info@zawayamedia.com
عرب وعالم

جنون عظمة لا مبرر له... لماذا يخاف بوتين على حياته؟

جنون عظمة لا مبرر له... لماذا يخاف بوتين على حياته؟


قد يفسر البعض خوف، فلاديمر بوتين، على حياته، وهو يقود غزوا لجارته أوكرانيا، أنه "جنون عظمة لا مبرر له"، لكن أحداثا في تاريخ البلاد تعطي الرئيس الروسي كل المبررات للخشية من الاغتيال، وفق تحليل نشرته مجلة "تايم".


ويقول التحليل، الذي كتبه، سيباج مونتفيوري، وهو مؤلف لعدد من الكتب الأكثر مبيعا للعديد من الكتب، بما في ذلك كتابه الجديد "العالم: تاريخ عائلي للبشرية"، إن الهجوم الأخير على مبنى الكرملين قد يكون من عمل أوكرانيا أو من الأجهزة الأمنية الروسية، أو فقط "عملية زائفة"، من قبل النظام الروسي نفسه، لكن كل هذه التفسيرات لا تلغي جدية المخاوف التي قد تنتاب بوتين.


وروسيا، مثل جميع الأنظمة الشمولية في العالم، يقول كاتب التحليل، تعتمد على الإكراه لسحق المعارضة والحفاظ على السلطة، وهو ما يؤدي إلى خلق أعداء داخليين لا يرون غير العنف سبيلا للإطاحة بالحاكم.


أما الفشل في تحقيق أهداف الدولة الروسية، في وقت يقود فيه بوتين حربا ضد أوكرانيا، فيضاعف الخطر حتى من أقرب المقربين، بحسب التحليل.


تاريخ حافل بالاغتيالات


وككل قيصر حكيم، يدرك بوتين أنه يجب أن يكون يقظا، فالتاريخ الروسي حافل بالاغتيالات، إذ من بين آخر 12 إمبراطورا في تاريخ البلاد، مات ستة منهم بعنف، أحد الاستثناءات في تاريخ البلاد كان، جوزيف ستالين، لأنه كان قادرا على إحداث خراب لا يجرؤ معه أحد على مهاجمته، وفق "تايم".


ووضع، بطرس الأكبر، معيار الإمبراطور الموهوب والقائد الأعلى الذي يطمح إليه بوتين الآن، لكنه مع ذلك واجه مؤامرات مستمرة ضد حياته، تعامل معها بنفسه من خلال تعذيب وإعدام الآلاف من الفرسان المتمردين.


وفي حزيران (يونيو) 1762، قتل الإمبراطور الشاب، بيتر الثالث، بعدما أطاح به حراسه وزوجته، كاثرين العظمى، خنقه الحرس وأعلن أنه توفي بسبب البواسير، وفق ما تنقل المجلة.


ونفس مصير، بيتر الثالث، كان مصير بول، ابن كاثرين وبيتر الثالث، الذي دمرته الحرب والسياسة الخارجية المتقلبة، وقتل بعد منتصف الليل، في 11 آذار (مارس) 1801، في غرفة نومه، بعد أن دخل القتلة بتآمر من خادم موثوق، وبدعم من ابنه، بحسب ما نقلت "الحــرة".


ويقول كاتب التحليل إن هذا تاريخ يعرفه بوتين جيدا، كما يعرف أيضا أن القادة الروس السابقين كانوا يرون في السيطرة على أوكرانيا أمرا ضروريا للدولة الروسية، ويعرف أيضا مصير القادة الذين يفشلون في تحقيق الأهداف، إذ سيكونون عرضة للخطر من أقرب المقربين من الحاشية والوزراء والجنرالات.


ويخلص التحليل إلى أن كل هذه الحوادث العنيفة في تاريخ روسيا تجعل من بوتين قائدا غير مصاب بجنون العظمة بل لديه كل الأسباب لكي يبقى حذرا.

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: