منذ افتتاحها منذ سنة في شهر أيار/مايو 2022، تمكنت محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، وهي أول محطة تجارية من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، من توليد الكهرباء لتغذية ألفي منزل، وبالإضافة إلى ذلك تمكنت المحطة من إزالة نحو 150 ألف طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الضارة، الناتجة مع المطامر.
ويأتي نشاط محطة الشارقة ضمن جهود تحويل النفايات إلى كهرباء في الإمارات، إذ إن نحو 60 بالمئة من انبعاثات الدولة ناتجة عن النفايات العامة والصناعية المتكدسة في مكبّات النفايات، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وهذه المحطة مشروع مشترك بين مجموعة بيئة الرائدة في مجال الاستدامة وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، واستطاعت محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى كهرباء في الإمارات معالجة نحو 100 ألف طن من المخلّفات خلال عام، وهي كميات تعادل النفايات الصادرة عن 180 ألف شخص سنويًا، بجانب استعادة 250 طنًا من المعادن، ما أسهم في رفع معدلات تحويل النفايات بعيدًا عن المكبات، بنسبة 90 بالمئة.
تعزيز مزيج الطاقة الإماراتي
قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "بيئة" خالد الحريمل، إن " يعتبر مصنع الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة مثالاً على التعاون الناجح نحو تحقيق أجندة الاستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وترجمتها لواقع ملموس يواكب الخطط التنموية للحكومة، وبالشراكة مع مصدر، قمنا بدور رائد في ابتكار تحويل النفايات إلى طاقة الذي يضيف إلى مزيج الطاقة النظيفة الوطني، مع الإسراع أيضًا نحو أهدافنا الخالية من النفايات في مكب النفايات في الشارقة.
لقد حققنا أيضًا تحويل 90 بالمئة من النفايات بعيدا عن مكبات النفايات، وهو رقم قياسي في منطقة الشرق الأوسط، مما يسلط الضوء على التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه ابتكارات الطاقة من أجل الإدارة المستدامة للنفايات".
وتابع: "بالنظر إلى محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، فإنها لا تعكس أهمية الطاقة النظيفة فقط، بل تُبرز أهمية استعادة المواد القيمة لمعالجة النفايات بالمدن المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم إعادة إدخالها ضمن الاقتصاد". وتعمل المحطة على تكثيف عملياتها لإنتاج 30 ميغاواط من الطاقة سنويًا، من خلال معالجة نحو 300 ألف طن من النفايات التي كانت ستذهب لمكبّ النفايات، وتستطيع المحطة إزاحة 450 ألف طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الضارة على مدار العام، ومن ثم دعم جهود تمكين الاستدامة والحفاظ على البيئة.
تحقيق الحياد الكربوني
قال الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، محمد جميل الرمحي، إن الشراكة الناجحة مع مجموعة بيئة مكّنت من تحويل النفايات إلى كهرباء في الإمارات، من خلال محطة الشارقة، التي عالجت في عامها الأول 100 ألف طن من النفايات، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح أن هذه الخطوة تدعم مساعي تصدُّر الجهود العالمية لتحقيق الحياد المناخي، إذ أسهمت المحطة في النهوض بمعدلات تحويل النفايات بعيدًا عن المكبات في إمارة الشارقة إلى 90 بالمئة، ودعم الجهود للوصول إلى تحويل 75 بالمئة من النفايات بعيدًا عن المكبات على مستوى الدولة.
وأضاف الرمحي: "نتطلع إلى مواصلة البحث والتطوير والاستثمار بمجال تحويل النفايات إلى كهرباء في الإمارات، بالتعاون مع مجموعة بيئة، ومن ثم تسريع وتيرة الحدّ من الانبعاثات الكربونية عالميًا، وتحويل النفايات بعيدًا عن المكبات".
يشار إلى أن أول محطة لتحويل النفايات إلى طاقة في الإمارات تقع ضمن مجمع بيئة لإدارة النفايات بمنطقة الصجعة في إمارة الشارقة، بجانب مجموعة أخرى من مرافق إعادة التدوير، التي تسهم في زيادة نِسب تحويل النفايات بعيدًا عن المكبات.
وكانت مجموعة بيئة وشركة "مصدر" قد وقّعتا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، شراكة مع شركة فيوليا الشرق الأدنى والأوسط، لتشغيل وصيانة المحطة، لمدة 25 عامًا، وذلك بعد نحو 7 أشهر من افتتاح المحطة في مايو/أيار 2022.
في العام الماضي، كشفت أبوظبي أيضًا عن خطط لضمان عدم إرسال أي نفايات إلى مكب النفايات بعد عام 2071.
وتعطي دولة الإمارات العربية المتحدة الأولوية للطاقة النظيفة ومكافحة تغير المناخ حيث تستعد لاستضافة قمة Cop28 البيئية العالمية في Expo City Dubai في وقت لاحق من هذا العام.
تحدث الدكتور سلطان الجابر، الرئيس المعين لـ COP28، عن حاجة المجتمع الدولي لتحويل الحديث إلى أفعال لحماية الكوكب.
قال الدكتور الجابر، وهو أيضًا وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إنه متفائل بأن أسس النجاح ستُرسى في Cop28: "لا يوجد نقص في الأفكار أو الإجماع حول ما يجب القيام به. وقال إن ما ينقص هو إنجازها ، أعتقد أن الإرادة الجماعية والقوة الجماعية في هذه القاعة يمكن أن تحرز التقدم اللازم بحلول مؤتمر COP28 في نوفمبر، وتضع الأساس لقمة مناخية ناجحة وتستعيد الثقة في النظام متعدد الأطراف".
وختم: "كوكبنا وشعبنا، وخاصة الأكثر ضعفًا، يعتمدون عليه."