلا: "لدينا تجربة إيجابية مع السعودية فيما يخص هؤلاء الذين اعتقلهم الروس".

وأكد أنه "رغم وجود اختلاف للرؤى ما بيننا وبين عض الدول، لكننا مُوحَّدون لضرورة إنقاذ الناس من السجون الروسية".

ثم عاد ليؤكد "أشكر الرياض وأغلب الدول العربية لدعم موقفنا وميثاق الأمم المتحدة،" وتابع "الأوكرانيون شعب يحب السلام".

وفي سياق حديثه عن جهود الأوكرانيين للانفتاح على المجتمع الدولي، لفت إلى أن أوكرانيا انفتحت منذ 2021 على الكثير من الدول العربية ودعمت علاقاتها بها وذكر السعودية والكويت وعمان ودولا أخرى.

وقال في الصدد: "كان السياح العرب يأتون لبلادنا كل سنة، يحذوني الأمل أن يعودوا يوما ما لشبه جزيرة القرم، بعد تحريرها من الاحتلال".

وتابع "هناك أكثر من 10 آلاف من الطلاب العرب يدرسون في جامعاتنا في كل سنة، يأتون إلينا من مختلف الدول، من المغرب، الأردن، ومصر، وكذا الجزائر وليبيا وتونس".

بعدها أشار الرئيس الأوكراني إلى جهود بلاده للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، وضرب مثالا بتأمين أوكرانيا للقمح للعالم رغم الحرب التي فرضها الروس عليها.

وقال: "نعمل ما بوسعنا لدعم الأمن الغذائي، ولقد تمكنا من الرفع الجزئي للحصار الروسيا على موانئنا، وذلك لدعم الأمن الغذائي العالمي".

بعدها أكد زيلينسيكي أن الحرب الروسية على بلاده قسمت مواقف الدول، وقال: "سعار العدوان أثر على علاقاتنا، لكنني متأكد أنه ما من أحد منكم يوافق على ترك أراضيه لأي غاز".

ثم تابع، مشيرا إلى جهود الروس لطمس هوية أطفال أوكرانيا، "لا أحد يريد سرقة أطفاله (..) الروس سرقوام منا المئات، والآن يعلّمونهم كره من هم من بني جلدتهم".

وشدد في ختام حديثه على ضرورة أن يطّلع الزعماء العرب على مقترح السلام الذي قدمته أوكرانيا، وقال: "أنظروا إلى المعاناة من الحروب في سوريا واليمن والعراق والسودان... كل شخص يريد العداء ويريد فعل ذلك مجددا سوف يتكبد تكلفة باهظة"، بحسب "الحرة".

وتابع "أرحب بكم جميعا لدعم صيغة أوكرانيا لإنهاء الحرب وهناك مثال إيجابي وهو الأمن الغذائي حتى في زمن الحرب". وقال أيضا "كل وفد موقر وفرتُ له وثيقة بعشر نقاط تعكس صيغة السلام لأوكرانيا"، داعيا الجميع للاطلاع عليها وإقرارها كصيغة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.